في ليلة الميلاد قد تسلب الحياة.. داعش يهدد بكريسماس دامٍ

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

قريبًا في أعيادكم.. عند قراءتك لتلك الجملة، قد تعتقد للوهلة الأولى أن وراءها فيلمًا شيقًا سيعرض قريبًا على شاشات العرض في السينمات العالمية، بينما تلك الجملة ما هي إلا تراجيديا واقعية، أبطالها جماعة داعش الإرهابية وضحاياها أبرياء يحتفلون بأعيادهم الخاصة، وكانت تلك الجملة تهديدًا من أنصار داعش بتنفيذ هجمات على أسواق عيد الميلاد في بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

بابا نويل في قبضة داعش

تناقل أنصار داعش صورتين، أمس السبت، إحداها أظهرت رجلًا مقنعًا يرتدي زيًا أسود، وأمامه “سانتا كلوز” راكعًا ومقيد اليدين على خلفية شارع ريجنت ستريت في لندن، وتحمل الصور رسالة باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية تقول: “قريبا في أعيادكم”.

وتظهر صورة أخرى يدًا تمسك سكينًا ملطخة بالدم، وسط سوق لعيد الميلاد بباريس، على خلفية برج إيفل الشهير، وهو ما اعتبرته صحيفة مترو البريطانية رسالة من التنظيم لأعضائه للبدء في تنفيذ عملياتهم الإرهابية المخطط لها مسبقا، وأوضحت الصحيفة أن الصورة والرسالة نشرت عبر موقع التدوين المصغر “تويتر”، على حساب لشخص يستخدم اسمًا مستعارًا ولا يعرف المتابعون هويته الحقيقية.

وعرضت هذه الصور على شركة  BlackOps Cyber، المتخصصة في بحث الجزء المخفي من الإنترنت الذي يطلق عليه “داركنيت” (الشبكة المظلمة) وهي شبكة خاصة يتم الاتصال فيها فقط بين النظراء الموثوقين ويسمون أحياناً “أصدقاء” وذلك عبر ميثاق اتصالات ومنافذ غير مقياسية، وقالت الشركة إن الصور ظهرت لأول مرة قبل أيام قليلة في مجموعة دردشة تسمى “جيش المجاهدين” ويبدو أنها مصممة من قبل مستخدم يدعى “الدكتور ألماني”.

انتظروا الكريسماس الدامي

وكان التنظيم الإرهابي نشر صورة جديدة أخرى منذ أسبوعين، هدد من خلالها باستهداف الفاتيكان خلال فترة احتفالات الكريسماس المقرر إقامتها خلال أسابيع قليلة من الآن، حيث نشرت قناة فوكس نيوز، الصورة التي ظهر بها أحد عناصر “داعش” الملثمين أثناء قيادته سيارة ويظهر عبر زجاجها مبنى كنيسة الفاتيكان، وحملت الصورة عبارة “انتظروا الكريسماس الدامي”، وتظهر الصورة احتمالية اتباع تنظيم “داعش” لطريقة الدهس في تنفيذ الهجوم الإرهابي المحتمل، وهي الطريقة التي كان يتبعها في العديد من الهجمات السابقة له بمدن مختلفة حول العالم.

داعش يريد رأس البابا 

وفي أغسطس الماضي نشر التنظيم، مقطع فيديو يهدد فيه بقتل بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، وظهر في الفيديو أنصار التنظيم وهم يمزقون صورة البابا فرنسيس والبابا بنديكت السادس عشر، ويكسرون الصليب، ويدمرون تماثيل المسيح والسيدة العذراء، وقالت صحيفة بريطانية إن الفيديو أظهر لقطات مصورة توثق لحظة الهجوم على كنيسة كاثوليكية بمدينة مراوي جنوبي الفلبين، حيث قام التنظيم الإرهابي بتدمير الكنيسة وإضرام النار بها.

ونرى أن التنظيم الإرهابي كان يدعو منذ العام الماضي 2016 أنصاره إلى تنفيذ هجمات على أهداف مثل الأسواق والمستشفيات فى أوروبا خلال فترة عطلة عيد الميلاد، وكانت قناة ناشر الإخبارية الداعمة لـ “داعش”، نشرت رسالة على الإنترنت مرفقة بصور لمتشددين يحملون أسلحة وسكاكين وسانتا كلوز والرنة وشجرة عيد الميلاد، وقالت إنه ستبدل الألعاب النارية بأحزمة ناسفة ومتفجرات وسيتحول الغناء والتصفيق إلى بكاء وعويل، وجاء فى الرسالة الموجهة لأنصار داعش فى أوروبا، أن الاحتفالات والتجمعات والأسواق والمسارح ودور السينما والمراكز التجارية، وحتى المستشفيات كلها أهداف.

تحذيرات رسمية

الخارجية الأمريكية حذرت رعايها الذين سيحضرون إلى أوروبا خلال موسم احتفالات الميلاد وبداية السنة الجديدة ألا يكونوا ضحايا عمليات إرهابية، وأنه من المتوقع وقوع عمليات إرهابية خاصة مع تحذيرات أمريكية سابقة من أن هزيمة تنظيم داعش تسببت في هجرة مقاتلين إلى أوروبا للقيام بعمليات إرهابية انتقامية.

وربما ذلك يذكرنا بما حدث في ديسمبر العام الماضي، عندما اقتحمت شاحنة سوقًا لأعياد الميلاد في برلين، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا، وإصابة 48 آخرين، وكان منفذ الهجوم التونسي أنيس عماري والبالغ من العمر 24 عامًا، وهو من أنصار تنظيم داعش الإرهابي، وكان لقى حتفه على يد الشرطة الإيطالية.

وسلسلة التهديدات تلك، تجلعنا نتساءل، هل سيحقق داعش أهدافه الدامية؟ وأين ستكون وجهته المقبلة.. الفاتيكان بروما، أم الأعياد بفرنسا وألمانيا وأمريكا، أو ربما في مونديال روسيا!.
https://www.youtube.com/watch?v=Ga8wOlDntUw
https://www.youtube.com/watch?v=McckqoJ_28I

ربما يعجبك أيضا