“100 عام” على ميلاد “ناصر” القائد والزعيم

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

قتلناكَ..

يا جبلَ الكبرياءْ

وآخرَ قنديلِ زيتٍ..

يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ

وآخرَ سيفٍ من القادسيهْ

قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا

وقُلنا المنيَّهْ

لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟

فمثلُكَ كانَ كثيراً علينا..

سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..

رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ

أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ

لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..

لماذا ظهرتْ؟

بهذا الكلمات ودع الشاعر السوري “نزار قباني” الزعيم جمال عبد الناصر، واليوم يكون قد مر على ميلاد الزعيم الراحل “عبد الناصر” 100 عام ، كان عمر “جمال”، ٣٤ عاما، حين قاد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وحين رفع أحمد حسين مؤسس حزب مصر الفتاة شعار: “يا شباب ٣٥ كونوا كشباب ثورة ١٩” كان عمره آنذاك 17 عاما، حيث شارك الفتى في المظاهرات المطالبة بجلاء الاحتلال وعودة الدستور، وحمله رفاقه جريحا لمقر جريدة الجهاد.

الميلاد

ولد  “عبد الناصر” في محافظة الإسكندرية، وتنقل بين مدارس القاهرة والإسكندرية ثم التحق بمدرسة حلوان الثانوية ثم رأس التين الثانوية بالإسكندرية، ثم النهضة بحي الظاهر، وحين أتم تعليمه الثانوي قرر الالتحاق بالكلية الحربية ورسب في كشف الهيئة فالتحق بحقوق القاهرة ستة أشهر، وفي ١٩٣٦ اتجهت النية إلى زيادة ضباط الجيش فتقدم إلى الكلية الحربية وقبل وتخرج في يوليو ١٩٣٨، والتحق بسلاح المشاة، وفي ١٩٣٩ خدم في الخرطوم وجبل الأولياء، وبدأ يدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا يرون ضرورة تطهير الجيش من الداخل أولا لإحداث تغيير شامل، شارك ناصر في حرب فلسطين وجرح فيها وحوصر في الفلوجا، وبعدها تأكد أن المعركة الحقيقية في مصر.

وبدأ نشاط الضباط الأحرار إلى أن وقع حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢، كما حدثت مواجهة واضحة بين الضباط الأحرار والملك فاروق في انتخابات نادي ضباط الجيش، حيث نجح محمد نجيب مرشح الأحرار فيما خسر حسين سري عامر مرشح الملك، وألغيت الانتخابات.

وقرر عبد الناصر تقديم موعد الثورة إلى ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وكللت بالنجاح.

لقد كان عبد الناصر رمزا للتحرر الوطني في دول العالم الثالث وملهما وداعما لأكثر من ثورة عربية.

في عصر يوم 28 سبتمبر 1970، شعر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بآلام في الصدر، نقل على إثرها إلى منزله بمنشية البكري، بعدها أعلنت وفاته في السادسة مساء نفس اليوم، ونقل الجثمان إلى قصر القبة، وحفظ بها حتى تم تشييع الجنازة في الأول من أكتوبر.

أنادي عليك أبا خالدٍ

وأعرف أني أنادي بوادْ

وأعرف أنك لن تستجيبْ

وأن الخوارق ليست تُعادْ

برج القاهرة.. شوكة عبد الناصر

برج القاهرة ذلك البرج الموجود في وسط القاهرة بناه عبد الناصر عام 1961، وصممه المهندس المعماري نعوم شعيب، يبلغ ارتفاع البرج حوالي 187 مترا، وبذلك فهذا البرج يرتفع عن الهرم الأكبر بحوالي 43 مترا، وقد تم بناؤه بالمواد الخراسانية وبلغ تكلفة بنائه 6 ملايين جنيه وقتها.

يعود تاريخ بنائه إلى قرار عبد الناصر حيث قام الرئيس الأمريكي “روزفلت” حينها بإرسال مبلغ قدره 6 ملايين جنيه مصري حينها بغرض التأثير على موقف مصر من القضية الجزائرية، وتغيير موقفها المؤيد لحرية الجزائر من الاحتلال الفرنسي.

رفض الرئيس عبد الناصر حينها التغيير في موقفه تجاه القضية، وبالرغم من حاجه الدولة الى هذا المبلغ في البنية الأساسية للدولة إلا أنه أمر ببناء برج في وسط القاهرة؛ ليكون شاهدا على هذا الموقف وليظل علما بارزا على موقف المصرين تجاه إخوانهم العرب وليعلموا كرامة المصرين حتى في أشد احتياجهم للمال.

