السعودية تستنفر اجتماعًا عربيًا.. ورسالة غضب لإيران

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

إطلاق صواريخ وتفجيرات ودعم الجماعات الإرهابية، كانت كفيلة بطلب السعودية لعقد اجتماع تشاوري عاجل لوزراء الخارجية العرب بالأمس، لبحث التدخلات الإيرانية في المنطقة وتوجيه رسائل شديدة اللهجة لوقف إرهاب إيران وذراعها الأيمن “حزب الله” في المنطقة.. ليخرج البيان الختامي مُنددًا بالاعتداءات الإيرانية وسياستها القائمة على نشر الطائفية ودعم الإرهابيين وسط تحذيرات من استمرار النهج الإيراني ومساسه بأمن الخليج والمنطقة العربية.

طلب سعودي

يأني انعقاد الاجتماع الطارئ بناءً على طلب من السعودية، بعد تعرضها لإطلاق صاروخ  ليلة السبت الموافق 4 نوفمبر من قبل الميليشيات الحوثية التابعة لإيران في اليمن، حيث عُقد الاجتماع بتأييد كل من الإمارات والبحرين والكويت على أن تتولى جيبوتي رئاسة الدورة الحالية للمجلس.

تدخلات إيران بالمنطقة ودعم حزب الله للجماعات الإرهابية، كانت على رأس أولويات الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالأمس، فخرج البيان الختامي مُنددًا بالتدخلات الإيرانية، واصفًا حزب الله بـ”المنظمة الإرهابية”، وسط تحفظات عراقية ولبنانية على بعض البنود.

 سبق الاجتماع الوزاري اجتماع للجنة الرباعية العربية الوزارية المعنية بالتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية العربية، التي تضم كلاً من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.

وتغيب عن حضور الاجتماع الطارئ وزراء خارجية “عمان ولبنان والجزائر والعراق وقطر” وحضر مندوبين ممثلين عنهم بالاجتماع.

البيان الختامي

 وجاء البيان الختامي مُنددًا بإطلاق صاروخ “إيراني الصنع” على السعودية، معتبرة إياه تهديدًا للأمن العربي، مؤكدة حق السعودية في الدفاع عن أراضيها.

كما ندد البيان بالأعمال التخريبية والإرهابية التي تقوم بها إيران في البحرين، وآخرها تفجير خط أنابيب الغاز، فضلًا عن دعم إيران للميليشيات الإرهابية وتدريبهم وتهريب الأسلحة إليهم وإثارة النعرات الطائفية.

وأكد البيان على حق دولة الإمارات في اتخاذ كافة الإجراءات السلمية لاستعادة سيادتها على الجزرالإماراتية الثلاثة المحتلة من قبل إيران، طبقًا للقانون الدولي.

 وحمل البيان الختامي، حزب الله مسؤولية دعم الجماعات الإرهابية في الدول العربية، واتهمته مع الحرس الثوري الإيراني بتأسيس جماعات إرهابية في البحرين، ودعم تلك الجماعات بالأسلحة والصواريخ المتطورة.

وطالب البيان الختامي إيران وحزب الله بالتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ونشر الطائفية عبر القنوات التحريضية المُمولة ووقف دعم وتدريب الجماعات الإرهابية في الدول العربية.

ولم يكتف البيان بالإدانات فقط، ولكنه كلف المجموعة العربية في الأمم المتحدة بمخاطبة رئيس مجلس الأمن الدولي لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن 2231 فيما يتعلق بتطوير الصواريخ الباليستية، وكذلك الخروقات الإيرانية لقرار 2216 بتزويد الميليشيات في اليمن بالأسلحة، على أن يقوم مجلس الأمن بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، ومتابعة الأمين العام للجامعة للقرار مع الجهات المختصة.

البيان أيدته وزراء خارجية الدول العربية المشاركة في الاجتماع، بينما كانت هناك تحفظات من الوفد اللبناني تحديدًا فيما يتعلق بدور حزب الله”، أما الجانب العراقي فوعد بأن يُوافي الأمانة العامة غدًا بكتاب يتضمن رؤيته للتحفظات”.

رسالة عربية لـ”إيران”

خلال الاجتماع الطارئ وجه وزراء الخارجية العرب رسالة شديدة اللهجة لإيران وحزب الله لحثهم على وقف تدخلاتهم في المنطقة ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة، وكانت أبرز التصريحات كما يلي:

وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال إن “السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا العدوان الإيراني السافر ولن تتوانى في الدفاع عن نفسها والحفاظ على أمن وسلامة شعبها”.

وأضاف أن “الصاروخ الغادر الذي أطلقة الحوثيون على عاصمة السعودية يعكس الاعتداءات الإيرانية المتكررة ضد المملكة التي شهدت إطلاق 80 صاروخًا تحمل الهوية الإيرانية عبر عميلها الحوثي في اليمن تعرضت لها مختلف مدن المملكة”.

وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، قال إن “إيران لا تحاربنا فقط مباشرة، نعم هي تحارب وتقوم بأمور كثيرة لكن لها أيضًا أذرع في المنطقة، وأكبر ذراع لها موجود الآن هو ذراع حزب الله الإرهابي”.

وتابع “هذا الحزب موجود في لبنان والعراق وسوريا وفي أماكن كثيرة، ومتمثل في شخصية الحوثيين في اليمن وهذا هو التحدي الكبير اليوم للأمن العربي”.

وزير خارجية الكويت، صباح خالد الحمد الصباح، استنكر وأدان العمليات الإرهابية والتخريبية التي تتعرض لها السعودية ومملكة البحرين، مؤكدًا وقوف بلاده وتضامنها مع كافة الإجراءات التي يتخذونها للحفاظ على أمنهما واستقرارهما.

وزير الخارجية المصري، سامح  شكري، قال “سبق لهذا المجلس الموقر، أن أصدر، في عدد من دوراته السابقة، قرارات واضحة ولا لبس فيها بشأن التدخلات الإيرانية، وشروط إقامة علاقة جوار صحية بين العرب وإيران”.

وزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف، حذر من أن “مستوى التهديد الإيراني للدول العربية بلغ نقطة اللاعودة”، وشدد على  ضرورة أن “تتخذ الدول العربية التدابير المناسبة لمواجهة الأخطار الإيرانية”.

وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قال إن “قرار الجامعة العربية حول التدخلات الإيرانية اليَوْمَ تاريخي، و يرسل رسالة واضحة حول فاعلية العمل العربي المشترك، وهو صفحة جديدة أكثر إشراقًا تتضح ملامحها، وتؤسس لمرحلة أكثر تمكنًا وتمكينًا”.

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أكد أن “هناك إجماعًا عربيًا على رفض النهج الإيراني، ونأمل أن تكون الرسالة وصلت إلى إيران وتغير نهجها”، لافتًا إلى أن “اجتماع وزراء الخارجية العرب لم يقرر بعد اللجوء لمجلس الأمن وإنما إحاطته بالموقف العربي من إيران وممارستها”، مُحذرًا إيران من “مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة”.
   

ربما يعجبك أيضا