بعد 3700 معتقل.. خامنئي يتوعد والاتفاق النووي يواجه انهيارًا وشيكًا

حسام السبكي

حسام السبكي

أكثر من 10 أيام، مضت على الاحتجاجات الشعبية القوية التي شهدتها أكثر من 80 مدينة في إيران، والتي وإن خفت حدتها قليلًا في الساعات الأخيرة، إلا أن التقارير الإعلامية والمحلية الواردة من هناك، تتحدث عن ما يشبه “الهدنة” أو “الهدوء الذي يسبق العاصفة”، وربما يكون من قبيل إعادة ترتيب الصفوف، قبل انطلاقة جديدة، يستعد لها – على الأرجح – قادة الحراك الأخير ضد نظام ولاية الفقيه.

هذا، وقد خلفت الأيام الماضية، نحو 22 قتيلًا، إلى جانب آلاف المعتقلين، الذين يواجهون خطر الإعدام، والذين وصل عددهم بحسب تصريحات لمسؤولين إيرانيين إلى 3700 معتقل.

ومع النجاح الظاهري الذي حققته قوات الأمن الإيرانية، في مواجهة الاحتجاجات، بأبشع وسائل العنف، فقد شكلت تلك مناسبة جيدة لأحد الأسباب الرئيسية في الأزمة، والذي نادى المتظاهرون بإسقاطه، “علي خامنئي” المُلقب بـ “المرشد الأعلى للثورة الإسلامية”، للخروج والتلويح بالتهديدات والتوعدات، والتي توزعت بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وطالت حتى عددًا من الدول العربية، تحت ذريعة “التدخل الخارجي”.

في جانبٍ آخر، بات “الاتفاق النووي”، الذي أبرمته إيران مع الدول الغربية، قبل نحو ثلاثة أعوام، يواجه خطر الانهيار، والذي أصبح قريبًا من ذا قبل، بعد أن ضاقت الإدارة الأمريكية الجديدة ذرعًا بانتهاكات طهران التي فاقت كل الحدود، والتي إيران لمحاولة استدرار عطف المجتمع الدولي من جديد، بعدما عانت من مرارة العقوبات الاقتصادية، التي كانت أحد أهم أسباب خروج التظاهرات الأخيرة.

في التقرير التالي نسلط الضوء على عدد من المحاور الخاصة بالأحداث الجارية حاليًا في إيران، في ظل حملة اعتقالات لا تُبقي ولا تذر، وتهديدات بالإعدام، واتفاق نووي على المحك، واضطرابات على الساحتين الداخلية والدولية فيما يتعلق بالأزمة الإيرانية.

اعتقالات بالآلاف وتهديدات بالإعدام.. والمتظاهرون مصممون على إسقاط “الملالي”

على الرغم من مرور أكثر من 10 أيام، على الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها المدن الإيرانية، فيما عُرف بـ “الانتفاضة ضد نظام الملالي”، والتي واجهت عنفًا غير مسبوق، من قبل سلطات الأمن، التي اعتقلت من بينهم الآلاف، وسط تهديدات أطلقتها السلطات بالإعدام لقادة التظاهرات.

وحسب الأخبار الواردة للمركز الأحوازي لحقوق الإنسان، العضو المؤسس في “الحملة العالمية لمناصرة ثورة الشعوب غير الفارسية في إيران”، فإن هناك أكثر من 1500 معتقل في الأحواز وحدها.

ولم يخف النشطاء الأحوازيون تخوفهم من التعذيب المفرط الذي ستمارسه السلطات الإيرانية بحق السجناء الأحوازيين، وغيرهم من الشعوب غير الفارسية، وتقديمهم لمحاكمات غير عادلة قد تنتهي بالحكم عليهم بالإعدام، بحسب تهديدات النظام.

وأكد المدير التنفيذي للمركز الأحوازي لحقوق الإنسان رئيس الحملة العالمية، فيصل أبو خالد الأحوازي، أن السلطات الإيرانية اعتقلت “أعدادا كبيرة من المواطنين الأحوازيين”، مشيرا إلى “عدم اتساع السجون والمعتقلات الإيرانية في الأحواز للمعتقلين، مما دفع السلطات لوضع أعداد كبيرة منهم في غرف صغيرة”.

