اغتيالات فنانات العرب.. أسرار وخفايا والفاعل مجهول

هدى اسماعيل

رحلت “ليليان ليفي كوهين” الشهيرة بـ”كاميليا” بعد حياة قصيرة تاركة بصمة لم يمحوها الزمن ولغز إلى الآن لم نجد إجابته فالتراب الذي احتضن جسدها هو الأقرب لها الآن من الأقاويل.

اشتهرت في منتصف الأربعينيات لتصبح أكثر نجمات السينما المصرية تألقا وأعلاهن أجرا. ولدت في الإسكندرية لوالدين مسيحيين، لكن تبناها زوج أمها اليهودي الديانة حيث حملت اسمه، كانت كاميليا شخصية اجتماعية في الإسكندرية، كما كانت تتردد على حفلات الصفوة ، وكانت تحوم حولها الكثير من الشائعات والشكوك، ارتبط اسمها بملك مصر آنذاك الملك فاروق وشاع بقوة بأن بينهما علاقة أو أنها حظيته بشكل يتخطى آخبار الجرائد الرخيصة.

في أغسطس1950 ، احترقت الطائرة المتجهة من القاهرة إلى روما وكان على متنها الفنانة كاميليا، ومن العجب أنها فى البداية لم تجد مقعد خالي بالطائرة، ولكن أحد الركاب ألغى رحلته، فصعدت كاميليا إلى الطائرة لتواجه مصيرها المحتوم، وسبب سفر كاميليا إلى روما في ذلك الوقت، كان للعلاج، حيث أصابها آلام مبرحة بالمعدة بعد إصابتها بداء السل.

قبل موتها انطلقت شائعات بأنها ترفض إقامة علاقة عاطفية مع أحد كبار الصحفيين آنذاك فاطلق شائعة أنها جاسوسة تعمل لحساب الحركة الصهيونية في فلسطين، وكان كل شيء مهيئاً لقبول تلك الفكرة فوالدها يهودي وهي لا تجيد العربية وكانت كثيرة السفر، ولا شك أن مصرع كاميليا في حادث الطائرة كان أحد عوامل تأكيد فكرة الجاسوسية اليهودية بعد موتها، وأكد الكثيرون أن الحادث كان مدبراً بواسطة أحد أجهزة المخابرات، حيث ادعوا أن كاميليا كانت عميلة لإسرائيل، وخشيت إسرائيل من افتضاح أمرها فقتلتها، وهناك من يقول إن كاميليا كانت جاسوسة ضد إسرائيل، كما قيل إن الملك فاروق هو من وراء مقتلها بسبب علاقته بها التي أراد أن يمحوها عندما علم أنها جاسوسة لإسرائيل.

لعبت “كاميليا” دوراً مهماً في صفقة الأسلحة الفاسدة التي اشترتها مصر لاستخدامها في حرب 1948 وعندما تم التحقيق في هذه القضية سنة 1950 تبين من سير التحقيقات تورط كاميليا ومن ورائها القصر الملكي في الصفقة حيث كانت كاميليا أحد وسطاء الصفقة التي كان لها دور كبير في انتصار العصابات الصهيونية على الجيوش العربية في حرب فلسطين.

السندريلا.. سقوط على رصيف لندن 

ولدت سعاد محمد كمال حسني البابا، الشهيرة بـ سعاد حسني في القاهرة في يوم 26 يناير 1943، تزوجت خلال حياتها خمس مرات، أولها زواجها غير المؤكد من الفنان عبد الحليم حافظ الذي أثاره بعض المقربين منها وأكده بعض الصحفيين المصريين مثل مفيد فوزي صديقه الذي أكد أكثر من مرة أن هي كانت متزوجة منه، بعد ذلك تزوجت من المصور والمخرج صلاح كريم لمدة عام، ثم من علي بدرخان ابن المخرج أحمد بدرخان لمدة أحد عشر عامًا انتهت في 1980، ثم تزوجت “زكي فطين عبد الوهاب” ابن ليلى مراد والمخرج فطين عبد الوهاب لعدة أشهر فقط، أما آخر زيجاتها فكانت من كاتب السيناريو ماهر عواد الذي توفيت وهي على ذمته.

في 21 يونيو من عام 2001 سقطت سندريلا السينما العربية من شرفة منزلها في لندن، وقد أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى يومنا هذا، ومما قيل، إنها رميت من شرفتها بواسطة رجلين وإمراة، وكشف الطبيب الشرعى أثار مقاومة على جسدها وشعر امرأة أخرى بين أظافرها، وهذا يتناقض مع ما توصلت إليه التحقيقات من اعتبار الحادثة، حادثة انتحار.

وقد أوضحت عديد من الأدلة العبث بمحتويات الشقة وآثار المقاومة تدل على أنها جريمة قتل مدبرة، وخاصة أنه قد أشيع أن سعاد حسني بصدد كتابة مذكراتها، وعن علاقاتها بجهاز المخابرات المصري وما قامت به لصالح هذا الجهاز.

