“بركان صنعاء” ينفجر في وجه ميليشيات طهران

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

من قلب العاصمة اليمنية صنعاء، انطلقت الانتفاضة التي قادها حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن برئاسة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

صالح، الذي دعا لفتح صفحة جديدة مع دول الجوار، والانتفاض في وجه ميليشيات طهران، طالب القوات المسلحة في الشمال اليمني بعدم قبول أي تعليمات من المتمردين الحوثيين.

انهيار لميليشيات إيران

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، السبت 2 ديسمبر 2017، انهيارا لميليشيات إيران، التي يبدو أن مشروعها الطائفي وصل إلى نهايته بفضل “الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل”، حسبما ذكر التحالف العربي.

وإثر مواجهات دامية أسفرت عن مقتل أكثر من 100 معظمهم من ميليشيات الحوثي، سيطرت قوات حزب المؤتمر، اليوم السبت 2 ديسمبر 2017، على مواقع حيوية في صنعاء، بينها دار الرئاسة ووزارة الدفاع والبنك المركزي ووزارة المالية وجهاز الأمن القومي بصنعاء القديمة.

كما سيطرت القبائل الموالية لصالح وقيادات حزب المؤتمر الشعبي في محافظات إب، وذمار، وصنعاء، على الطريق الرابط بين هذه المناطق، وأقامت نقاط تفتيش بعد طرد مسلحي الحوثي منها.
 
الدوحة ودعم الحوثيين

وفي سياق التدخلات القطرية الرامية لاستمرار الأزمة ودعم ميليشيات إيران، كشفت مصادر إن حاكم الدوحة، تميم بن حمد، حاول التوسط لإنهاء التوتر في صنعاء وإنقاذ الحوثيين، لكن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح رفض هذه الخطوة، بحسب “سكاي نيوز”.

ووفقا لـ”مصادر محلية”، استسلم المئات من عناصر الحوثي لقوات حزب المؤتمر، التي كشفت أنه تم ضبط “أجهزة اتصالات قطرية” مع بعض الأسرى، يستخدمها المتمردون للتواصل مع ضباط مخابرات في الدوحة، ما يؤكد الدور القطري.

ولاحقا قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، في تغريدة على حسابه بتويتر، إن “الوساطة القطرية لإنقاذ مليشيات الحوثي الطائفية موثقة، ولن تنجح لأنها ضد إرادة الشعب اليمني الذي يتطلع إلى محيطه العربي الطبيعي”.
 
ارتباك قائد الميليشيات

وفي ثاني خطاب متلفز له، بُث مساء اليوم، اتهم زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي، الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بالخيانة، ودعاه إلى مراجعة نفسه وقراره والعدول عن هذا الموقف.

كلمة قائد ميليشيا الحوثي الإيرانية جاءت تعليقًا على خطاب صالح الذي ألقاه، في وقت مبكر من اليوم، وطالب فيه الشعب اليمني بالوقوف أمام الحوثيين وعدم الانصياع لأوامرهم وتوجيهاتهم.

يقول محللون ومتابعون للخطاب أن كلمة قائد ميليشيا الحوثي تعكس ضعفا وانهزاما في صفوف قواته، بعد استجدائه لجميع الأطراف لنصرته في وجه قوات صالح.
 
اجتماع “الشرعية اليمنية”

وفي أول تعليق رسمي من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على التطورات الأخيرة في اليمن، اعتبر المتحدث الرسمي باسمها، راجح بادي، أن ما يجري هو “انتفاضة شعبية” ضد الحوثيين.

من جهته قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، إن ميليشيا الحوثي تسعى لإثارة الفوضى في البلاد، وإزاحتهم ستفتح المجال أمام الحوار، مضيفا “نمد الأيدي لكل من يقف في وجه المشروع الإيراني”.

وعلى وقع الأحداث شمال اليمن ووسطه، عقد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اجتماعا استثنائيا لهيئة مستشاريه لمناقشة التطورات على الساحة الوطنية والأحداث الجارية في صنعاء.

وفي نهاية الاجتماع أكدت الشرعية اليمنية في بيان لها أن كافة الأطراف التي ساندت الانتفاضة الشعبية ضد ميليشيات إيران ستكون “شريكا في حاضر ومستقبل اليمن”.

ودعا البيان إلى فتح صفحة جديدة مع كل الأطراف السياسية في اليمن لتشكيل تحالف وطني واسع، يتجاوز كل خلافات الماضي ويؤسس لمرحلة جديدة، ويوحد الجميع في مواجهة مليشيا الحوثي الانقلابية، التي تعد ذراعا للمشروع الإيراني الفارسي في اليمن.

وأثنى الاجتماع على “الدعم والإسناد المستمر لدول التحالف العربي بقيادة السعودية وتلبيتها الأخوية الصادقة لندائهم واستغاثتهم للتخلص من أبشع انقلاب طائفي دموي دعمته إيران”.
 
الخارجية السعودية تعلق

وفي أول تعليق لها على أحداث العاصمة صنعاء، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، اليوم السبت، وقوفها إلى جانب الشعب اليمني في “انتفاضة صنعاء”  للحفاظ على أرضه وهويته.

وشاركت وزارة الخارجية السعودية على موقعها الرسمي برسم توضيحي حول أبرز ما جاء في بيان تحالف دعم الشرعية في اليمن، والذي أكد أنه يراقب عن كثب أحداث صنعاء وكافة محافظات اليمن.

وقالت إن تلك الأحداث تظهر وبجلاء الضغوط التي كانت تمارسها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني العزيز؛ ما أدى إلى انفجار الوضع بين طرفي الانقلاب.
 
عودة لطاولة المفاوضات

المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، دعا الفرقاء اليمنيين إلى العودة فورا إلى المفاوضات والمشاركة في عملية سلام.

وقال بيان صدر عن مكتب المبعوث الأممي: “حدث تصعيد حاد في الأحداث الخطيرة في صنعاء والمحافظات الأخرى على مدار الــ24 الساعة الماضية، ونشعر بقلق عميق إزاء آثار هذه الأحداث على السكان المدنيين”.

وأضاف البيان: “نحث الأطراف على احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التزاماتها باحترام مبدأ التمييز والتناسب والاحتياط”، مؤكدا أنه “يجب على جميع الأطراف أن تمارس ضبط النفس، وأن تكفل ألا توجه هجماتها أبدا إلى المدنيين أو الأهداف المدنية”، محذرا “من التأثير الخطير للعنف المسلح على المدنيين”.

وتابع المبعوث الأممي بالقول: “ندعو الأطراف إلى أن تأتي على وجه الاستعجال إلى طاولة المفاوضات وأن تشارك في عملية السلام، ونكرر موقفنا بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من صراع طال أمده في اليمن”.

ربما يعجبك أيضا