وطالب أبو خالد الأحوازي،  باسم “الحملة العالمية لمناصرة ثورة الشعوب غير الفارسية في إيران”، من المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان، سرعة التدخل لمنع ارتكاب المجازر بحق المعتقلين، خاصة وأن أعدادا كبيرة من المعتقلين قتلوا تحت التعذيب أو بسبب الإعدامات.

وبالرغم من عسكرة المدن في جميع أنحاء إيران، فإن الشعب مصر على إنهاء النظام الملالي وفق النشطاء، ويعمل على تغيير توقيت المظاهرات لمراوغة الحرس الثوري الذي بات مكلفا بخنق الانتفاضة.

نائب إيراني يكشف الرقم الحقيقي لمعتقلي التظاهرات

وعلى الرغم من التقارير التي أعلنتها المؤسسات الرسمية الإيرانية، والتي تشير إلى اعتقال أكثر من 1700 شخص منذ بدء موجة الاحتجاجات الكبرى، فقد كشف نائب إيراني عن العدد الحقيقي للمعتقلين في الأحداث.

فقد كشف النائب الإيراني الإصلاحي “محمود صادقي”، عن ارتفاع أعداد المعتقلين في إيران خلال موجة الاحتجاجات التي ضربت مدنا ومحافظات إيرانية مختلفة الأسبوع الماضي، قائلا  “خلال الاحتجاجات والاضطرابات الأخيرة اعتقلت الجهات الأمنية نحو 3700 شخص في إيران”.

ورجح النائب الإيراني في مقابلة مع موقع “خانه ملت”، اعتقال نحو 40 إلى 68 طالب خلال موجة الاحتجاجات التي عمت مدن إيران بسبب الغلاء المعيشي والتدهور الاقتصادي مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للمعتقلين بلغ 3700 شخص.

وبحسب إحصائيات أوردتها تقارير إيرانية رسمية تم اعتقال أكثر من 1700 شخص كما لقي 22 شخصا حتفهم منذ بدء المظاهرات الاحتجاجية في إيران في نهاية شهر ديسمبر الماضي.

خامئني “المُرتبك” يهدد ويتوعد.. ويحمل “التدخل الخارجي” المسؤولية

بات “علي خامنئي”، والذي أصبح إسقاطه مطلبًا رئيسيًا ومباشرًا من قبل المحتجين، في موقفٍ لا يحسد عليه، وراح يوزع سيل اتهامات على الشرق والغرب، وصلت به إلى حد التهديد والوعيد لمن أسماهم “أعداء إيران والمقاومة والممانعة”، وعدد من المصطلحات الأخرى، التي لم تعد محل تصديق من قبل “أصدقاء إيران” والمخدوعين بها في السنوات الماضية.

ففي أحدث تصريحات، “الزعيم المُرتبك”، قال “خامنئي”، اليوم الثلاثاء، إن إيران أحبطت محاولات من “أعدائها في الخارج” لتحويل الاحتجاجات المشروعة إلى تمرد للإطاحة بـ “الجمهورية الإسلامية”.

وأكدت تصريحاته على “تويتر” ووسائل الإعلام الإيرانية ثقة المؤسسة الإيرانية في أنها أخمدت الاضطرابات التي امتدت إلى أكثر من 80 مدينة وقتل خلالها 22 شخصا على الأقل منذ نهاية ديسمبر كانون الأول.

وقال خامنئي على تويتر “مرة أخرى تقول الأمة للولايات المتحدة وبريطانيا ومن يسعون للإطاحة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية من الخارج ’لقد فشلتم.. وستفشلون في المستقبل أيضا’”.

وكان الحرس الثوري قد ذكر، يوم الأحد، إن قوات الأمن تمكنت من إخماد اضطرابات أثارها أعداء أجانب.

وتم القبض على ألف شخص على الأقل في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ نحو عقد وتقول السلطة القضائية إن زعماء الاضطرابات قد يواجهون عقوبة الإعدام.

