من قلعة محصنة إلى مكعب زجاجي.. السفارة الأمريكية تسطع بلندن

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

من قلعة محصنة بالحجارة والخرسانة عمرها أكثر من خمسين عامًا، إلى مكعب زجاجي ضخم بلا سياج، هكذا تنتقل السفارة الأمريكية في بريطانيا من مقرها القديم الموجود في منطقة جروفنر سكوير والتي كانت تعرف بأمريكا الصغرى خلال الحرب العالمية الثانية، وكانت تضم مقر القيادة العسكرية للجنرال دوايت أيزنهاور في 1960، إلى منطقة “ناين إلمز” المطلة على نهر التايمز في العاصمة البريطانية، لتصبح أغلى سفارة تبنى على مدار التاريخ، حيث وصلت تكلفتها إلى مليار دولار أمريكي.

في الوقت الذي ينشغل العالم فيه بالحديث عن نقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة وقرار ترامب المخزي، يستعد الفريق الدبلوماسي الأمريكي في لندن للانتقال إلى المقر الجديد، في بداية عام 2018، الذي يقع في حي ناين إلمز ويطل على نهر التايمز.
مساحة المبنى 45 ألف متر مربع، ويتكون من 12 طابقًا، وأعلن السفير الامريكي لدى المملكة المتحدة روبرت ودى جونسون، أنه كان من المفترض أن تكون السفارة جاهزة للافتتاح في العام الماضي 2016 وتم تأجيله إلى 16 يناير 2018، والجانب الأكثر إثارة للدهشة في مبنى السفارة الأمريكية الجديد هو أن المبنى بلا سياج خارجي، ليدل على الشفافية في العمل، ولم يعد مثل السفارة القديمة التي كانت شبه قلعة محصنة.

احتياطات أمنية مخفية

على غير الطبيعي فإن الإجراءات الأمنية في مبنى السفارة الأمريكية الجديد غير مرئية، أولها طوق من الأشجار تختبئ خلفه أعمدة من الصلب والخرسانة قادرة على إيقاف شاحنة تزن 8 أطنان، تسير بسرعة 65 كم/ ساعة، وعلى الجانب الآخر من المبنى يوجد خندق يضم حاجز للمركبات وهو مخفي أسفل أعشاب مرتفعة، بينما واجهة المبنى مضادة للانفجارات بسماكة 15 سنتيمترًا، فمن الصعب أن يتم اختراقها.

اكتفاء ذاتي بالطاقة

يضم الغلاف الخارجي لواجهة مبنى السفارة غلافًا رقيقًا من الخلايا الكهروضوئية، كما أن سطح المبنى مغطى بالألواح الشمسية التي ستجعل المبنى مكتفيًا ذاتيًا بالطاقة إلى حد كبير، وبذلك ينتج المبنى طاقة أكثر مما يستخدمه، وهناك بعض الحدائق العامة ومقاعد على حافة مجمع السفارة، ثم بركة ماء لمنع غير المصرح لهم من الاقتراب من المبنى الجديد جنوب نهر التايمز، كما ستتضمن السفارة “بار وصالة رياضية ومجمع مطاعم”.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست”: إن هذا المبنى الذى يصل تكاليف بنائه إلى مليار دولار هو أغلى سفارة تم بناؤها على الإطلاق، لكن مصمميها يقولون: إن السفارة المطلة على نهر التايمز تمثل نقلة نوعية، حيث ستقدم الانفتاح مع إخفاء لكل الطرق الذكية التي تدافع بها عن نفسها أمام أي هجوم، ومن المتوقع أن يضم المبنى 800 موظف، واستقبال نحو 1100 زائر يوميًا.

استغرق المبنى أربع سنوات لبنائه، وكانت وزارة الخارجية الأمريكية نظمت مسابقة لتصميم المبنى الجديد في عام 2008، ووصفت السفارة بأنها “إظهار للالتزام طويل الأمد بالعلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”، ومن المتوقع أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة لبريطانيا، مطلع العام المقبل، حينما يقوم بافتتاح السفارة الأمريكية الجديدة هناك رسميا.

ربما يعجبك أيضا