بعد دعوة السيستاني.. هل يسلّم الحشد سلاحه للدولة ؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

دعوة جديدة للمرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني لميليشيا الحشد الشعبي بضرورة أن تؤول كل الأسلحة التي استخدمت لمحاربة “المتشددين” إلى سيطرة الحكومة العراقية، وأن تصبح عناصر الميليشيا جزءاً من الأجهزة الأمنية العراقية، فهل تجد دعوة السيستاني الذي أطلق قبل ثلاث سنوات فتواه بـ”الجهاد الكفائي” صدى لدى قيادات الميليشيات؟

الصدر أول المبادرين

ما إن وضعت الحرب أوزارها في العراق ضد تنظيم داعش، حتي يمّم القياديون في بغداد أنظارهم نحو قضية معقدة وشائكة “نزع سلاح ميليشيات الحشد” وتسليمه للدولة العراقية.

زعيم التيار الصدر “مقتدى الصدر”، كان أول من دعم هذا التوجه عندما أمر سرايا السلام التابعة له بتسليم سلاحها للدولة، ونصح باقي ميليشيات الحشد للقيام بذلك.

مبادرة الصدر لنزع السلاح قد تقود لتطور إيجابي رغم أن سرايا السلام جزء من ميلشيات متعددة وضخمة في العراق.

تعهد “العبادي” وعقبة إيران

بينما طالبت قوى سياسيةٌ عراقية بسحب الميليشيات التي تأتمر وتتبع لإيران من المدن والبلدات، أشارت مواقف دولية إلى أن استقرار العراق مرهون بإنهاء الميليشيات لصالح الجيش الواحد.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، كان قد تعهد بنزع سلاح ميليشيا الحشد الشعبي بعد انتهاء الحرب على داعش وألمح بهذا في خطاب الانتصار للحيلولة دون أن يستخدم قادة ميليشيات “الحشد الشعبي” السلطة والنفوذ، اللذين اكتسبوهما في فترة الحرب، خلال الانتخابات المقررة في 12 مايو/ أيار.

إلا أن التوغل الإيراني في العراق والهيمنة الجليّة على الحياة السياسية والميليشيا العسكرية قد يشكّل عقبة في وجه نزع سلاح الميليشيا الموالية لإيران.

مشروع  “البدر الشيعي”

في تصريحات وصفت بالخطيرة، كشف القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي وقائد ما يعرف بعصائب أهل الحق “قيس الخزعلي” أن منظمته ماضية في مشروع إقامة ما سماه البدر الشيعي وليس الهلال الشيعي، في إشارة إلى مساعي الميليشيات التابعة لإيران توسيع نفوذها.

فيما قال يوسف الكلابي -المتحدث الأمني الرسمي باسم الحشد  في مداخلة على قناة “فرانس 24”- رداً على دعوة السيستاني بتسليم السلاح للدولة، بأن الحرب ضد تنظيم داعش لم تنته بخطاب النصر، مشيراً إلى أن الشق العسكري انتهى، إلا أن محاربة الفكر المتطرف والتنظيمات الإرهابية مستمرة.

ويصر الكلابي على أن الحشد مؤسسة تابعة للدولة وتأتمر بأمر رئيس الحكومة، على عكس ما تروجه وسائل الإعلام في محاوله لإبعاده عن الانخراط في العملية السياسية من خلال الانتخابات المقبلة، زاعماً أن الحشد لديه جمهور واسع في الشارع العراقي.

الجهاد الكفائي.. ولادة الميليشيا

في الثالث عشر من يونيو 2014 خرجت ميليشيا الحشد الشعبي إلى النور تحت ذريعة ما عرف في العراق بـ”الجهاد الكفائي” التي أطلقها السيستاني في أعقاب سيطرة داعش على مدن شمال العراق بشكل دراماتيكي وزحفه نحو العاصمة بغداد.

تشكلت  فصول الحشد وفصائله سريعا بالتزامن مع انهيار القوات الحكومية التي كان يقودها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وانضم إليها سريعا مئات الآلاف من المقاتلين الشباب الشيعة ليكونوا في نهاية المطاف أكثر من 42 فصيلاً أبرزها سرايا السلام، وهي تابعة لجيش المهدي بزعامة رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، وتعدّ الأكبر عدداً، يليه منظمة بدر الجناح العسكري، بقيادة هادي العامري، وعبرها يمرّ السلاح الإيراني، لاسيما مع العلاقة الوثيقة التي تربط العامري بالمرشد الإيراني وفيلق القدس بقيادة قاسم سليماني.

كتائب حزب الله العراق هي كتائب سرية جداً، وقيادتها غير معروفة ولا تنسق إلا مع الإيرانيين، فيما عصائب أهل الحق التي ولدت سنة 2007 من رحم جيش المهدي، وولاؤها للخامنئي.

كما هناك فصائل عديدة أخرى من بينها حركة حزب الله النجباء، كتائب سيد الشهداء، سرايا الجهاد والبناء.

على غرار التجربة الإيرانية، تحاول إيران أن تتخذ من مليشيات الحشد الشعبي العراقية حرساً ثورياً، مستغلة تنامي قوة هذه المليشيات وارتفاع سلم طموحاتها العسكرية والسياسية، الأمر الذي بات يشكّل تهديداً على المنطقة بأسرها، لا سيما وأن هذه الميليشيات تضم المئات من أصحاب السوابق الإجرامية، عملوا تحت قادة عرفوا بتطرفهم الديني علانية.

ربما يعجبك أيضا