وقال خامنئي إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يسعى لجذب الأنظار عندما كتب تغريدة يدعم بها المحتجين قائلا إنهم يحاولون “إبعاد حكومتهم الفاسدة” وأنهم “سيجدون دعما كبيرا من الولايات المتحدة في الوقت المناسب”.

وأضاف خامنئي على تويتر “هذا الرجل الذي يجلس في البيت الأبيض الذي يبدو أنه رجل غير متزن على الإطلاق عليه أن يدرك أن هذه المسرحيات المتطرفة والمضطربة لن تمر دون رد”.

وبالإضافة إلى واشنطن ولندن ألقى خامنئي باللوم في العنف على إسرائيل وجماعة مجاهدي خلق التي وصفها بـ “المنشقة”.

ووصف خامنئي الاحتجاجات “باللعب بالنار” ولكنه قال إن من حق المواطنين الإعراب عن مخاوفهم المشروعة في تنازل نادر من زعيم عادة ما يبدي دعما واضحا للقمع الأمني. وكانت الاحتجاجات اندلعت أساسا بسبب الأوضاع الاقتصادية ثم تحولت إلى السياسة.

ونُقل عن خامنئي قوله “يجب التعامل مع هذه المخاوف. يجب أن نستمع. يجب أن نصغي. يجب أن نقدم إجابات بقدر استطاعتنا” في تلميح إلى أن حكومة الرئيس حسن روحاني ليست وحدها من يجب عليه الاستجابة وإنما أيضا القيادة الدينية.

وقال “لا أقول إنه يجب عليهم المتابعة. أنا مسؤول أيضا. كلنا علينا المتابعة”.

وفي محاولة لصرف الأنظار، عن الأخطاء الكارثية للنظام، قال “خامنئي”، إن هناك العديد من التحليلات التي تناولت موضوع الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، لافتا إلى أنها جميعها تتفق على نقطة واحدة تتمثل في الفصل بين مطالب الشعب وحقوقه وبين التحركات الوحشية والمخربة لجماعة ما، على حد تعبيره.

ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا”: “إن احتجاج شخص أو مجموعة – ان كانت 100 شخص أو 500 شخص، لكونهم حرموا من بعض حقوقهم يشكل موضوعا ما، وانتهاز الفرصة من قبل البعض لهذا التجمع وتوجيه الإساءة إلى القرآن الكريم والإسلام وعلم “الجمهورية الإسلامية” و”حرق المساجد وتدميرها”، يشكّل موضوعا اخر؛ وبما يستدعي عدم الجمع بينهما”.

نصر الله لـ “خامنئي”: كلنا جنود في جيش “ولاية الفقيه”!

لم تعد تصريحات “حسن نصر الله”، زعيم أحد أكبر الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، والتي أضحت الأخيرة “ولي نعمتها”، والحديث بالضبط عن ميليشيا “حزب الله” الإرهابي، التي وزعت أذنابها لتكون كالسرطان الذي ينعش في جسد الأمة العربية، بدايةً من العراق ومرورًا بسوريا، وانتهاءً باليمن، فضلًا عن القلاقل التي تحدثها عناصر محسوبة بشكلٍ أو بآخر عليها، في دول عربية أخرى، في وضع الاستغراب على مسامع المتابعين للشأن العربي والإسلامي في الفترة الأخيرة، والتي باتت فيها الأمور أوضح من ذي قبل.

فقد كشفت صحيفة “السياسة” الكويتية عن رسالة وجهها الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، الخميس الماضي، على خلفية الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران منذ نحو أسبوعين.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”شديدة الخصوصية”، إن نصر الله أعرب في رسالته عن دعمه ودعم حزب الله لإيران في مواجهة ما وصفه “بالمؤامرات الخارجية الهادفة لتقويض دعائم النظام الايراني ومنجزات الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية في إيران”.

وكتب نصر الله، في رسالته: “إنني على ثقة أن هذه التحركات لن تهز الثورة الإسلامية والنظام الإيراني المبني على مبادئ الإسلام الأصيل وعلى الإيمان المطلق بمبدأ ولاية الفقيه.

