أوروبا تشتعل بنار القرار الأمريكي “الأوحد”

سحر رمزي

كتبت – سحر رمزي
 
أشعل “القرار الأمريكي الأوحد” بنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، نار غضب الشباب العربي الذي وصف ترامب بالمتهور، وبعضهم أكد بأنه كانت هناك صفقة محرمة بين ترامب وإسرائيل، وسط اتهامات للأول بأنه  يدفع الثمن مقابل دعمه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، علي حساب القضية الفلسطينية، لكنها لن تتم وسيقف العالم لها بالمرصاد.
 
من جانبها أعربت كافة الجاليات العربية والإسلامية بأوروبا، رفضها التام وقامت بالتنديد بالقرار وهددت بالتظاهر والاعتصامات والاحتجاجات حتى ترجع أمريكا في قرارها.
 
وأعلنت المنظمات العربية والإسلامية في أوروبا غضبها في بيانات شملت التنديد والغضب من القرار الأمريكي، وكذلك أعلنت الانضمام للفعاليات والمظاهرات التي ستنظمها الجالية الفلسطينية بمختلف الدول الأوروبية، والبداية، يوم الثلاثاء، القادم أمام السفارة الأمريكية بالعاصمة الهولندية لاهاي.
 
 وفي هذا الشأن أصدر رئيس الجالية الفلسطينية بهولندا واثق السعادة بيان طالب من خلاله أحرار العالم إلى الانضمام والتظاهر أمام السفارات الأمريكية  بمختلف دول العالم للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس العربية. 

وقال البيان “في ظل عزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس وارتكابه إثم تاريخي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ولأن القدس درة التاج وسويداء القلب وعاصمتنا الأبدية التي لا عاصمة لنا غيرها، وبناء علي ذلك نؤكد نحن في الجالية الفلسطينية في هولندا على التالي:

أولا- رفضنا التام والقاطع لهذه الخطوة لكون القدس العاصمة الابدية لدولة فلسطين ولمكانتها وقدسيتها المسيحية والإسلامية.

ثانيا – هذه الخطوة الاستفزازية هي انتهاك وقح للقانون الدولي وكل القرارات والاتفاقات ذات الصلة.

ثالثا – الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال هو تدمير وسرقة لكل حقوق الشعب الفلسطيني التواق للحرية الاستقلال.

رابعا – التزامنا الكامل بهبة الغضب الشعبية رفضاً واستنكاراً ودافعاً عن حقوقنا المشروعة.

خامسا – اصطفافنا الكامل خلف شعبنا الفلسطيني وقيادته وكافة فصائلنا دفاعا عن القدس وللخروج من هذا المنعطف الذي سيغير وجه الشرق الأوسط برمته.
 
سادسا – ندعو كل أبناء شعبنا الفلسطيني وكل الجاليات العربية والإسلامية وكل أصدقاء ومناصرين الشعب الفلسطيني وكل الأحرار والشرفاء في هولندا للوقوف معنا وقفةً جادة من أجل القدس والمقدسات المسيحية والإسلامية.

وعليه سنسعى جاهدين لإيصال صوت القدس وصوت فلسطين ورفضنا التام إلى كل المؤسسات والجهات الرسمية والشعبية في هولندا لاستصراخ الرأي العام الهولندي لكي يقف معنا بموقفه الأخلاقي والقانوني أمام هذا الاعتراف الظالم المنتهك لكل الشرائع الدولية والانسانية والتاريخية للشعب الفلسطيني.
 
وأكد نشطاء سياسيون موقف المجتمع الأمريكي الرافض لهذا القرار، وتبريرهم ما نشر في الصحف الأمريكية والذي يؤكد براءة المجتمع الأمريكي من هذا القرار.
 
 ونشر علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مقال هام لصحيفة نيويورك تايمز يعتبر اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل يعزل الولايات المتحدة في إحدى أكثر القضايا العالمية حساسية.
 
وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقريرها المنشور أمس الأربعاء : القرار أثار عاصفة من الانتقادات من زعماء العرب والعالم، تفاقمت في أعقاب تأكيد البيت الأبيض خطة ترامب.
 
بابا الفاتيكان فرنسيس ووزير الخارجية الصينية انضما لجوقة الأصوات المحذرة من تداعيات القرار الذي قد يعقبه موجة من العنف بالمنطقة.
 
وفي اجتماع ببروكسل، ألقى حلفاء أوروبيون اللوم الشديد على وزير الخارجية الأمريكي ريسك تيلرسون جراء قرار ترامب.
 
فيديريكا موجيريني الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي قالت إن القرار يهدد السلام في الشرق الأوسط، مضيفة نؤمن أن أي تصرف من شأنه أن يقوض جهود السلام ينبغي تفاديه على الإطلاق.
 
تيلرسون  حاول طمأنة الدبلوماسيين الأوربيين بشأن تداعيات القرار قائلا: الرئيس ملتزم جدا بعملية السلام بالشرق الأوسط.
 
موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي قال في تقرير له الخطوة الكبيرة لترامب تجاه إسرائيل تهز الشرق الأوسط والبعض يعتبرها إعلان حرب.
 
من جانبه، قال مانويل حسنين ممثل فلسطين بالمملكة المتحدة في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: إنه يعلن الحرب في الشرق الأوسط. إنه يعلن الحرب ضد 1.5 مليار مسلم، ومئات الملايين من المسيحيين الذين لن يقبلوا أن يكون الضريح المقدس تحت هيمنة إسرائيل.
 
 
في السياق نفسه وجه أقباط المهجر والاتحاد المصري لحقوق الانسان  دعوات الي جميع المنظمات الحقوقية الدولية… لعقد اجتماع عاجل في المجلس الدولي لحقوق الانسان في جينيف، وأكدوا أن الرئيس الأمريكي خرق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مضيفين هذا القرار باعتبار القدس عاصمة موحدة للدولة اليهودية هو قرار إحادي الجانب تحدي به ترامب العالم كله فهو أعطي من لا يملك لمن لا يستحق ويذكرنا بوعد بلفور لليهود في فلسطين .
 
وأكد المستشار نجيب جبرائيل أن ترامب بقراره تحدي العالم كله حتي الدول الحليفة له مثل بريطانيا – كندا ، مضيفا أنه يجب علي العالم العربي ألا يقف مكتوفي الأيدي  بل عليه أن يستثمر مواقف الدول وخاصة “بريطانيا – كندا – الاتحاد الأوروبي – الاتحاد الأفريقي” ويجب أن تضغط الدول ذات الاستثمارات الكبيرة في أمريكا علي الإدارة الأمريكية مهددة بسحب استثماراتها .
 
وأضاف جبرائيل على الفاتيكان أن يعلن عن عقد مؤتمر دولي للاشتراك مع الأزهر ومجلس الكنائس العالمي للمطالبة بتجميد وإلغاء هذا القرار الذي سوف يخلق تداعيات خطيرة ويعطي فرصه لزيادة ظاهرة الإرهاب خاصة ضد الغرب.

وتابع منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان منذ أمس وهي على اتصال بكثير من المنظمات الدولية في فرنسا والنمسا وألمانيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية ولبنان للمطالبة بعقد جلسة عاجلة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان بجينيف لبحث تداعيات هذا الموقف وإصدار قرار لمجلس الأمن الدولي لوقف قرار ترامب.
 
ذلك وقد عقدت ندوات عدة بهولندا ووصف الحضور القرار بأنه يفتح نار الغضب ضد أمريكا ويشعل المنطقة، كما أعلن الاتحاد الأوروبي رفضه لهذا القرار في بيان رسمي،  كذلك صدرت تصريحات رسمية لدول أوروبية مثل هولندا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وروسيا وغيرهم.
 
 
 
 

ربما يعجبك أيضا