تسريبات ورشاوي وصفقات مشبوهة…العائلة الفاسدة تحكم إسرائيل

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

لم تخلُ عائلة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الفساد والسمعة السيئة يومًا، فأصبحت فضائح العائلة الحاكمة في إسرائيل ملء السمع والبصر، بداية من الزوجة سارة نتنياهو التي طالما تورطت في قضايا فساد وتلقي رشوة وتعذيب خادمات أيضًا، فيما يواجه زوجها بنيامين نتنياهو تهم فساد وتلقي أموال رشوة منذ شهور، فيما يواجه الابن يائير فضيحة مدوية بعد تسريب تسجيل صوتي له أثناء خروجه من أحد نوادي التعري في حالة سكر شديدة.

الابن المدلل الفاسد

اعتذار نجل نتنياهو كانت آخر سقطات العائلة الفاسدة التي تحكم دولة الاحتلال، بعد بث تسجيل صوتي له، وهو يتحدث عن دور والده في صفقة غاز مثيرة للجدل.

وفي التسجيل، الذي قيل إنه يعود لعام 2015، يُسمع يائير نتانياهو، (26 عاما)، وهو يحاول إقناع أوري ابن قطب الغاز الإسرائيلي كوبي ميمون، كي يقرضه أموالا يدفعها لفتاة تعر.

ويقول يائير في التسجيل: “يا صديقي، لقد رتب والدي لكم صفقة بقيمة 20 مليار دولار، وأنت ترفض أن تقرضني 400 شيكل؟”

ويقول يائير:  إن ذلك كان “مزحة سخيفة”، جاءت تحت تأثير الكحول.

وسعى محامو عائلة نتانياهو لمنع القناة الثانية الإخبارية الإسرائيلية من بث التسجيل، الذي أذيع الإثنين ليلا، قائلين: إنه “نميمة رخيصة ورديئة”، وجزء من “إزعاج” يستهدف رئيس الوزراء، لكن القناة التليفزيونية رفضت الطلب.

وأفادت تقارير أن التسجيل الصوتي يعود إلى ما قبل عامين ونصف، حينما كان يائير يتجول في تل أبيب، داخل سيارة حكومية مدرعة، برفقة أوري ميمون وصديق ثالث، فضلا عن حارس وسائق تدفع الدولة راتبهما.

وفي التسجيل سُمع الصديقان يتحدثان باللغة العبرية، عن فتيات تعر وعن كمية الأموال التي أنفقاها.

ويشكو يائير نتانياهو من أن أوري ميمون رفض أن يقرضه مالا، كي يدفعه إلى فتاة تعر، على الرغم من أن والده كوبي ميمون، وهو شريك في ملكية شركة “إسرامكو النقب 2” للغاز، استفاد من صفقة لاستغلال حقل غاز تمار البحري الإسرائيلي.

ويقول يائير: “صديقي عليك أن تقرضني. لقد رتب والدي صفقة رائعة لوالدك. لقد حارب وحارب داخل الكنيست من أجل هذا”.

وبعد إذاعة التسجيل، أصدر يائير نتانياهو بيانا، يشكو فيه من أن هذا التسجيل جرى الحصول عليه بشكل غير قانوني، لكنه اعتذر عن تصريحاته.

وقال يائير: “الأشياء التي قلتها عن أوري ميمون لم تكن شيئا سوى مزحة سخيفة، هدفها السخرية منه، وأي إنسان عاقل يفهم هذا”.

وأضاف: “لم اهتم أبدا بصفقة الغاز، وليس لدي أي معرفة بتفاصيلها”.

وأكد يائير أن الأمر كان عبارة عن “محادثة في وقت متأخر من الليل، تحت تأثير الكحول”، وأن الكلمات الواردة “لا تمثلني ولا تمثل القيم التي تربيت عليها”.

ولم تكن هذه السقطة الأولى لنجل نتنياهو، فقد أثار الجدل بأنشطته على مواقع التواصل الاجتماعي من نزاع يدور حول براز كلب إلى نشر رسم كاريكاتوري اعتبر معاديا للسامية.

