قطار “الجمعة السوداء” يغزو مستهلكي العالم

حسام عيد – محلل اقتصادي

الأنظار تتجه خلال هذه الأيام بشكل كبير إلى الجمعة السوداء وموسم الأعياد، وتقديم عمالقة التجارة الإلكترونية بالعالم في قطاع التجزئة تخفيضات كبيرة على منتجاتها، لرفع أعمالها المالية.

ما هي الجمعة السوداء؟

هو اليوم الذي يلي عيد الشكر في الولايات المتحدة، والذي يأتي تحديدًا في نهاية شهر نوفمبر، ويعتبر بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد، وفيه تقدم أغلب المتاجر عروضًا وخصومات كبيرة.

وتعود التسمية إلى العام 1869، إذ شهدت الولايات المتحدة، آنذاك، أزمة مالية كبيرة، ترافقت مع كساد البضائع وتوقف حركتي البيع والشراء.

إجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات، لبيعها بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع، كان الحل الأمثل.

ومن حينها، بات الأمر تقليدًا سنويًا، إذ تقوم كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها، قد تصل إلى ما نسبته 90% لجذب المزيد من المشترين.

أما وصف هذا اليوم باللون الأسود فهو ليس ناتجًا عن الكراهية أو التشاؤم، لكنها تسمية أطلقت أول مرة  عام 1960 من قبل شرطة مدينة فيلاديلفيا، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات خلال هذا اليوم المعروف بالتسوق فوصفت إدارة شرطة المدينة ذلك اليوم بالجمعة السوداء لوصف تلك الفوضى والزحام في حركة المرور من مشاة وسيارات.

واليوم، انتشرت التسمية حول العالم، إذ تتبع بعض العلامات التجارية الكبرى في فرنسا وألمانيا، مثلا، التقليد نفسه في الأخيرة من شهر نوفمبر من كل عام.

الجمعة السوداء بالأرقام

كان هنالك ما يقرب من 102 مليون متسوق في 2015، وزادوا إلى 137 مليون متسوق في 2016.

وبلغت قيمة مشتريات كل متسوق في عام 2016 خلال فترة الجمعة السوداء والتي تمتد تخفيضاتها إلى 4 أيام، 935.58 دولار، فيما سجلت قيمة المشتريات الكلية 655.8 مليار دولار.

التوقعات بشأن عام 2017 الجاري، تشير إلى ارتفاع قيمة المشتريات لكل متسوق في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 967.13 دولار، وبالتالي ارتفاع قيمة المشتريات الكلية لهذا الموسم إلى 682 مليار دولار.

فيما تأتي 30% من إيرادات شركات التجزئة الأمريكية بموسم الأعياد، تحديدًا في الفترة بين الجمعة السوداء والكريسماس.

وتدفع هذه الإيرادات أسهم شركات التجزئة إلى مستويات مرتفعة للغاية في تداولات أسواق المال، ولذلك دائما الرهان يكون في نهاية العام بشكل كبير على قطاع التجزئة الأمريكي.

الاهتمام بالتسوق الإلكتروني

سيكون التركيز بشكل أكبر خلال العام الجاري على التسوق الإلكتروني، فمن المتوقع أن يعتمد 84% من المستهلكين على التسوق الإلكتروني.

كما أن المحلات التجارية المعتادة التي كانت لا تملك مواقع إلكترونية في الماضي، قامت اليوم بفتح مواقع لها على شبكة الإنترنت، وما يعادل 69% من هذه المحلات ستقدم خدمة الشحن الإلكتروني.

الجمعة البيضاء في الشرق الأوسط

دفعت اعتبارات اجتماعية أو أسبابًا خاصة بالتفاؤل لدى الشعوب العربية موقع التسوق الشهير “سوق.كوم” لتغيير اسم اليوم العالمي من الأسود إلى الأبيض في تجربته الأولى في العام 2014، ما دفع الشركات وتجار التجزئة إلى انتظار الجمعة الأخيرة من نوفمبر 2015 لعرض منتجاتهم بتخفيضات كبيرة مقارنةً بباقي شهور السنة، غير أنها لا تصل إلى مستوى التخفيضات في أمريكا.

في عام 2016، قام سوق.كوم ببيع أكثر من 600 ألف منتج في الجمعة البيضاء.

والمستهدف في 2017 وخصوصًا بعد الاندماج مع موقع أمازون الأمريكي، هو بيع مليون منتج خلال فترة الجمعة البيضاء في الأربعة الأيام الأخيرة من شهر نوفمبر الجاري.

مواقع عالمية تقدم تخفيضات هائلة

هناك بعض المتاجر على شبكة الإنترنت تقوم بتقديم العروض مثل موقع أمازون وموقع إيباي، حيث يتم تقديم الخصومات على العديد من المنتجات، كما يتم إضافة عروض خاصة جداً على منتجات معينة تتغير في كل ساعة، وقد تحدث هذه الخصومات قبل الوقت المعين، وقد تستمر بعد ذلك بأيام حسب ما ترى إدارة كل موقع.

وبحسب ما قد تم الإعلان عنه في بعض المواقع العربية الشهيرة للتجارة الإلكترونية من عروض وتخفيضات هائلة بمناسبة يوم الجمعة البيضاء في مصر والدول العربية، نجد أن موقع سوق.كوم الشهير قام بعمل عروض ضخمة من أجل هذا اليوم، وحملت عروض موقع “سوق” اسم عروض الجمعة البيضاء White Friday.

ربما يعجبك أيضا