الشيخ أحمد تركي: داعش “خوارج” وجب قتلهم

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

القاهرة – وصف الشيخ أحمد تركي مدير إدارة تأهيل الائمة بوزارة الأوقاف مرتكبي المجزرة الإرهابية التي وقعت أول أمس الجمعة بمسجد الروضة بقرية بئر العبد بمدينة العريش وراح ضحيتها  305شهيداً، و128 مصابًا، بأنهم خوارج العصر ويجب قتلهم.

وقال الشيخ تركي: الإرهابيون تجاوزوا مرحلة الكفر إلى مرحلة الهمج “ملعونين أينما ثقفو أُخذو وقُتلوا  تقتيلا”.

وأوضح  تركي أنهم في  العام الماضي خلال ذكرى الاحتفال بذكرى ميلاد النبي  صلى الله عليه وسلم 2016، فجروا كنيسة العباسية، وفى هذا العام خلال ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم قتلوا مئات المصلين في  صلاة الجمعة بمسجد الروضة بالعريش.

وسأل تركي هل ينتقم الإرهاب من رسول الله لأنه قال عنهم: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية؟ أم ينتقم الإرهاب من هذه الأمة لأنه شيطان يكره الخير وأهله؟ أم كلاهما؟.

وأضاف تركي أنه وصفهم وما زال يؤكد على أنهم “الخوارج” وذلك “لتكفيرهم المسلمين بغير حق واستحلال دمائهم بذلك”، هذا التكفير الذي يتبعه الخوارج وله صور كثيرة: كتكفير مرتكب الكبيرة أو بمطلق الذنوب، أو التكفير بما ليس بذنب أصلاً، أو التكفير بالظن والشبهات والأمور المحتملة، أو بالأمور التي يسوغ فيها الخلاف والاجتهاد، والجماعات التكفيرية تفعل كل ذلك وأكثر، مما يؤكد وصفهم بالخوارج وينسحب عليهم كل ما ورد في السنة عن الخوارج.

و(الخروج على الأمة) عند الخوارج نتج عن التكفير بغير حق واستباحة دماء المسلمين، فإن وجدَ الخوارج الحاكم خرجوا عليه واستباحوا الدماء والأموال، وإن لم يجدوا حاكماً في منطقة كأن خرجت عن سيطرة الدولة  استباحوا دماء عامة المسلمين وخيارهم من الجيش والشرطة  والأبرياء. 

وأكد ان الخوارج هم أشر الفرق وأخطرها  على أمة الإسلام، ولذلك عُنيت السنة النبوية ببيان صفاتهم أتم بيان؛ حتى لا يلتبس أمرهم على الناس، وهذه الأوصاف كلها منطبقة على (الجماعات التي كفرت المسلمين وقتلتهم) أشدّ الانطباق، وإذا كان البعض قد عزف عن تكفير هذه الجماعات وعدم وصفهم بالخوارج لان بعضهم لا يكفر مرتكب الكبيرة كما هو شائع عند الخوارج القدامى.

وأضاف: وأقول انه ليس في النصوص الشرعية ما يدل على أنّ مِن شرط الخوارج أنْ يخرجوا على إمام المسلمين، أو يكفروا بكبائر الذنوب، وما هذه التعريفات والأصول التي ذكرها أهل العلم للخوارج إلا ضوابط تقريبية.

لماذا تسميتهم بالخوارج؟

وتسميتهم بـ(الخوارج) إنما هي لخروجهم عن أحكام الدين ومفارقتهم عامة  المسلمين، كما قال صلى الله عليه وسلم: “سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَأونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” (متفق عليه).

كما أوضح تركي انه عزف كثير من العلماء والمجامع الفقهية عن تكفير الخوارج لكونهم يقيمون شعائر الإسلام، واستندوا أيضاً إلى أقوال بعض الأئمة القدامى بتصنيف الخوارج كفرقة مسلمة باغية!

وأكد تركي أن الاجتهاد في الطاعة وبذل النفس، والمناداة بتطبيق الشريعة، لا تعني بالضرورة السلامة من الانحراف، بل هذا ما عُرف به الخوارج طوال تاريخهم، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اجتهاد الخوارج في العبادة حتى لا نغترَّ بهم فقال: “يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ” (متفق عليه).

قال الحافظ ابن حجر: “كَانَ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ لِشِدَّةِ اجْتِهَادِهِمْ فِي التِّلَاوَةِ وَالْعِبَادَةِ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى غَيْرِ الْمُرَادِ مِنْهُ، وَيَسْتَبِدُّونَ بِرَأْيِهِمْ، وَيَتَنَطَّعُونَ فِي الزُّهْدِ وَالْخُشُوعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ”، وأخبرنا صلى الله عليه وسلم أن الخوارج يحسنون القول ويظهرون الدعوة للحق، فقال عنهم: “يُحْسِنُونَ الْقِيلَ، وَيُسِيؤونَ الْفِعْلَ” (رواه أبو داود، وأحمد)، وقال: “يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لَا تُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ” (أخرجه أحمد والبزار).

