بعد زيارته للقاهرة وعمان.. لماذا حط “نائب ترامب” رحاله في إسرائيل؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

إلى إسرائيل وصل نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، أكبر الداعمين لقرار ترامب، في إطار جولته الشرق أوسطية، حيث سيجري محادثات مع مسؤولين إسرائيليين وسط مقاطعة فلسطينية، بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي يتابع جولته في المنطقة بعد تأجيل الزيارة لعدة مرات بسبب تداعيات قرار رئيسه دونالد ترامب بشأن القدس. قرار أثار غضبًا شعبيًا ورسميًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا كبيرًا، فضلا عن انتقادات عالمية واسعة النطاق.

انحياز أمريكي

بينس، الذي يعتبر أبرز مسئول أمريكي يقوم بزيارة إسرائيل بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زار القوات الأمريكية على الحدود السورية وسبقها بلقاء مع القيادة الأردنية، وموضوع القدس كان محور المحادثات.

وخلص بينس في النهاية إلى إنه اتفق مع الملك عبدالله الثاني على أنهم مختلفان بشأن القدس، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية ما تزال مهتمة بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق حل الدولتين إن وافق الطرفان على ذلك.

قد تبدو عبارة بينس محايدة لولا أنه استبقها أولا بتنحية ملف القدس جانبا من النقاش. موقف قد يحمل على التساؤل إن بقي فعلا لواشنطن ما يمكن أن تنقذه من حيادية شكلية دأبت على انتهاجها طيلة عقود بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الملك عبدالله الثاني أكد أن القدس هى مفتاح للمسلمين والمسيحيين كما هو الحال بالنسبة لليهود، مفتاح السلام في المنطقة.

مدافعا عن قرار ترامب وباحثا عن رأب الصدع في المنطقة، تحدث بينس عن ضرورة بدء عملية السلام قائلا: ” نحن ملتزمون بمواصلة احترام دور الأردن كمدافع عن الأماكن المقدسة.

أهداف الزيارة

زيارة بينس إلى بعض دول الشرق الأوسط تحمل في طياتها بحثًا عن إذابة الجليد بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومحاولة كسب ود دول الجوار وامتصاص الغضب الذي خلفه قرار ترامب .

بدورها تبحث القيادة الفلسطينية، المقاطعة لزيارة بينس، عن تأييد أوروبي عبر اعتراف رسمي بدولة فلسطين، من خلال  اجتماع محمود عباس مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في بروكسل للتشاور بشأن مجمل التطورات الخاصة بفلسطين.

وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، قال إن زيارة مايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي للمنطقة، تمثل إمعانًا في سياسة الانحياز الأمريكي للاحتلال وممارساته العنصرية، كما تعبر عن حالة العنجهية الأمريكية والعداء المتواصل للشعب الفلسطيني، وتوفر في نفس الوقت الغطاء لجرائم الاحتلال العنصرية.

وحول لقاء عباس اليوم بوزراء خارجية الدول الأوروبية، قال العوض ” إن اللقاء جاء ليؤكد الموقف الفلسطيني الرافض للسياسية الأمريكية والانحياز الكامل لدولة الاحتلال، ويؤكد أن لا قبول بدور أمريكي راع للسلام، وسيطالب برعاية  دولية تكون مهمتها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني تواق لسلام لكن ليس بأي ثمن؛ إنه السلام العادل الذي يعيد حقوقنا، كما سيسعى إلى الحصول على اعتراف دول الاتحاد الأوروبي كافة بدولة فلسطين.

كما علق مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، على رفض عباس لاستقبال بينس، مؤكدا أنه شريك للرئيس الامريكي دونالد ترامب في ارتكاب جريمة حرب وهى ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بالقوة لصالح إسرائيل، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أكد أن عباس أراد إرسال رسالة واضحة للإدارة الأمريكية وهى أنه لا يمكن الثقة بالولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين.

دور شكلي

حرصت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على دور الوسيط في عملية السلام بالشرق الأوسط، بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فمن اتفاقية أوسلو والرباعية الدولية، وإن حافظت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على هذا الدور، إلا أنها دعمت المواقف الإسرائيلية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولم تتخذ أي خطوات عملية في وقف الاستيطان الإسرائيلين وتبعا لذلك لم تطبق إسرائيل أو تلتزم بأي قرار أممين وحتى مع صدور قانون الكونجرس عام 1995 بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، كانت الإدارات الأمريكية تميل لتأجيل هذه الخطوة حفاظا على متطلبات الامن القومي حتى جاءت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إلا أن قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال يكون الرئيس الأمريكي قد أعلن الخروج من سياسة أسلافه والتخلي عن دور الوسيط في الصراع العربي الإسرائيلي الفلسطيني.

موقف ترامب بشأن القدس سبقته خطوات مماثلة كان منها إغلاق مقرات منظمة التحرير الفلسطينية بهدف الضغط على السلطة الفلسطينية، وتصويت مجلس النواب على قانون لقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية وصولا إلى تجميد نحو 65 مليون دولار من مساعدات غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.

عراك داخل الكنيست

الصراع العربي الإسرائيلي انتقل بدوره إلى داخل الكنيست الإسرائيلي الذي شهد عراكا عنيفا بالأيدي بين النواب العرب والحراس خلال إلقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس كلمة أمام البرلمان حول القدس.

رفع النواب العرب لافتات احتجاجية وصورا للقدس تعبيرا عن رفضهم لزيارة بينس للقدس، عندما أشار بينس في كلمته أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي إلى أن السفارة الأمريكية ستفتح بالقدس قبل نهاية العام القادم.

وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي ورئاسة البرلمان (الكنيست) خشيت من أن يقوم النواب العرب بمقاطعة خطاب نائب الرئيس الأمريكي.
هذا وتم تكثيف حراس الكنيست داخل القاعة بالإضافة لوجود حراس أمن أمريكيين لأول مرة. حسبما ذكر التلفزيون الإسرائيلي.
https://www.youtube.com/watch?v=BYakyhD58cM
https://www.youtube.com/watch?v=cwm0scNAXZs

ربما يعجبك أيضا