“قبائل سيناء”.. جنود الجيش المصري الجدد لمواجهة الإرهاب

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أظهر الهجوم الإرهابي الذي وقع في قرية “الروضة” بمحافظة شمال سيناء في مصر، عن خطوة جديدة في الخطة الأمنية التي تتبعها القوات المسلحة والشرطة في مصر لمواجهة العناصر الإجرامية، حيث بدأت القوات الأمنية في الاستعانة بالقبائل السيناوية من أجل القضاء على الإرهابيين.

وكشف الهجوم الإرهابي على مسجد بقرية الروضة في شمال سيناء، عن دور مهم تلعبه القبائل السيناوية في الحرب التي تخوضها قوات الأمن ضد العناصر المتطرفي في شبه جزيرة سيناء، فضلا عن الدور الحيوي الذي بدأت القبائل تستعد له لتكون داعمًا للدولة المصرية في حربها.

“أشهر القبائل”

وتضم سيناء حوالي 11 قبيلة مختلفة أبرزها قبيلة “السواركة” والتي تقيم في ضواحي مدينة العريش وتمتد حتى منطقة الشيخ زويد شمالاً والمطار غرباً في محافظة شمال سيناء، وتتفرع منها 13 عشيرة (عائلة)، وتعد القبيلة ذات تاريخ طويل في النضال ومساندة الجيش المصري عبر التاريخ، فقد لعبت دورا بارزا في مساندة القوات المسلحة خلال حرب النكسة في عام 1967 وحرب أكتوبر عام 1973.

وتعد قبيلة “المساعيد” هي فرع من قبيلة الأحيوات ثاني أقوى قبائل سيناء بعد “السواركة”، وتسكن في منطقة وسط سيناء وشرق القنطرة ولها امتداد بالحجاز، علاوة على قبيلة “العيايدة” أحد أكبر قبائل شمال سيناء، ولها امتداد في محافظة الجيزة، علاوة على قبيلة البياضية والتي تقيم بمنطقة بئر العبد بين القنطرة شرق والعريش.

ويبرز في المشهد السيناوي عموما أسماء قبائل كبرى، لعبت دورا هامًا مع القوات المصرية في مواجهة المتطرفين خلال السنوات الماضية، لعل أبرزهم قبائل “الترابين والبياضية والخرافين”.

“دور القبائل”

التقارير الأمنية المصرية، أكدت دور القبائل في محافظة شمال سيناء خلال السنوات السبع الماضية، حيث تستعين بهم القوات المسلحة والشرطة المصرية في مواجهة العناصر الإرهابية المنتشرة في المناطق النائية والجبلية في المحافظة، علاوة على الاستعانة بهم في معرفة الطرق الصحراوية كـ”قصاصو أثر”، من أجل معرفة أماكن اختباء الإرهابيين.

وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر الرفاعي، قد قال -في بيان رسمي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة في شمال سيناء، وأسفر عن استشهاد أكثر من 300 شخص وإصابة حوالي 105 آخرين- إن قوات إنفاذ القانون واصلت ملاحقة العناصر التكفيرية المتورطة في تنفيذ الحادث، بناء علي معلومات استخباراتية مؤكدة “بالتعاون مع أبناء سيناء”.

وأعرب محافظ شمال سيناء السيد عبد الفتاح حرحور عن فخره بالدور الذي تلعبه القبائل السيناوية في مساندة الجيش والشرطة وأجهزة الدولة لمواجهة العناصر المتطرفة في المحافظة، مشيرا إلى وجود تنسيق كامل بين الأجهزة الأمنية وقبائل شمال سيناء للثأر من منفذي حادث الاعتداء الغاشم على المصلين.

وتلعب القبائل دورا هاما، يتمثل في تقديم الدعم اللوجيستي للقوات المصرية خلال العمليات التي تقودها على البؤر الإرهابية، إضافة إلى تزويد الجيش المصري بالمعلومات اللازمة عن العناصر المتشددة، وأيضا مساندة قوات الجيش والشرطة في حالة وقوع هجمات إرهابية، علاوة على دعم الأهالي الذين تم رحلوا من بعض المناطق في “رفح والعريش والشيخ زويد”.

“ساعة الصفر”

وبعد الحادث الإرهابي الأخير، أكد اتحاد قبائل سيناء أنه يقف بكل قوة وحزم إلى جانب الجيش والشرطة والرئيس عبد الفتاح السيسي، متمسكين بكل الحقوق في الدفاع عن الأرض والعرض ضد من سماهم مرتزقة الفكر الإرهابي المتطرف، مضيفين: “سنكون من أمام الجيش والشرطة ومن خلفهم سندًا وعونًا”.

وذكر الاتحاد في بيان سابق أنه يعتمد خطة من 5 محاور، أبرزها: “أي جهة أو أشخاص يقدمون الدعم اللوجيستي ماديًا أو معنويًا للإرهابيين مصيره مثل مصير أي قاتل، فدمه مهدور وليس أو عليه أي حقوق بعلم جميع القبائل والعوائل، وأن أي جهة تقدم معلومات في الوصول للعناصر الإرهابية وجحورهم هم في حماية أبناء القبائل والجيش وسيتم توفير كامل الحماية والدعم المادي والمعنوي لهم”.

وأوضح البيان أن التحضيرات الجارية لمعركة تطهير سيناء هي حق لكل أهل سيناء وسيتحرك أبناء القبائل مع القوات المسلحة يدًا واحدة ضد مرتزقة وقطعان الإرهابيين، مشددا على أنه على العناصر الإرهابية التي لم تتورط في أعمال قتل لمواطنين مصريين أو أفراد من الجيش أو الشرطة عليهم تسليم أنفسهم والقبول بحكم القانون وإلا سيصبحون جثثًا هامدة في صحراء سيناء كأي تكفيري تطاله البنادق، واستنفر البيان جميع أبناء القبائل الذين يقاتلون مع الجيش والشرطة أن يكونوا على أهبة الاستعداد لـ(ساعة الصفر).

ربما يعجبك أيضا