المستعربون.. شبيحة الاحتلال بملامح شرقية وأفعال إجرامية

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

ملثمون يرتدون الكوفيات الفلسطينية المعروفة، وتلتف حول أعناقهم الأعلام الوطنية لفلسطين الحبيبة، حاملين في أيديهم الأسلحة، خرجوا أمس الأربعاء على مظاهرات فلسطينية قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وقاموا بالاعتداء على المحتجين الفلسطينيين ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لكيان الاحتلال، هؤلاء الملثمون هم المستعربين أو “فرقة الموت” كما يطلق عليها، فمن هم؟

فرق الموت الإسرائيلية السرية

كما هو معروف دائمًا ما يعمل الكيان الصهيوني على ابتكار وسائل وحشية لقتل الفلسطينيين، ومن تلك الوسائل، هم “المستعربون”، وحدات أمنية سرية وخاصة، وتسمى بالعبرية “المستعرفيم”، تابعة لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، وتطلق عليها ألقاب ونعوت كثيرة، منها فرق الموت، ظهرت منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وعمل أعضاؤها ضمن عصابات صهيونية من قبيل “الهاغاناه” و”ايتسل” و”ليحي”، ويزرع أعضاؤها بملامح تشبه الملامح العربية وسط المحتجين والمتظاهرين الفلسطينيين، حيث يلبسون لباسهم وكوفيتهم ويتحدثون بلسانهم، وسرعان ما ينقلبون ضدهم عنفًا واعتقالًا لصالح القوات الإسرائيلية.

التدريب والتسليح

قرية عربية علي سفح جبل، دكاكين متراصة، مسجد يتوسط القرية وبجانبه مدرسة خطت علي جدرانها الشعارات الوطنية وعدد من السيارات في أزقة ضيقة، وامرأة قروية ومزارع يكد ويتعب، لكن إن إقتربت أكثر من معالم هذه القرية حتى تكتشف أنها مصنوعة من الجبص، والرجال يغيرون شخصياتهم باستمرار، هذا نموذج لقرية اصطنعها الجيش الإسرائيلي، معدة لتحاكي واقع المجتمع الفلسطيني السريع.

وتوجد مدرسة يتدرب فيها أفراد القوات الخاصة، ووحدات المستعربين ليتعايشوا مع نمط الحياة الفلسطينية ويكونوا على إطلاع علي العادات والتقاليد في الضفة الغربية وقطاع غزة حتي لا يثيروا الشكوك في شخصياتهم عندما يقومون بأعمال اختطاف وتصفية داخل المجتمع الفلسطيني الحقيقي.

المهام الخبيثة

يقوم المستعربون بمهمة نسف تظاهرات الفلسطينيين وتفريقها، أو تحريض الشباب على أفعال توفر مبررا لمطاردتهم واعتقالهم وسجنهم، كأن يحرضوهم على رشق جنود الاحتلال وسياراته بالحجارة، كما يقومون هم أنفسهم بذلك لتوتير الأجواء، مما يتيح لقوات الاحتلال الإسرائيلي مهاجمة التظاهرات وتعنيفها وقمعها بأساليب دموية.

ويقوم المستعربين أيضًا بالتقمص لأجل اعتقال مطلوبين لسلطات الاحتلال دور صحفيين يحملون كاميرا أو مسعفين أو أطباء، لأن ذلك يسهل عليهم اختراق التظاهرات والاحتجاجات وتنفيذ مهمتهم الأمنية ولو اقتضى الأمر ارتداء ثياب النساء، وتوجد وحدة المستعربين كذلك وسط سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتسمى “متسادا”، وتشرف عليها مصلحة السجون، وتتركز مهمتها في السيطرة على رهائن محتجزين في سجون بها أسرى فلسطينيون وقمع احتجاجاتهم، ومن مهام هذه الوحدة كذلك الدخول في صورة مسجونين يسمون “العصافير” بين الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وربط علاقات معهم للحصول على معلومات مهمة منهم، مما يدينهم ويبرر سجنهم وسلب حريتهم.

تاريخهم الدموي

ولا توجد تفاصيل عن تأسيس وحدات المستعربين وتنظيمها وعملياتها وضحاياها، باستثناء ما ورد في بعض الدراسات وفي كتاب “المستعربون فرق الموت الإسرائيلية” لصاحبه غسان دوعر، الذي ذكر أن وحدة للمستعربين اغتالت قرابة 422 فلسطينيا خلال الفترة الفاصلة بين عامي 1988 و2004.

فيما أشارت دراسة فلسطينية إلى أن وحدات المستعربين نفذت 54 عملية اغتيال خلال أربع سنوات من الانتفاضة الأولى، و74 عملية اغتيال أخرى خلال الانتفاضة الثانية، واستهدفت هذه العمليات مطلوبين فلسطينيين من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وراح ضحيتها مدنيين آخرين اشتبه بكونهم مطلوبين، أو تعرضوا للضرب، أو أصيبوا خلال عملية ملاحقة المطلوبين.

وبهذه الطريقة يعول الكيان الصهيوني على فرق المستعربين في التصدي للانتفاضة الفلسطينية الحالية بعد قرار ترامب المخزي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.


ربما يعجبك أيضا