مليشيات “إيران” تتفدم في شرق سوريا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

بينما كانت الجامعة العربية تصدر بيانًا يدين التدخلات الإيرانية في المنطقة، كان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في مدينة البوكمال الإستراتيجية على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يعني أن إيران لا تستولي فقط على الأرض العربية، وإنما تجاهر بذلك وتتفاخر غير مهتمة بالخطابات الرنانة العربية والشجب والاستنكار. 

والغريب أن صور قاسم سليماني غزت وسائل الإعلام العربية وإعلام وفضائيات المليشيات الشيعية في المنطقة وكانت الرسالة الموجهه للعرب أن التمدد الإيراني باق ومتصاعد.

وحتى اليوم فشلت أمريكا في إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا وفي تحقيق أي نجاحات في مواجهة مليشيات إيران، بل أحيانا ساهم قصف التحالف الدولي بقيادة أمريكا في تهيئة الأرض لمليشيات إيران في سوريا والعراق، ويبدو أن محاولات التحالف عزل إيران في سوريا ومنعها من فتح طريق الشرق الإيراني، قد فشلت حتى الآن.

وتشهد معارك البوكمال خاصة ودير الزور عامة تواجدًا كبيرًا لميليشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لإيران التي تسعى إلى احتلال المنطقة لتأمين الخط الواصل بين طهران بيروت مروراً بسوريا والعراق الشيء الذي قالت أمريكا في وقت سابق، إنها لن تسمح به مستعينة بميليشيا “سوريا الديمقراطية” (قسد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني في سوريا) التي تأخرت في الوصول إلى البوكمال، في حين تمكنت المليشيات الشيعية مدعومة بالقصف الروسي من الاستيلاء على المدينة.

سليماني

الجنرال والقيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سلیمانی خطب بين عناصر مليشياته في البوكمال المحتلة، والتي وصل إليها عبر تغطية الطيران الروسي.

وقد أعلن مركز قيادة “حركة النجباء” العراقية في سوريا أن قائد فيلق “القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، تفقد مقاتليها في مدينة البوكمال الحدودية بين العراق وسوريا.

كما نشرت وسائل إعلام إيرانية مقاطع مرئية، لسليماني وفي في مدينة الميادين السورية وهو يوجه مليشيات الحرث الثوري الإيراني لاحتلال المدينة.

أهمية البوكمال

تشكل البوكمال عسكريا ما يصطلح الاستراتيجيون على تسميته “نقطة التقاء” نهر الفرات، مع الحدود العراقية وتعتبر البوكمال همزة الوصل التي تفتح لطهران في حال سيطرتها عليها شريان التمدد الاستراتيجي الأرضي الشيعي.

البوكمال استراتيجيا رأس المثلث الواقع بين نهر الفرات والحدود السورية مع العراق، وهي تأخذ بعدا استراتيجيا يضاهي البعد الاقتصادي بسبب اتصالها الجغرافي مع البادية السورية خران الطقاة في سوريا.

وقد حسمت معركة البوكمال لصالح مليشيات إيران، وهذا يعني أن إيران سيطرت على الطرق والعقد البرية التي تربط بين دول المنطقة الحدودية.

إيران و البوكمال

وبعد تحذيرات عدة من قبل أمريكا لإيران ومليشيات الأسد من الاقتراب من معبر التنف، بدأت طهران البحث عن منفذ جديد عبر الأراضي السورية لتتجه أنظارها نحو البوكمال، وقد تقدمت إليها واحتلتها.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية، قالت في تقرير لها، في أيار/مايو الماضي، إن إيران غيرت طريق الممر إلى البوكمال لتجنب الاقتراب من مواقع القوات الأمريكية.

السيطرة على البوكمال سبقها سيطرة مليشيات الحشد الشيعية، المدعومة من إيران أيضًا، على مدينة القائم المقابلة للبوكمال من جانب العراق.
ويمر الممر البري من دير الزور إلى السخنة في ريف حمص، ومنها إلى تدمر ثم إلى دمشق وريفها والحدود اللبنانية، ومن هذه النقطة يفتتح الطريق إلى اللاذقية وبيروت والبحر الأبيض المتوسط.

ويعتبر الممر البري “الجائزة الأكبر”، كما وصفته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إذ يضمن لإيران طريق إمداد لنقل الأسلحة الإيرانية إلى حليفها في لبنان (حزب الله)، كما سيسهل حركة الميليشيات التي تدعمها، إضافة إلى كونه طريقًا تجاريًا حيويا.

إذا مدينة جديدة سقطت في براثن الهلال الشيعي، وعبر التاريخ كانت هناك موجات خرجت من إيران واحتلت مدن عديدة من مدن المسلمين، وإيران لا فتهم سوى لغة القوة، ولعل تصريحات قادة التحالف العسكري الإسلامي تؤكد أن هناك خطط يتم اعدادها لمواجهة نفوذ إيران ووهزيمة مليشياتها في المنطقة.
 

ربما يعجبك أيضا