وأضاف: “وكما وقفت إيران وما زالت تقف إلى جانب حزب لله بكل ما يحتاجه من مال وعتاد ودعم مادي ومعنوي لا حدود له، فإن الحزب يقف إلى جانب الثورة الإسلامية بكل قدراته البشرية وخبرته، وإن نصر الله نفسه وحتى أصغر منتسبي الحزب مستعدون لتقديم أرواحهم لحماية النظام وحماية الثورة الإسلامية وحماية خامنئي في وجه كل من تسول له نفسه المس بهم”.

وختم الأمين العام لحزب الله، رسالته:”إننا جميعا جنود في جيش ولاية الفقيه، وكما نجحنا في مواجهة ما يجري في سوريا والانتصار هناك، فإننا نعرف تماماً كيف نواجه هذه التحركات سوية والانتصار على جميع المرتزقة والمأجورين الذين يعملون في خدمة أسيادهم في الغرب ضد الثورة الإسلامية”.

ربما تكون رسالة “نصر الله” إلى “خامنئي” قبلة حياة جديدة بالنسبة لنظام “إيران” الفاسد، إلا أنها لن تكون أكثر من “شو إعلامي”، لن ينجح، كما فشل قبلها في سوريا، ولم يستطع حتى الآن إنهاء الثورة التي اقتربت من عامها الثامن على التوالي.

أغنياء إيران.. كلمة السر في الأزمة

شكلت التقارير الإعلامية، الواردة من الولايات المتحدة، والتي تحدثت عن انهيارٍ، بات وشيكًا، للاتفاق النووي، المُبرم بين القوى الغربية الكبرى مع إيران عام 2015، ضغطًا جديدًا ومتزايدًا، على النظام الإيراني، يُضاف إلى قوة المظاهرات التي يشهدها الشارع الإيراني مؤخرًا، مما يعيد للأذهان، سنواتٍ عجاف، عاشتها ما يُسمى بـ “الجمهورية الإسلامية”، تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الدولية.

فمع نذر بإشعال التوتر بين أمريكا وإيران‏,‏ تواردت أنباء أمس عن انسحاب أمريكي محتمل من الاتفاق النووي الموقع في‏2015,‏ بينما تعقد إيران اجتماعا تشاوريا مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن مستقبل الاتفاق وذلك نهاية الأسبوع الحالي في بروكسل‏.

وكشف نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي انه علي المجتمع الدولي أن يستعد لانسحاب أمريكي محتمل من الاتفاق النووي مع إيران, مشيرا إلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعي منذ أكثر من عام بكل جهده للقضاء علي الاتفاق النووي, مضيفا أن بلاده مستعدة لكل الاحتمالات, وان المجتمع الدولي سيكون الخاسر الأكبر وكذلك منطقتنا, جراء خسارة تجربة ناجحة علي الساحة الدولية.

و وقعت إيران في2015 الاتفاق التاريخي مع الدول الست الكبري, والذي وافقت فيه علي كبح برنامجها النووي مقابل رفع عدد من العقوبات الدولية المفروضة عليها, ويعد ترامب من أشد معارضي الاتفاق النووي, الذي تعتبره الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما انجازا لسياستها الخارجية.

و لم يفعل ترامب العقوبات ضد ايران كما لم يلغ الاتفاق مفضلا احالة الملف الي الكونجرس لمعالجة العديد من نقاط الضعف العميقة في الاتفاق, وتنتهي مهلة الإبقاء علي رفع العقوبات عن إيران يوم الجمعة المقبل.

ويفرض القانون الامريكي علي الرئيس ان يبلغ الكونجرس كل90 يوما ما اذا كانت ايران تحترم الاتفاق, وما اذا كان الاتفاق متوافقا مع المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. ويري المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سوف يستدعي ردا مناسبا وقويا.

ومن المقرر أن يتوجه محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني نهاية الأسبوع الي بروكسل لإجراء محادثات حول مستقبل الاتفاق النووي مع نظرائه البريطاني والفرنسي والألماني ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي.

