إحداهن اعتزلت بسبب “رئيس”.. أربع نجمات غادرن الأضواء في قمة مجدهن

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

رغم النجوم التي وصلوا إليها طمعوا في القمر، فالشهرة والمجد والمال والأضواء وكل ما يجذب النفس البشرية كانت بين أيديهم كما يريدون ولكن الضوء الخافت الذي ينير لك من بعيد كان أقوى بداخلهم من أضواء الكاميرا، ومن تصفيق الجمهور، ولأن النفس البشرية ضعيفة فلم يعطين لأنفسهن فرصة لتفكير حتي لا يضعفن أمام إغراءات الفراق وحب الجمهور والتشبث بمسيرتهن الفنية الصاخبة.

وسواء أكان الأمر مرض أو حب أو التقرب إلى الله فهي مجرد أسباب لتصل بنا إلى نتيجة واحدة “فركش” فقد اعتزل الكثير من نجمات الزمن الجميل ولكي نتعرف على الأسباب والدوافع دعونا نلقي الضوء على أشهرهم .

ليلى مراد..  محمد نجيب كلمة السر

في عام 1955 قررت ليلي مراد وهي في قمة مجدها اعتزال الغناء، وكان عمرها 37 عاماً فقط ورفضت الظهور بعد ذلك التاريخ، ولكنها قدمت فقط أغنية لمقدمة المسلسل الإذاعي “لست شيطاناً ولا ملاكاً” في شهر رمضان 1978. كانت الفنانة “ليلي مراد” من أوائل الفنانات المعتزلات والتي أثار اعتزالها دهشة للجميع، وفشلت المحاولات لإقناعها بالتخلي عن موقفها حتى رحيلها عن الحياة، ففي كتاب يحمل عنوان”الوثائق الخاصة لليلى مراد” يذكر فيه الكاتب أن اعتزال” ليلى مراد” المفاجئ بعد فيلم “الحبيب المجهول”، لم يكن قرارها وأنها أجبرت عليه، فهي والراحل “محمد فوزي” لم يقرءا المشهد السياسي جيدا في سنوات مضطربة من عمر الثورة المصرية ورجالها، حيث أظهرا ولاءهما علانية للرئيس “محمد نجيب” وغنّيا له بعكس أم كلثوم التي استوعبت ما حدث جيداً، بمساعدة المقربين منها وعلى رأسهم مصطفى أمين، ووضعت رهانها على الجواد الرابح جمال عبد الناصر منذ أزمة منع أغنياتها في الإذاعة المصرية في الأسبوع الأول للثورة، وكذلك عبد الوهاب وعبد الحليم ارتميا في أحضان القيادة الشابة بعيداً من نجيب، فنأيا بنفسيهما ومصالحهما عن أن تطالهما أيدي السلطة الجديدة.

ويؤكد على صحة حديثه برسالة مطولة بخط يد “ليلى مراد” موجهة إلى الرئيس الراحل محمد نجيب أشارت له فيها بشكل مباشر إلى سوء معاملة رجال الثورة لها وهي المعاملة التي لم تتوقف إلا بعد أن طالبهم نجيب بنفسه برفع أيديهم عنها.

كانت “ليلى” شديدة الذكاء بإصرارها على عدم الظهور مهما كانت الإغراءات لتحتفظ بالصورة والصوت الجميلين لدى الملايين من عشاقها وكان من الطبيعي أن تحتفظ بنجوميتها رغم الاحتجاب لأنها كانت تمتلك بالفعل حنجرة ذهبية جعلتها محتفظة بمكانة مضيئة في تاريخ الأغنية، لترحل عن عالمنا في 21 نوفمبر 1995 بعد 40 عاماً من الاعتزال.

هند رستم.. طبيب نسا 

ملكة الإغراء” أو “مارلين مونرو الشرق ” كما أطلقوا عليها ، بمجرد أن وقعت عيناها عليه حتى وجدت فيه ضالتها فمفتاح قلبها نجده هناك لدى الدكتور”محمد فياض” أشهر طبيب نساء، الذي دام الحب والزواج بينهم لأكثر من 50 عاما حتى رحل عن عالمنا تاركا خلفه قلبًا كان يراه “ملاكًا ضل طريقه لحياة البشر” و”برنس” و”إنسان راق”، هكذا وصفته زوجته “هند رستم”في كل الحوارات التي أجريت معها.

كانت”هند” دائما تصف زواجهما بأنه “كان زواج صالونات”، وكانت بداية تعارفهما بعد إصابة هند بمرض الوهم بعد وفاة والدتها مباشرة عام 1956 بمرض السرطان حيث حزنت عليها بشدة وانقلب الحزن إلى وهم وظنت أنها أيضا مصابة بمرض السرطان وأخذت تتوقع الموت بين لحظة وأخرى، وجعلها هذا الوهم “زبونة” تتردد بشكل مستمر على الأطباء ومنهم الدكتور محمد فياض الذي كشف عليها وأقسم لها بأنها سليمة، وكانت الراحلة “هند” تصف زوجها قائلة كان أنيقًا وأنا أحب الرجل الأنيق بالإضافة إلى أنه شاب وسيم ومركزه ممتاز حيث كان وقتها أستاذًا بكلية الطب جامعة القاهرة.

