التعذيب في سجون تركيا .. بين الموسيقى والاغتصاب

مجدي سمير

رؤية – مجدي سمير

السجون التركية مثل العديد من سجون العالم تشهد الكثير من وقائع التعذيب التي تخترق بعضها جدران السجون إلى وسائل الإعلام لتكشف عن صور التعذيب الممنهجة، وهنا نستطيع من خلال رصد الأخبار والتقرير والإحصاءات المتداولة إعلاميا خاصة داخل تركيا بالقول القاطع أن “تركيا تشهد أحد أسوأ عقودها من حيث الحريات، وما يرتبط بها من عمليات اعتقال وقتل وتعذيب داخل السجون”.

وفي ظل ارتفاع عدد المعتقلين ومن يقضون عقوبات قضائية داخل السجون التركية، تتزايد عمليات التعذيب النفسي والجسدي خاصة مع تزايد حالة الاحتقان السياسي في المشهد الداخلي بشأن قضيتي “جماعة فتح الله جولن” و”الأكراد”، إذ تشير البيانات الصادرة عن وزارة العدل إلى ارتفاع عدد المعتقلين والصادر ضدهم أحكامًا قضائية داخل تركيا بمعدل 69% خلال الخمسة أعوام الأخيرة ليرتفع العدد إلى 229790 شخصًا بزيادة عن القدرة الاستيعابية للسجون بنحو 22391 شخصًا، من بينهم 69301 طالبًا، وهو أعلى عدد لسجن واعتقال الطلبة في تاريخ الجمهورية التركية، حسبما أوضح حزب “الشعب الجمهوري” عن اسطنبول، جمزه أكووش.

صور التعذيب

للتعذيب داخل السجون التركية الكثير من الصور والأساليب المختلفة التي أدت إلى ارتفاع أعدد القتلى داخلها خلال العامين الماضيين، بينما تم إعلان أن عدد المنتحرين داخل السجون 35 شخصًا جميعهم في ظروف غامضة، ما يثير الكثير من الشكوك بشأن عمليات التعذيب الممارس ضد من يقبعون بالسجون.

و”الموسيقى الصاخبة” هي إحدى صور التعذيب داخل السجون التركية، إذ كشفت تقارير إعلامية عن تعذيب نزلاء سجن “باتنوس” بولاية أغري التركية عبر تشغيل موسيقى صاخبة بمكبرات صوت داخل عنابر السجن بعد منتصف الليل لمنعهم من النوم، ذلك فضلًا عن المعاملة السيئة والتعذيب الجسدي.

كما أن السجناء والمعتقلين السياسيين يتلقون معاملة سيئة واضطهاد وعنصرية، وتمييزهم بارتدائهم ملابس “بنية” موحدة لتمييزهم عن باقية المعتقلين والسجناء بناءً على دعوة الرئيس التركي أردوغان في أغسطس/آب الماضي.

وأكد ميكائيل يافوز، محامي أحد المعتقلين، أن شرطة السجون تستخدم دهانات طبية لإزالة آثار التعذيب عن جسد القابعين داخل السجون قبيل نقلهم لجلسات المحاكمة.

وأوضحت أوكو تشاقمق عضوة مفوضية حقوق الإنسان بمدينة “ديار بكر”، أن “في إطار قانون الطوارئ، تم اعتقال الكثير من الأفراد وذويهم سياسيًا وتعذيبهم عبر المعاملة المنتهكة لحقوق الإنسان، وغرف التعذيب الخالية من أي أثاث، والاعتداءات الجنسية وتشديد العقوبات التأديبية والحرمان من الرعاية الصحية والتجريد من الملابس وحظر أية وسائل اتصال مع الآخرين”.

وامتدت صور انتهاك حقوق الإنسان إلى ذوي المعتقلين، إذ شهد سجن “طرطوس” عمليات تفتيش تعسفية للأفراد الراغبين في زيارة ذويهم داخل السجون التركية عبر تعريتهم وتشغيل أغانٍ عنصرية عبر مكبرات الصوت أثناء فترات الزيارة.

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان لها عن تعرض معتقلين “لضرب وتعذيب يشمل الاغتصاب”.

ويري الكاتب التركي جام كوتشوك، الموالي للحكومة التركية، أن عمليات التعذيب الراهنة غير كافية، مطالبًا بزيادة التعذيب وانتهاج أساليب (الموساد) الإسرائيلي في التعذيب، واللجوء إلى أساليب تعذيب مثل “التعليق من القدمين، والوضع داخل أحواض السباحة مع تدفق المياه فوق الأفراد”، مطالبًا بتنفيذ عمليات إعدام جماعية ضد المتهمين سياسيًا.
شهادات تعذيب

وكشف موقع “بي بي سي”، مؤخرا، عن تقرير يؤكد انتهاك حقوق الإنسان داخل السجون التركية، متضمنا العديد من الشهادات بشأن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلين في السجون التركية، إذ تجاوز حد التعذيب الجسدي ليصل إلى الاعتداء الجنسي والتهديد باغتصاب الزوجات أمام زوجاتهم. وأدت عمليات التعذيب عن فقد معتقلًا سياسيًا القدرة على المشي، بينما لم تسمى عجوز في العقد التاسع من عمرها من التعذيب داخل السجون التركية.

وعرضت سيلجن بايون -محامية أحد المعتقلين سياسيًا- مقطع فيديو على هاتفها المحمول يصور رجلا يعاني من إصابة في الرأس تعرض هو وآخرون إلى ضرب رؤوسهم في الحائط، وإصابتهم بحروق في ساقيهم بسبب إجبارهم الركوع على أسفلت ساخن”. كما عانى البعض من تكسير أضلع نتيجة الضرب وأصيب البعض بجروح في معاصمهم بسبب تكبيل أيديهم وراء ظهورهم بالإضافة إلى كسور في الجمجمة.

ونقلت (بي بي سي) شهادات بعض المعتقلين، إذ أكد أحدهم تعذيبه عبر “وضع بندقية في فمه ليُملى عليه ما يقول، ومنعه من دخول الحمام. وتهديده بجلب زوجته واغتصابها أمام عينيه، بالإضافة إلى محاولات لهتك عرضه”.

وزعم آخر تعرضه للضرب والركل المستمر في كافة أجزاء جسده، وتعمد ضرب رأسه ورفقائه بالسجن في الحائط، ونقلهم إلى المستشفى بالأصفاد وتزييف التقارير الطبية للتهرب من أي وسيلة يمكن أن تدينهم.

ربما يعجبك أيضا