لوبوان : الإخوان المسلمين في أوروبا.. الحكاية بدأت في جنيف

مراسلو رؤية

رؤية

اتهم النائب المصري عبد الرحيم علي الإخوان في مدينة جنيف، بخلق تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش“ وتعرض لرد فعل عنيف من هاني رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان.

يقول يان هاميل، مراسل “لوبوان” الفرنسية، إن الدكتور عبد الرحيم علي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، نشر كتاباً بعنوان “دولة الإخوان المسلمين: أوروبا وتوسع التنظيم الدولي”.

وقد حل ضيفاً في مؤتمر صحفي، يوم الخميس 18 يناير 2018 في جنيف، وذلك بناء على دعوة من قبل نادي الصحافة السويسري.

وتحدث النائب في كلمته عن حقيقة الصلة بين “الإخوان المسلمين” والمنظمات الإرهابية، مثل تنظيم القاعدة وداعش، كما حذر أوروبا من الأهداف التوسعية لهذه المنظمة الإسلامية التي أسسها حسن البنا عام 1928 في الإسماعيلية على ضفاف قناة السويس.

وقال السيد النائب عبد الرحيم علي: “الإخوان المسلمون يمولون أكثر من 250 جمعية في منطقة باريس وحدها، بدعم من قطر وتركيا“ وأضاف: ”هل تعلمون أن المدارس الإسلامية الخاصة في فرنسا تُدرس في مناهجها مادة الجهاد ؟”.

وكان من شأن مقولاته تلك، بحسب “لوبوان”، أن تشعل النار في قاعة نادي الصحافة السويسري، الواقع بالقرب من قصر الأمم المتحدة. حيث ارتفعت أصوات احتجاج أعضاء الجماعة الذين جاءوا بدعوة من هاني رمضان -مدير المركز الإسلامي في جنيف، وحفيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين- الذي وصف الدكتور عبد الرحيم علي بأنه “نائب الجيش ” في البرلمان، وسط هتافات مناوئة أخرى مثل “من المخزي دعوة مثل هذا الشخص هنا في جنيف“.

معاداة الحضارة الغربية

ذلك أن دعوة عبد الرحيم علي بدت لهم بمثابة نوع من الاستفزاز في مدينة جنيف معقل سعيد رمضان صهر البنا الذي استقر بها منذ عام 1958، قادما من سوريا بعد أن غادر مصر هرباً من الاعتقال والسجن.

وكانت مهمة سعيد رمضان (والد كل من طارق وهاني رمضان) هي توسيع دائرة الحضور الإسلامي في أوروبا من خلال إنشاء شبكة من المساجد والمؤسسات الخيرية، والمراكز الدينية.

الجدير بالذكر، أنه في حملة أمنية على ضفاف بحيرة سويسرية في شهر نوفمبر 2001، كانت الشرطة السويسرية قد اكتشفت في فيلا أحد أصحاب البنوك الإسلامية، المشتبه في صلاته بتنظيم القاعدة، وثيقة أُطلق عليها اسم “المشروع”، تحتوي بوضوح على تفاصيل مشروع جماعة الأخوان للتسلل وغزو أوروبا، ثم الولايات المتحدة من أجل ”وضع حد لهيمنة الحضارة الغربية”.

وجهان من وجوه جماعة الإخوان

تم الكشف عن الاستراتيجية السرية للإسلاميين عام 2005 في كتاب “غزو الغرب”.

وفي هذا الصدد قال عبد الرحيم علي: “تسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى إقناع الغرب بموقفهم المعتدل الجديد”.

وأضاف: “لقد اختاروا فرنسا حيث تمكن ممثلوهم من إقامة العديد من الصلات في الدوائر السياسية والثقافية وشبكات الجمعيات غير الحكومية”، مضيفاً أنه ”من المنتظر أن تنقل الجماعة مقرها من لندن إلى باريس”.

كما أشار مؤلف كتاب ”دولة الإخوان إلى كل من هاني وطارق رمضان باعتبارهما ”وجهان هامان من وجوه التنظيم الدولي للأخوان المسلمين“. هاني رمضان هو المسؤول عن سويسرا الناطقة بالفرنسية وشرق فرنسا وعلى الخصوص عن مدينة ليون. أما طارق رمضان، فله دور هام “في أسلمة الأجيال الشابة في أوروبا من خلال خطاب يدعوهم للمشاركة ويشجعهم على التواؤم داخل المجتمعات الأوروبية التي يعيشون بها”.

تهمة الاغتصاب الجنسي

أخذ هاني رمضان الكلمة للتأكيد على أن محمد مرسي انتخب ديمقراطياً وأن الإخوان المسلمين يؤيدون الديمقراطية. وأنهم دأبوا دائما على “إدانة عمليات داعش”، وقال: “أنت تعطينا دروسا في الديمقراطية بينما فرضت حكومة عبد الفتاح السيسي نفسها بقوة السلاح”، وهذه التصريحات تأتي في إطار الترويج لأفكار الإخوان.

هنا ترتفع حدة الحوار ليعلن عبد الرحيم علي أنه لن يجيب على شخص “شقيقه متهم بالاغتصاب” (في إشارة إلى الشكاوي المقدمة أمام القضاء الفرنسي في عام 2017 ضد طارق رمضان). وأردف النائب المصري قائلاً : “ابدأ بتنظيف محيطك الملوث بهذه الفضائح أولاً”.

هذا مما استدعى قيام هاني رمضان ومرافقيه إلى القيام من مقاعدهم وتوزيع المنشورات على الحضور قبل مغادرتهم لقاعة المؤتمرات.

ربما يعجبك أيضا