كان للبرج اسمان، فالأمريكان أطلقوا عليه “شوكة عبد الناصر” أما المصريون فأطلقوا عليه “وقف روزفلت“.

 قالوا عنه

– “بن جوريون“، أول رئيس وزراء لدولة الكيان الصهيوني، “كان لليهود عدوين تاريخيين هما فرعون قديمًا وهتلر حديثا، ولكن جمال عبد الناصر فاق الاثنين في عدائه لنا، ولقد خضنا الحروب من أجل أن نتخلص منه حتى جاء الموت وخلصنا منه”.

– مدير المخابرات المركزية الأمريكية الأسبق “يوجين جوستين” -في كتابه “التقدم نحو القوة”- يقول عن “ناصر”: “مشكلتنا مع ناصر أنه بلا رذيلة، مما يجعله من الناحية العملية غير قابل للتجريح، فلا نساء ولا خمر، ولا مخدرات، ولا يمكن شراؤه أو رشوته أو حتى تهويشه، نحن نكرهه ككل، لكننا لا نستطيع أن نفعل تجاهه شيئاً، لأنه بلا رذيلة وغير قابل للفساد”.

– وكتب الكاتب الأمريكي “روبرت هنري“: “لقد كان ناصر أهم رجل أنجبته الصحوة العربية، وكان أحد أقطاب الثورة ضد الاستعمار، وهي إحدى الحركات الكبرى في القرن العشرين”.

– “فيدل كاسترو“، قائد الثورة الكوبية، “وفاة عبد الناصر خسارة فادحة للعالم وللحركة الثورية العربية في وقت تحاك من حولها مؤمرات الإمبريالية. لقد مات ثوري فذ من قادة القرن العشرين”.

– وصفه السفير “هنري بايرود” سفير أمريكا في القاهرة خلال الخمسينات “أنه القائد الوحيد في العالم العربي الذي يمثل الاتجاه الجديد، والذي يمكن لدبلوماسي غربي أن يجري معه مناقشات مفيدة متزنة”.

– يرى “كيسنجر” وزير خارجيه أمريكا “عبد الناصر”: “عنيد يفاخر بعناده ويراه أساسياً في سبيل توحيد العرب، ولأجل ذلك كان يرى نفسه مجبراً دوماً على معارضتنا”، إن ناصر لم يعرف كيف يوفق بين الطموحات الدولية التي يمارسها وحدسه الذي كان يظهر له أن لدى مصر وسائل محدودة في سبيل تحقيقها، فقد كان السوفييت يعتبرون “ناصر” أداتهم الرئيسية في الشرق الأوسط”.

– “أنديرا غاندي“، رئيسة وزراء الهند، “التاريخ سيسجل للرئيس جمال عبد الناصر مساهمته الفريدة فى بعث الشعب العربى. إن ناصر سيظل ذكره خالدا في الهند وفي كل مكان بالعالم حارب فيه الناس من أجل حريتهم، باعتباره قائدا عظيما وسياسيا يتسم بالشجاعة والحكمة”.

– “موشى ديان“، وزير الدفاع الإسرائيلي، “لم تكن قوة عبد الناصر ونفوذه معترفا بهما في مصر وحدها، ولكن في جميع أنحاء العالم العربي”.

– كتب “مايلز كوبلاند“، رجل المخابرات الأمريكي يقول عن عبد الناصر، “إنه لا يتصرف بداعٍ من الحقد أو الهوى أو غير ذلك من الدوافع الدنيا، إنه من أكثر الزعماء جرأة، لا يقبل الرشوة، لكنه لا يؤمن بعلم الأخلاق، متعصّب للمبادئ على طريقته الخاصة، لكنه ميّال للخير العام والإصلاح الاجتماعي، وما أظن أنني التقيت من الزعماء من يفوقه في ذلك”.

– وعلى لسان الصحفي “ويلتون وين” يقول: “لقد كان أول قائد مهزوم يلقى التأييد الجماهيري، وبخاصة في السودان، حيث تمكّن من فرض لاءاته الثلاث، لقد امتلأت البيوت والمحال في الأردن ولبنان بصور ناصر حتى إن كميل شمعون والملك حسين كانا يشعران بغيرة وحنق شديدين”.

ربما يعجبك أيضا