الاتفاق النووي.. يكشف “ارتباك” ترامب في مواجهة الضغوط الأوروبية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

أوروبا متمسكة بشدة بالاتفاق النووي مع إيران.. رسالة سعى اجتماع بروكسل لممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبية فيدريكا موجيريني ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف توجيهها في المقام الأول إلى الرئيس الأمريكي.

استلزم الوصول إلى هذا الاتفاق عقداً كاملاً ولا تريد أوروبا أن تذهب الجهود التي بذلت لتحقيقه أدراج الأهواء المتقلبة للرئيس الأمريكي الذي يقف رافضا للاتفاق الذي رعاه سلفه باراك أوباما.

دعم أوروبي للاتفاق النووي

مرة أخرى يجدد الأوروبيون تأكيد دعمهم للاتفاق النووي المبرم مع إيران، في مواجهة انتقادات الرئيس الأمريكي رافضين إحالته من جانب ترامب للكونجرس لدراسة ما قال ترامب أنها نقاط ضعف عميقة عليه.

الاتفاق النووي مع إيران شيء وسلوك إيران خارج حدودها شيء آخر، عينان تنظر بهما القوى الكبرى باستثناء واشنطن حين يأتي أوان تقييم الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015.

من جهة ثمة طمأنينة أوروبية عبّر عنها وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في أن البرنامج النووي أفلح حتى الآن في الإبقاء على البرنامج الإيراني تحت السيطرة ولا ترى بروكسل الحصول على بديل أفضل من الاتفاق وسيلة تردع الإيرانيين عن المضي قدماً في امتلاك قدرات نووية عسكرية.

ازدواجية الغرب وراحة الإيرانيين !

مقابل هذه الطمأنينة الأوروبية تجاه الاتفاق النووي الإيراني، ثمة هواجس من برنامج إيران الصاروخي ودورها في تغذية نزاعات وحروب أهلية في منطقة الشرق الأوسط، إذ لا يخفي وزراء الخارجية الأوربيون أن ثمة شعور بالتناقض إذ يتعلق الأمر بإيران.

تدرك طهران هذه الإزدواجية التي تنظر بها بروكسل وهي مبعث راحة للإيرانيين بدا ذلك جليا على وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي دعي للقاء نظرائه الأوروبيين.

في ضيافة الاتحاد الأوروبي، وجد “جواد ظريف” سياسة بلاده أقرب ما يكون لتلك التي عبّرت عنها ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالملف النووي.

تقارب صنعته ودفعته قدماً رؤية ترامب التي بنيت على أن صفقة النووي مع إيران “سيئة” يجب التخلص منها.

ترامب يغرّد منفردًا

بموجب القانون الأمريكي فإن ترامب مطالب كل 90 يوماً بالتصديق على احترام إيران للاتفاق النووي.

ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي رفض ترامب الشهادة بإلتزام إيران بالاتفاق ولوّح بحق واشنطن في الانسحاب منه إذا لم يتم التوافق بينها وبين القوى الكبرى بشأن تشديد بنوده.

مرت 90 يوماً منذ ذلك الإعلان ولم تنسحب واشنطن وتتحدث مصادر من البيت الأبيض عن حيرة ترامب ما بين توصيات وزراء الخارجية والبنتاجون والبيت الأبيض بتمديد إعفاء إيران من العقوبات وفقاً لنص الاتفاق وبين رغبة في نفسه بإعادة العقوبات وتشديدها .

وأكد ترامب أن هذه هي “المرة الأخيرة” التي سيوافق فيها على قرار تجميد العقوبات بموجب الاتفاق النووي.

 وقال: “رغم رغبتي الشديدة في الانسحاب من الاتفاق إلا أنني لم أفعل ذلك بعد، وحددت مسارين للتقدم: إما إصلاح الأخطاء الكارثية في الاتفاق أو ستنسحب منه الولايات المتحدة”.

وأضاف ترامب: “قررت تمديد رفع العقوبات بموجب الاتفاق النووي فقط لإعطاء فرصة للحلفاء الأوروبيين لإصلاح الأخطاء الفظيعة في الاتفاق”. وتابع بالقول: “هذه هي الفرصة الأخيرة، الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات مجددا أو تستمر في الاتفاق إذا لم يتم إصلاحه”.

رغبة اعتبرها وزير الخارجية الإيراني محاولة ” يائسة” لإضعاف اتفاق متعدد الأطراف وصلب، وانتهاك لبنوده، الاتفاق النووي غير قابل للتفاوض” داعياً واشنطن للإلتزام بالاتفاق مثل إيران بدلاً من تكرار شعارات مبتذلة على حد قوله.

وفي حين تتباين الروية الأوروبية والأمريكية بشأن الاتفاق النووي، إلا أنهما يجمعان على وجوب السير قدماً باتفاق مع إيران يتعلق ببرنامجها للصواريخ الباليستية وبإحتواء ما يعرف بالنهج العدواني للجمهورية الإسلامية.

ربما يعجبك أيضا