بعد الرحيل عن مصر.. هل تنعم روح آخر ملوك روما بالسلام؟

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

أطلقوا عليه الـ”خائن” للدستور، أو القائد الهارب تاركا روما بدون قائد، هو الملك “فيكتور إيمانويل” الثالث آخر ملوك إيطاليا، والذي تعرض للسخرية طوال فترة حكمه بسبب قصر قامته.

منذ أيام أعيد رفات الملك “فيكتور إيمانويل” الثالث الذي حكم إيطاليا إبان الحكم الفاشي من مصر قبل حلول الذكرى السبعين على وفاته، ليعود إلى تراب وطنه ليدفن في حرم “فيكوفورت” في إقليم بيدمونت بشمال غرب إيطاليا وهي كنيسة قريبة من بلدة “كونيو”.

آخر الملوك

فيكتور إيمانويل” الثالث، تُوج في الــ29 يوليو عام 1900 ملكا حتى عام 1946، شهد طوال فترة حكمه الحربين العالميتين الأولى والثانية، إضافة إلى صعود وسقوط الفاشية وانتهاء الملكية في بلاده.

عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، حافظت إيطاليا على حياديتها وحاولت دول الوفاق الثلاثي ودول المركز تقديم الإغراءات لها لضمها إلى حلفها المعني، الأمر الذي زرع الخوف في قلب “فيكتور” من أن تفقد إيطاليا استقلالها على يد ألمانيا في حالة فوز دول المركز في الحرب.

ونتيجة لذلك أجبر “فيكتور” على إجراء محادثات سرية في ربيع عام 1915 التي أدت بدورها إلى إبرام معاهدة لندن ودخول إيطاليا الحرب إلى جانب دول الوفاق نظير وعود بحصول إيطاليا على أراضٍ على حدودها الشمالية الشرقية في “دالماتياط على طول الساحل “الأدرياتيكي” وفي مناطق أخرى.

وقد تطورت الأوضاع في العديد من البلدان بعد الحرب، ومن بين تلك التطورات الثورتان اللتان اندلعتا في ألمانيا وروسيا وتدخل قوات الحلفاء والقوات الأمريكية في سيبيريا.

انتهى حكمه الذي استمر 46 عاماً بعد أن لجأ إلى مصر وأقام في مدينة الإسكندرية وتوفي فيها، في 28 ديسمبر 1947، قبل شهر من تصويت إيطاليا في استفتاء شعبي بنسبة  54% لصالح تحويل إيطاليا إلى جمهورية، وأصبح تاريخيًا آخر ملوك إيطاليا.

وقد دفن خلف كاتدرائية سانت كاترين بالمدينة، وأطلق اسمه على ميدان من أهم ميادين الأسكندرية، في منطقة سموحة بحي سيدي جابر، وسُمي الميدان بـ”ميدان فيكتور”.

أقدم السلالات  الملكية

هناك بعض الخلافات بين جدران العائلة الملكية خاصة الحفيد الاصغر لفيكتور “إيمانويل” الثالث الذي يواجه خلافا مع عائلته حول معرفة الوارث الشرعي لإحدى أقدم السلالات الملكية في العالم، يعتبر أن جده يجب أن يدفن في “البانتيون” بروما إلى جانب ملوك سابقين.

وقال صاحب لقب “أمير نابولي” لصحيفة “إيل كورييري ديلا سيرا” الإيطالية،” كنا نحلم أن يجرى هذا اليوم بطريقة أخرى، العدالة ستأخذ مجراها عندما يرتاح في البانتيون جميع ملوكنا المدفونين في المنفى”.

وعن هذا الخلاف يقول المؤرخ “ألدو مولا”: “إنه ليس قرارا مثيرا للخلاف. الملوك الآخرون كانوا مدفونين في البانتيون بصورة مؤقتة، في انتظار الانتهاء من بناء “مذبح الوطن”، وهو المبنى الكبير الأبيض في وسط روما، أنجز في 1911 ويضم اليوم مقبرة الجندي المجهول”.

كما نقلت رفات “إيلين دو سافوا”، زوجة “فيكتور إيمانويل” التي كانت مدفونة في “مونبلييه” جنوب فرنسا، إلى ضريح العائلة.

الـ”خائن” للدستور

في مقال له نشرته إحدى الصحف الإيطالية أعلن المؤرخ “ألدو مولا”، أن عودة الرفات إلى الوطن أمر طبيعي، ولكنه كان في انتظار الإذن من الرئيس الإيطالي “سيرجيو ماتاريلا”، حيث حظر دستور إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية ذرية الملك من العودة إلى الأراضى الإيطالية، غير أنه تم رفع الحظر عام 2002.

 وفي ذات السياق قال المؤرخ “بييرو كرافيري”: إنه ملك “خان الدستور ووافق على الفاشية ووقع قوانين ألغت الحريات الأساسية، وأصدر قوانين عنصرية وأدخل إيطاليا الحرب”.

معارضة يهودية

عارض اليهود فى إيطاليا إعادة دفن الملك في إيطاليا وأعربوا عن امتعاضهم من نقل رفات الملك الذي وقع على نشر قوانين عنصرية أسفرت في النهاية عن ترحيل حوالي 10 آلاف شخص عام 1943 لقي أغلبهم مصرعهم في معسكرات الموت النازية بأوزفيتش في بولندا، وفقا لما ذكره المتحف التذكاري للهولوكوست الأمريكي.

ربما يعجبك أيضا