ليلة رعب عاشها سكان هاواي والسبب “ضغطة زر خاطئة”

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

أمامك 10 دقائق فقط وستموت! بعد أن تلقى سكان ولاية هاواي رسائل على الهواتف المحمولة، أفزعتهم السبت الماضي، تحمل إنذارًا من السلطات بخطر سقوط وشيك لصاروخ باليستي على جزرهم، ليتضح لاحقًا أن الإنذار كاذب، وكانت الرسالة كالتالي: “صاروخ باليستي يهدد هاواي، احتموا على الفور في الملاجئ، الأمر ليس تدريبا”، وبعد 38 دقيقة من هذا التحذير، قالت قيادة الجيش الأمريكي في المحيط الهادي، إنه لا يوجد تهديد بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه هاواي، وإن رسالة أُرسلت بطريق الخطأ إلى الهواتف المحمولة لسكانها.

بالطبع لم يمر هذا الخطأ مرور الكرام على سكان الجزيرة الأمريكية، فالصواريخ الباليستية من مسببات الفزع لدى الشعب الأمريكي، خاصة بعد تهديدات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، المستمرة بقدرة صواريخ بلاده الباليستية على استهداف مناطق ومنشآت أمريكية، فقد تسبب في ذعر وضجة كبيرة للسكان، وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الطلاب في جامعة هاواي، وهم يركضون بحثًا عن ملجأ بعد صدور الإنذار.

وألقى النجم الأمريكي الكبير جيم كاري، باللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الإنذار الكاذب، وكتب تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التدوين المصغر “تويتر”، قائلًا: “استيقظت هذا الصباح واستغرقت 10 دقائق لكي أستوعب أنني ما زلت على قيد الحياة، صحيح كان الإنذار كاذبا، إلا أن الإنذار الحقيقي نفسيا، إذا سمحنا لهذا الرجل وكونجرسه الجمهوري الفاسد بالاستمرار في تنفير العالم منا وسوف نعيش في معاناة وراء الخيال”.

وصدر هذا التحذير الخاطئ من وكالة مواجهة الطوارئ في ولاية هاواي، ونقلت محطة (سي.إن.إن) عن ديفيد إيج، حاكم الولاية الديمقراطي، قوله: إن التحذير أُرسل عندما ضغط موظف على الزر الخطأ خلال تغيير نوبة عمل، واعتذر حاكم الولاية عن الحادث.

وتحسبًا لأي خطر قد تتعرض له الولايات المتحدة، فإن السلطات الأمريكية تجري سلسلة من التقييمات وتتخذ حزمة من القرارات السريعة، بناء على ما تسجله الأقمار الصناعية المملوكة للأجهزة العسكرية والمخابرات، لرصد ومراقبة أي شيء غير ملائم حول العالم، وصممت ما تسمى بأقمار الإنذار المبكر لتحديد موقع إطلاق الصاروخ، ومساره، وهدفه المحتمل، في غضون ثوان.

ونظام الإنذار المبكر مزود بأجهزة استشعار عن بعد تعمل بالأشعة تحت الحمراء، لتمييز الإشعاع الحراري المنبعث من محركات الصواريخ، والذي ينعكس على الأرض، وتتمتع هذه الأقمار الصناعية باستشعار قوي يستطيع الكشف عن إطلاق صاروخ قصير المدى، وبالتالي فهي قادرة على تتبع صاروخ باليستي كوري شمالي يتجه إلى هاواي، حيث تبعد الولاية الأميركية عن العاصمة بيونغ يانغ بنحو 4600 ميل فقط.

ثم يأتي دور منشآت الرادار الأميركية، والسفن البحرية، وأنظمة الكشف التابعة لحلفاء أميركا في المنطقة، للمساعدة في تعقب رحلة الصاروخ.
https://www.youtube.com/watch?v=CN2nygQiuKI
https://www.youtube.com/watch?v=eed8xt8bX04

ربما يعجبك أيضا