وتراجع الاهتمام بانتقاد نتنياهو الابن في إسرائيل لصالح أحداث أهم منها تحقيقات جنائية في مزاعم فساد ضد والده ووالدته، وينفي الأب والابن ارتكاب أي مخالفات.

ويرى كثيرون أن نتنياهو الابن يجرى تأهيله ليصبح زعيما سياسيا مستقبلا وتجتذب تدويناته على فيسبوك اهتمام الرأي العام.

الأم المتسلطة

وسبقت تلك الفضيحة اتهامات لسارة نتنياهو بالتورط في أربعة ملفات فساد منفصلة، باتت تعرف بـ”منازل رئيس الحكومة”، وتدلل جميعها على “النمط ذاته من السلوك في استخدام الأموال العامة لأغراض خاصة”، بتكلفة إجمالية تقدر قيمتها بمئات آلاف الشواكل.

القضية الأولى تتمحور حول “تشغيل كهربائي”، بشكل خاص، ودون الالتزام بإجراء مناقصة، كما ينص عليه القانون في مثل هذه الحالات، في حين سددت نفقاته من أموال الكيان.

أما القضية الثانية، فتتعلق بـ”توظيف عاملة” في مقر رئيس الحكومة، بينما أوكلت إليها مهمة خاصة وهي الإشراف على والد سارة، وأيضا براتب من الكيان، والقضية الثالثة هي اقتناء أثاث لحدائق المقر الرسمي لرئيس الحكومة، ثم نقله إلى المسكن الخاص في قيسارية، فيما القضية الرابعة “تضخيم فاتورة” مصاريف الوجبات والضيافة التي تُقدم في منزل رئيس الحكومة، بحسب القناة.

 

الأب المرتشي

يأتي كل ذلك في وقت تجري فيه الشرطة الإسرائيلية تحقيقات في مزاعم فساد، ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي ينفي ارتكابه أي مخالفات.

وفتحت الشرطة الإسرائيلية، تحقيقات مع نتنياهو سبع مرات في قضيتين تدور حولهما شبهات فساد معروفتين بملفى 1000 و2000.

ولم يستطع نتنياهو خلال جولة التحقيق الأخيرة معه دحض الشكوك ضده في ملف الهدايا.

الجدير بالذكر أن ملف “1000” يتعلق بالشبهات حول تقاضي نتنياهو هدايا ثمينة من رجلي الأعمال الأسترالي جيمس باكر والإسرائيلي- الأمريكي أرنون ميلتشن. في حين أن قضية “2000” تفيد بأن نتنياهو اتفق مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” أرنون موزيس على سن قانون يقضي بإغلاق الصحف اليومية، ليتم بذلك إغلاق صحيفة “إسرائيل اليوم” المنافسة لـ”يديعوت أحرونوت”، مقابل امتناع الأخيرة عن نشر أخبار تضر بنتنياهو ونشر أخرى جيدة عنه.

وسبق التحقيق مع نتنياهو بشبهات فساد، كانت أولاها شبهة استغلاله المال العام في تمويل رحلاته الخاصة وزوجته سارة.

فيما دارت شبهات بالفساد حول صفقة الغواصات، التي عقدت بين الحكومتين الإسرائيلية والألمانية. وبيَّن مصباح أن التحقيق أثبت تورط المحامي الشخصي لنتنياهو بقضية فساد في هذه الصفقة، مؤكدا أن اللافت هو عدم الإعلان حتى الآن عن القضايا التي حُقق فيها مع نتنياهو.

ولا يثير الفساد المالي في الحكومة الإسرائيلية اهتمام الجمهور الإسرائيلي، خاصة أن النظام السياسي المتعاقب مليء بقضايا الفساد والسرقات وتلقى الرشاوي، وقد أدين الكثيرون من الوزراء والمسؤولين بهذه التهم.

وكان القضاء الإسرائيلي قد دان سابقا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت بتهم الفساد، فيما اتُهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بقضايا فساد، غير أن القضاء قرر عدم فتح تحقيق رسمي، بسبب الوضع الصحي الذي عاناه في أواخر حياته.
 

ربما يعجبك أيضا