وكشف ظريف أنه سيتم التركيز خلال المشاورات علي انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاتفاق النووي مع إيران, وكذلك علي احتمالية خروج الأمريكيين من الاتفاق, مشيرا الي أنه سيتم مناقشة الوضع الحالي في إيران أيضا بعد الاحتجاجات الأخيرة المنتقدة للنظام.

الخلاصة

رغم التضحيات الكبرى، والملحمة الرائعة التي يسطرها الشعب الإيراني، في مواجهة نظام قمعي طائفي مستبد، يمارس أبشع أنواع العنف والشيطنة ضد الخصوم والمعارضين، إلا أن الطريق نحو تحرير إيران، يظل أقرب من ذي قبل، والساعات المقبلة من المؤكد ستكون حُبلى بمفاجآت سارة للشعب الإيراني والمنطقة التي عانت مرارة التدخلات السافرة من “الملالي” منذ تأسيسه.

أضحى الأعداء الحقيقيون، لإيران، أو بالأحرى للشعب الإيراني، هم طبقة “الأغنياء”، وهم أكثر المستفيدين من بقاء النظام الحالي، هذا ما أشارت إليه تقارير نشرتها مؤخرًا عددٌ من الصحف الأجنبية.

فقد سلط عدد من الصحف الأجنبية الضوء على الطبقة الغنية المتخفية سرًا في طهران، وسط أزماتها الاقتصادية الطاحنة التي أدت في النهاية إلى ما يزيد عن أسبوع متواصل من الاحتجاجات الشعبية بدأت في شهر ديسمبر الماضي.

تقول صحيفة بيزنس انسايدر الأمريكية إن النخبة الغنية التي جنت فوائد النظام الثيوقراطي في طهران، حاولت التخفي خوفًا من ردود الأفعال الناقدة في ظل سوء الأحوال الاقتصادية، إلا أن تلك كانت مهمة صعبة خاصة في عصر وسائل الإعلام الاجتماعية.

وذكر تقرير للمحررين “شاشانك بنغالي” و”رامين موستغيم” نشر في صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأسبوع الماضي: “عندما تسير سيارة من ماركة مازيراتي الفارهة في بعض الأحيان عبر الشوارع المزدحمة في طهران، يطلق المارة وراءها اللعنات والسباب  لمالكيها المترفين”.

استندت صحيفة لوس أنجليس تايمز في معلوماتها من خلال حساب  موقع إنستاجرام للصور بعنوان  “أطفال طهران الأغنياء” أو “#ريتش_كيدز_أوف_طهران” للبحث عن الطبقات العليا لشباب طهران حيث وجدت الصحيفة أن  الحساب يحوي عشرات الصور لشباب يرتدون أفخم الملابس وأغلى الأحذية والتقطت صورهم داخل قصور وإلى جانب المسابح الخاصة به، بينما هناك مواطنون آخرون في طهران يبيعون الكُلى لإطعام أسرهم، بحسب ما وصفت الصحيفة.

يقول الصحفي الإيراني “أمير أحمدي آريان” في مقالة نشرته صحيفة نيويورك تايمز، “إن الشباب الإيرانيين يتصرفون كطبقة أرستقراطية جديدة لا يدركون مصادر ثروتهم.. فهم  يقودون بوقاحة سيارات البورش والمازيراتي  في شوارع طهران أمام عيون الفقراء، وينشرون ثروتهم على موقع إنستجرام”.

تقول صحيفة بيزنس انسايدر أن أوجه عدم المساواة اتضحت جليا بوضوح بعد أن وضع الرئيس حسن روحاني ميزانية تقشفية بعد ولايته الثانية للبلاد منذ مايو 2017.

وبينما كان المتظاهرون من الطبقة العاملة يصيحون في تظاهراتهم بشعارات “الموت لروحاني” و “الموت للديكتاتور”، كان حساب “أطفال طهران الأغنياء” على تويتر يؤيد روحاني والحكومة الإيرانية.

الانهيار المحتمل للاتفاق النووي.. أكثر ما يؤرق طهران

ربما يعجبك أيضا