ميليشيا “حزب الله” .. خسائر فادحة في سوريا والعراق رغم التزييف

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد

هناك إجماع لدى المراقبين بشأن الجماعات المتطرفة ومنها حزب الله، بأنه من الصعب الوصول إلى خسارة هذه التنظيمات والجماعات المسلحة، كونها مجموعات مؤدلجة ومغلقة. تبقى خسائر حزب الله على سبيل المثال تمثل تحديا للمراقبين، ولا يمكن إحصاؤها إلا ميدانيا من قبل الأطراف التي تتحارب معها أو من خلال المراسلين الحربيين والناشطين.

وتعتبر الساحة السورية هي الأكثر تعقيدا وتأتي من بعدها الساحة العراقية، هي الأخرى التي تشهد صعوبة بالحصول على البيانات كون القوة الوحيدة التي تحاربها هي تنظيم داعش، إلى جانب حصولها على الغطاء السياسي والعسكري من قبل الحشد الشعبي والميليشيات العراقية.

تيار المستقبل في لبنان، هو الآخر حريص على معرفة خسائر حزب الله، لكنه لم يعلن أي تفاصيل حولها، لحسابات سياسية، لذا تبقى أرقام وبيانات حزب الله في سوريا والعراق مثار اهتمام، مع شحة المصادر والبيانات.

وتشير بعض تقارير الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أن أعلى عدد تقديري لقوات الحزب التي تشارك في القتال في سوريا بلغ نحو عشرة الآلاف مقاتل، لكن من المرجح أن هذا الرقم يعكس العدد الإجمالي الذي تناوب على الذهاب إلى سوريا، وليس العدد الموجود في وقت واحد.

أما الضحايا فلا أرقام دقيقة، لكن مشهد مواكب التشييع في مناطق حزب الله والقرى الجنوبية تؤكد أنه مرتفع. 

وبالتالي فإن تحليل أخبار جنازات قتلى حزب الله في سوريا يقدم معلومات كبيرة عن خسائر الحزب الكبيرة، ودورها الانتقالي في سوريا. الاستخبارات الإسرائيلية قدرت خسائر حزب الله فقط في سوريا تصل إلى 1600 مقاتل وإصابة خمسة الآلاف مقاتل.

وكشف رئيس الأركان الإسرائيلي “جادي أيزنكوت”، أن نحو ثلث قوة الحزب القتالية تتواجد خارج لبنان، وتحديداً في العراق واليمن وبنسبة أكبر في سوريا. وهذا ما أكده الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر، مضيفا بقوله: “قتل إرهابيون من حزب الله في سوريا أكثر مما في الاشتباكات مع إسرائيل في 30 عاما”.

أرقام خسائر حزب الله

ورغم اعترافات حزب الله بسقوط عدد كبير من القتلى في سوريا والتي قالت إنه لا يتجاوز ألف قتيل فإن هذه الأرقام تعكس الحد الأدنى المطلق لعدد القتلى، إذ من المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك، فالحزب ينفي التقارير الإعلامية التي تتحدث عن أكثر من 1500 قتيل في المعارك في سوريا بين 30 سبتمبر 2012 و 16 فبراير 2016.  وتشير المصادر كذلك إلى 49 من القتلى عبر وصفهم بلقب “القائد الشهيد” أو “القائد الميداني”.

وهذا يدل على أنهم خدموا كضباط في القيادة، وهو ما يميزهم عن القتلى من المقاتلين العاديين.

وقال رئيس الأركان الإسرائيلي “جادي ايزنكوت”، يوم 7 يونيو 2017 إلى أن ميليشيا حزب الله في ورطة، وتمر حالياً بظروف صعبة للغاية، خصوصاً بعد مقتل 1700 من عناصره وإصابة 7000 آخرين، خلال مشاركته القتال إلى جانب قوات النظام في سوريا.
 
خسارة حزب الله لبعض قياداته

ووفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية اعترف حزب الله، بمقتل القيادي الميداني، علي محمد بيز، الملقب بـ(الحاج أبو حسن)، والقيادي حسين سامي رشيد، الملقّب بـ(الحاج باقر)، في سوريا، دون أن تحدد موعد أو تفاصيل مقتلهما، وبحسب المصادر، فإن أبو باقر ينحدر من بلدة مجدل زون في جنوب لبنان، في حين ينحدر أبو حسن من بلدة مشغرة البقاعية.

أما على مستوى خسائر حزب الله على صعيد القادة فقد خسر الحزب الكثير من القادة، أبرزهم : جهاد عماد مغنية .حسن حسين الحاج .سمير القنطار .غسان الفقيه . مصطفى بدر الدين ، حسين علي معنقي” الملقب بـ (كفاح)، حسين علي حايك” الملقب بـ (محمد باقر)، اسماعيل أحمد زهري والمعروف بـالحاج خليل.

ويقول الخبير العسكري اللبناني المقرب من حزب الله اللواء المتقاعد أمين حطيط، إن عدد قتلى الحزب الذين سقطوا منذ دخوله القتال في سوريا عام 2012 ولاحقاً في العراق قد تجاوز ال (1000) قتيل، لكن حطيط قال إن عدد الإصابات لا يزال غير دقيق لأن معظمهم عاد للميدان.

خسائر حزب الله المادية

وعن حجم الخسائر المادية التي مُني بها حزب الله خلال قتاله في سوريا والعراق، رأى اللواء حطيط أن هذه الخسائر محدودة لأن حزب الله لم يقاتل على أرضه في لبنان، وأما الخسائر المتعلقة بالعتاد، فإن الحزب استخدم عتاداً خفيفاً ومتوسطاً وقلّما كان يستخدم السلاح الثقيل للمناورة به، الأمر الذي يجعل خسائر حزب الله المادية زهيدة مقارنة بحجم المعركة التي كان يخوضها.

التقارير ذكرت أن خسائر الحزب الاقتصادية بلغت من خلال إيقاف التحويلات المالية ومنع التعامل معه حسب التقارير  حوالي 15 مليون دولار يقوم بتعويضها تدريجيا .

ويرى العميد صلاح بسيريني الخبير الاستراتيجي أن حزب الله باختصار أقحم نفسه في حرب هي أكبر من حجمه بكثير، وكانت حجم القوى المقابلة له أكبر من حجمه ، لذلك كانت خسائره كبيرة جدا . وبشكل عام حجم الأرقام المعلن عنها من قبل حزب الله لا تشكل 20% من مجموع إجمالي القتلى الذين سقطوا وذلك وفق تقارير إعلامية.

رغم صعوبة التحقق من أرقام خسائر حزب الله في سوريا والعراق، لكن يبدو أن هناك إجماع إلى أن عدد مقاتلي حزب الله يصل إلى عشرة الآلاف مقاتل تشارك في القتال في سوريا والعراق، بشكل متناوب. أما عدد الضحايا فيقارب 1600 قتيل وخمسة الآلاف مصاب. الخسائر المادية  وفقا للتقارير وصلت إلى 15 مليون دولار.

المتابع إلى خريطة انتشار حزب الله في دول المنطقة، يجدها متوازية مع التواجد الإيراني في سوريا والعراق واليمن الى جانب تواجده العسكري في لبنان، ليؤكد أنه أحد أذرع إيران في المنطقة.
 
* باحث في قضايا الإرهاب والاستخبارات

ربما يعجبك أيضا