 وبناء على الأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.  ذهب كثير من الأئمة بكفر الخوارج وبذلك يجب قتالهم على أنهم كفارٌ محاربون  . واستدلوا بالأحاديث الواردة في حقهم ‏”فعَنْ ‏سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، ‏قَالَ ‏عَلِيٌّ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏يَقُولُ ‏: ‏يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ ‏سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ،‏ ‏يَمْرُقُونَ ‏مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا ‏يَمْرُقُ ‏السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ‏ رواه البخاري ومسلم.

 وممن قال بكفرهم أيضاً الحسن بن محمد بن علي، وهناك رواية عن الشافعي وكذلك رواية عن الامام مالك أنهم كفار ولا مجال لذكر تفصيل اكثر من أقوال الأئمة في  كفر الخوارج فما سبق ذكره يكفى. (الجماعات التي حملت السلاح وقتلت في الأمة)، (تنظيم  داعش ومن على شاكلته منحرف).

لقد وقع  هذا التنظيم الداعشي في العديد من الانحرافات والمخالفات وهي منشورة من أقوالهم، ومتواترة من أفعالهم- التي تقتضي الحكم عليهم بأنهم خوارج منحرفون عن المنهج النبوي وأيضاً هم كفار بناء على ما سبق وجب قتلهم وقتالهم اذا حملوا السلاح على الأمة ، ومن لم يحمل السلاح منهم وجب استتابته ودعوته الى الحق.

ومن جرائمهم وكفرهم ما يلي.

أولا- الحكم على بلاد المسلمين بأنها بلاد كفرٍ وردة، وإيجاب الهجرة منها إلى مناطق سيطرتهم ونفوذهم.

ثانيا- الحكم على من خالفهم بالكفر والردة، ورميهم بالخيانة والعمالة للكفار، بالشُّبه، وبما ليس كفرًا أصلاً، كالتعامل مع الحكومات والأنظمة الأخرى واللقاء بمسؤوليها.

ثالثا- استحلالهم قتال من خالفهم في منهجهم، أو رفض الخضوع لدولتهم الموهومة أو لجماعاتهم ، فأعملوا في المسلمين خطفًا، وغدرًا، وسجنًا، وقتلًا، وتعذيبًا، وأرسلوا مفخخاتهم في  الشوارع والمؤسسات ، فقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ  بما لم يقاتلوا به الأعداء، وجميع ذلك يصدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ” (متفق عليه).

 رابعا- استحلال أخذ أموال المسلمين بحجة قتال المرتدين ، ومصادرتها دون وجه حق، واحتكار موارد الدخل العامة من آبار نفط وصوامع غلال وغيرها، والتصرف فيها كتصرف الحاكم المتمكن. كما حدث في  سوريا والعراق. 

فضلاً عن سبي النساء وهتك أعراضهن باسم ملك اليمين. 

خامسا- الخروج عن عامة المسلمين، وادعاء الحق في منهجهم، والحكم على جميع من يخالفهم في الفكر أو المشروع بالعداء للدين، وآخر ذلك ادعاؤهم (الخلافة)، وإيجاب بيعتهم على جميع المسلمين.

سابعا- ليس فيهم علماء معروفون مشهود لهم عند المسلمين، كما قال ابن عباس رضي الله عنه لأسلافهم من الخوارج: “أتيتُكُم من عندِ صحَابَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، مِنَ المهاجِرينَ والأنصارِ، وفيهِم أُنزِلَ، ولَيسَ فيكُم منهُم أحَدٌ” (أخرجه الحاكم)، فغالبهم من صغار السنِّ الذين تغلب عليهم الخِفَّة والاستعجال والحماس، وقصر النظر والإدراك، مع ضيق الأفق وعدم البصيرة، فهم كما قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: “حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ”، وقد أثر غياب أهل العلم والحكمة على تصرفاتهم فوقعوا في السفاهة والطيش، وعدم النظر لعواقب الأمور، وما تجره على المسلمين من ويلات ودمار، بزعم الصدع بكلمة الحق.

ثامنا- وجميع ذلك يدفعهم إلى الغرور والتَّعالي على المسلمين، فقد زعموا أنهم وحدهم المجاهدون في سبيل الله، والعارفين لسنن الله في الجهاد؛ لذا فإنهم يُكثرون من التفاخر بما قدموه وما فعلوه! قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخوارج: “إِنَّ فِيكُمْ قَوْمًا يَعْبُدُونَ وَيَدْأَبُونَ، حَتَّى يُعْجَبَ بِهِمُ النَّاسُ، وَتُعْجِبَهُمْ نُفُوسُهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ” (رواه أحمد).

فاجتمع في هذه الجماعات من الشر ما لم يجتمع في غيره من الخوارج من قبل، من الاجتماع على الباطل، والامتناع من الانقياد للحق والكذب، والغدر، والخيانة، ونقض العهود، وممالأة أعداء الأمة ( وفق روية الاستعمار في  تفكيك دولنا العربية والإسلامية)، وفاقوا الخوارج الأولين شرًا و كفراً . 

لقد كفرو بمعلومٍ من الدين بالضرورة، وشوهوا الإسلام بأباطيلهم وادعوْ على رسول الله فجورهم وجرائمهم.  فمرقوا  من الدين كما مرق السهم من الرمية.

ربما يعجبك أيضا