في لقاء لها أكدت”رستم” أن السبب الاعتزال هو البقاء بجوار زوجها الطبيب فمن الصعب أن يعود إلى منزله ليلا ليجدني في الأستديو، فتقديرا مني بأهمية عمله كان لازما أن أوفر له الجو المناسب في المنزل حتى ينجح في عمله فكان القرار اعتزال الفن”.

حزنت هند رستم على وفاة زوجها ووصفت رحيله بالصدمة، وأكدت في تصريحات لها أنها كانت تتوقع أن تسبقه إلى الموت وكانت تقول له ذلك دائمًا مما جعل خبر وفاته كالصاعقة، وأكدت أن حالة الحزن التي سيطرت عليها عقب وفاته زادت من متاعب قلبها وقتها، ورحلت هند عن عالمنا عام 2011 بعد وفاة زوجها بعامين حيث لم تتحمل فراقه ولحقت به.

نورا.. سورة مريم

عن واقعة اعتزال “نورا” تقول الفنانة “عفاف شعيب” اعتادت الفنانة “نورا” قبل اعتزالها أن تختم القران في بيتي مرة وفي بيت كل فنانة من صديقاتي مرة أخري في الشهر وكان من بين هؤلاء الصديقات عددا من الفنانات المعتزلات منهن ياسمين الخيام ،هناء ثروت، نسرين، والراقصة المعتزلة هالة الصافي.

في احد الأيام كانت “نورا” صائمة  وما أن سمعت قوله تعالى “وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين.. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين “، تغير شكلها وأحمر وجهها وكأنها تسمعها لأول مرة ، وانهمر سيل من الدموع من عينيها وهي تتابع آيات القران التي تتحدث عن السيدة مريم العذراء كانت تبكي بصوت مسموع ثم همست وهي تنظر إلينا جميعا أنا يا جماعة خلاص ها عتزل”.

شمس البارودي.. ديوان شعر

يقول زوجها الفنان”حسن يوسف” :” كانت “شمس” تشعر بالقلق والرعب لعدم ارتدائها الحجاب ، وكانت تعجب بكل فتاة ترتدي الحجاب حتى أهدتها ابنتنا “ناريمان” ديوان شعر يتحدث عن الحجاب والاحتشام، ولقد مست هذه الكلمات شغاف قلبها وتأثرت بكلماته، بعدها سافرت لإداء العمرة بصحبة والدها ، فلم تنم ليلة السفر وأخذت تنتظر ذلك اللقاء، لقائها بالأرض الطاهرة، وأدت العمرة. وكلما انتقلت من مكان إلى مكان على الأرض المقدسة شعرت بجلال الموقف، ولم تملك سوى دموعها ندما على الأيام الحالية.

بعد أن أدت العمرة، وفي الليل شعرت بضيق في صدرها وكأن جبال تجمعت فوقها، وسألها والدها عن سبب الأرق فقالت له: أريد أن أذهب إلى الحرم الآن، فتعجب الوالد، ولكن فرح جدا عندما طلبت منه هذا المطلب، وعندما وصلت إلي المسجد الحرام أدت تحية المسجد وبدأت تطوف بالبيت العتيق، وبدأ جسدها يرتعد، والعرق يتصبب من جسدها، وشعرت “شمس” ساعتها وكأن هناك إنسانا بداخلها يريد أن يخنقها وخرج، نعم خرج الشيطان من داخلها، ذهب الضيق الذي كان يجثم فوق صدرها، وذهب القلق، وجدت لسانها يردد الدعاء لأولادها وزوجها وراحت تطوف حول الكعبة والدموع تنهمر وكأنها بركان انفجر ولا يجد من يمنعه من الانفجار.

وعندما وصلت إلى مقام سيدنا “إبراهيم” عليه السلام وقفت لتصلي ركعتين وبدأت تقرأ الفاتحة وكأنها تقرأها لأول مرة، وبدأت تشعر في كلمات فاتحة الكتاب بمعان جميلة جميلة وكأن الله أنزل عليها بعض رحماته، كانت تشعر بعالم جديد، وكأنها خلقت من جديد، كانت هذه اللحظات قبل صلاة الفجر؛ فصلت ركعتين ، ثم صلاة الفجر ليكون أول شيء تقوم به وقتها بعد ذلك هو ارتداء الحجاب ، ومن وقتها لم تخلعه منذ أن ارتدته.
https://www.youtube.com/watch?v=23ee6b35p98
https://www.youtube.com/watch?v=vaL1E8JBK4E

ربما يعجبك أيضا