بعد ثناء “بوتين”.. هل يهدد “النمر” عرين “الأسد”؟

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

العقيد سهيل الحسن الملقب بـ”النمر” أحد أبرز القادة العسكريين للنظام السوري في حربه ضد المعارضة والتنظيمات المسلحة بالبلاد، يعتبر من أكثر القادة المقربين من الرئيس السوري بشار الأسد.

هذا العسكري الوفي للأسد البالغ من العمر 46 عاما بات أقرب شخصية في تاريخ النظام الذي أسسه حافظ الأسد قادرا على تسلق الهرم، وربما حتى انتزاع كرسي الرئاسة، مستفيدا أيضا من الثقة التي يحظى بها لدى إيران وروسيا. فهل يهدد “النمر” عرين “الأسد”؟.
 
شخصية “النمر”

ينحدر العقيد سهيل الحسن من مدينة جبلة ذات الغالبية العلوية تقع بالمنطقة الساحلية الواقعة إداريا في محافظة اللاذقية ويعتبر من القادة الذين أنقذوا الجيش السوري النظامي.

وترى الصحفية السورية هالة قضماني في مقال نشرته جريدة “ليبراسيون” الفرنسية، أنه “في تاريخ النظام السوري لم يسبق وأن حازت شخصية علوية بمثل مكانة النمر من حيث الفعالية والشعبية، وهو يمثل الأمل الوحيد لطائفته”.

ويظهر “النمر” على أرض الميدان دائما في صور وتسجيلات وسائل إعلام النظام، كما يصور أيضا لدى نقله رسالة القيادة وتوجيهاتها إلى الجنود. وبات يحظى باهتمام غير مسبوق على صفحات التواصل الاجتماعي.
 
رجل روسيا

لم يكن وجود العقيد في قوات نظام بشار الأسد، سهيل الحسن المقلب بـ”النمر”، اعتياديا في قاعدة حميميم العسكرية بريف اللاذقية، عندما زارها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين الماضي والتقى فيها الأسد، واختار “النمر” لحضور اللقاء من بين جميع قادة قوات النظام الآخرين.

وأثار الاهتمام الروسي المتزايد بـ”النمر” تساؤلات عن أسباب ذلك، وما الذي يعنيه للأسد نفسه أن يُدعى أحد أبرز قادة قواته إلى ذات القاعة، ويجلس على الطرف المقابل لبوتين، لتنهال عليه عبارات المديح والثناء.

يقول الباحث والأكاديمي، والمدير السابق لمكتب البيانات والمعلومات في خلية إدارة الأزمة التابعة للنظام، عبد المجيد بركات الروس ينظرون إلى “النمر” على أنه وكيلهم العسكري في المعارك الميدانية، حيث يعتبر رجل روسيا في سوريا.

مخاوف الأسد

أصبحت شعبية العقيد “النمر” وظهور هذا الكم الهائل من الفيديوهات “المبجلة” له، والأغاني التي تنشد له من قبل الموالين للنظام السوري، كفيلة بزرع الريبة والشك لدى الأسد حول طموحات شخصية باتت لمنافس له أقله داخل مؤسسة الجيش.

وباتت شعبية “النمر” العسكرية تصل إلى درجة أن العسكريين السوريين يحلمون بالقتال تحت لوائه، وهو الذي بات يقود ما يلقب بـ”فرقة النصر المتجولة” إلى درجة أن فرقته العسكرية باتت تضم 80 ألف جندي كلهم يحظون براتب منتظم وتدريب عالٍ، وفقا لما قاله خبراء.

يقول جنود فرقة النمر العسكرية بأن “العقيد سهيل الحسن هو الخليفة المحتمل للرئيس السوري بشار الأسد في حال قرر التكشير عن أنيابه يوما”.
 
تبدّل الولاء

برز اسم “النمر” في سوريا مع بدء الانخراط العسكري الإيراني المباشر لدعم الأسد، ومده بالمقاتلين والدعم المادي واللوجستي، وهيأت له جميع أسباب التقدم في المعارك التي خاضها، حتى شكّل لنفسه هالة جعلته محبوبا لدى الحاضنة الشعبية للنظام التي تغنت به في بعض الأحيان أكثر من الأسد نفسه.

وغازل “النمر” إيران بفيديوهات انتشرت له، وكان يشيد فيها بزعيم ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصرالله. إلا أن تدخل الروس العسكري المباشر في سوريا نهاية سبتمبر 2015، بدّل حالة الولاء لدى “النمر”، فأصبح المدلل لدى روسيا، وأبرز قيادي تعتمد عليه موسكو لخوض معاركها على الأراضي السورية.

ربما يعجبك أيضا