التونسية التي قتلت في مصر

ولدت “ذكرى” في تونس ، وتبدأ الغناء مبكرا ليشجعها والدها على الغناء، في عام 1983 سجلت أول أغنية لها “يا هوايا”، وهذه كانت السنة التي أدت فيها أول حفل لها في مهرجان قرطاج بتونس، كانت ذكرى معروفة بقوة صوتها وإمكانياتها لأداء جميع أنواع الأغاني، بما فيها القصائد والموشحات والأغاني الطربية.

خلال العشرة سنوات التي قضتها في تونس قبل انتقالها لمصر, صُدر لها 30 أغنية، منهم 28 من تلحين عبد الرحمن العيادي، بعد مشوارها الغنائي في ليبيا انتقلت ذكرى لتونس وبعدها هاجرت إلى مصر، لتبدأ منها شهرتها في الوطن العربي.

اخُتيرت كأجمل من غنى الليبي من فنانات العالم العربي، كما تُعد الفنانة الوحيدة التي تملك أكبر عدد من الألبومات الليبية حتى اليوم.

صُدر آخر ألبوماتها باللهجة المصرية عام 2003، حيث سبق موعد صدوره وفاتها بثلاث أيام فقط.

في ليلة 28 نوفمبر 2003، تمت إذاعة خبر مقتلها على يد زوجها “أيمن السويدي” والذي انتحر بعد ذلك، وأعلنت السلطات المصرية أن زوجها قام بقتلها وقتل مدير أعماله وزوجته بسلاح ناري قبل أن يقتل نفسه تحت تأثير الخمر.

هدى إسماعيل

ضد مجهول” هي الطريق الأسهل لإغلاق أي قضية قتل، تاركا خلفه الكثير من التساؤلات فالقتلى ليسوا مجرد أشخاص عاديين بل مشاهير كانت حياتهم مليئة بالأسرار والحكايات التي كان جزءًا منها نهايته القتل فـ”المجهول” كان كلمة السر الذي نذهب إليه بعد أن يرهقنا البحث عن القاتل الحقيقي، فبين المجهول والقاتل علاقة قوية نجدها في السطور التالية.

غرام وانتقام

قالت “أسمهان” في إحدى أغنياتها: “أنا اللي أستاهل كل اللي يجرى لي”، وبالفعل كانت روح قلقة معذبة رحلت دون أن نعرف كيف ولكنها تظل وردة نضارة لا تعرف الشيخوخة.

كان مقتل أسمهان في 14يوليو 1944، عن عمر يناهز 32 عامًا، أحد الألغاز التي لم تحل إلى اليوم، ففي ذلك اليوم استأذنت من يوسف وهبي لتأخذ راحة من فيلمهما المشترك “غرام وانتقام” وتسافر مع صديقتها، “ماري قلادة”، إلى رأس البر، لتموت غرقا في الرياح التوفيقي، أمام مدينة أجا بمحافظة الدقهلية، إثر حادث انقلاب سيارتها في الرياح، بينما لا يتأثر السائق حتى بخدش، ويختفي بعد ذلك على الفور فلا يجده أحد إلى يومنا هذا.

انتشرت العديد من الأقاويل عن مصرعها، فالبعض اتهم المطربة الراحلة، أم كلثوم، بتدبير الحادث للتخلص من أسمهان لأنها كانت المطربة الوحيدة التي تستطيع منافستها بسبب قوة وجمال صوتها، كما قيل إنها كانت تعمل جاسوسة مزدوجة للإنجليز والألمان، لذا قررت المخابرات البريطانية اغتيالها لعلاقتها بالمخابرات الألمانية وتنقل أخبار القصر الملكي المصري بحكم قربها من رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، وقال البعض إن زوجها الأمير حسن الأطرش هو من دبر الحادث، والغريب أن وفاة أسمهان وقعت في نفس يوم ميلادها.

ولكن الأمر الثابت الذي لا يحمل أي شك أن أسمهان تنقلت بين ثلاثة أجهزة مخابرات كانت شديدة التنافس فيما بينها، هي أجهزة المخابرات البريطانية والفرنسية والألمانية، وكان فريد خلال عملها في هذه الأجهزة في فلسطين وسوريا ولبنان ومصر، دائم الخوف والقلق عليها، لا يستطيع أن يمنعها إما لأنها بلغت سن الرشد، وإما لأنها متزوجة من ابن عمها الأمير حسن الأطرش.

عائلة “أسمهان” لم يطالبوا بمعرفة الحقيقة والدليل على ذلك الحكم الصادر من محكمة “طلخا” ضد السائق بالحبس شهرين، وهي عقوبة أقل ما يقال فيها إنها لا تتناسب من الحدث، ولو أن المحكمة، أو جهة أخرى، تابعت القضية واستجوبت السائق لربما كانت الحقيقة ظاهرة أمامنا الآن.

امراة هزت عرش مصر
https://www.youtube.com/watch?v=pSOXTK4-wy8
https://www.youtube.com/watch?v=u5SR5PtLvAE
https://www.youtube.com/watch?v=3i15v1rvF5Q

ربما يعجبك أيضا