هوس التغيير يحوّل البشر إلى “مسوخ”

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب 

فراغ أو انعدام ثقة بالنفس أو قلة إيمان أو فضول.. أسباب عدة تحرك شخص ما لتجربة عمليات جراحية خطيرة، لتحقق متعة نفسية أو رغبة غامضة للعيش في جسد جديد وبشخصية يعشقها.

ومن هذا المنطلق طالب العديد من المهووسين حول العالم بإجراء عمليات تجميل لتغير شكلهم ويصبحوا مثل نجومهم المفضلين، من مطربين وممثلين أو حتى شخصيات كرتونية.

نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أمس الخميس قصة لشاب قاده جنونه وتمرده على جسده وعشقه لشخصية “كين” الكارتونية -صديق باربي الشهير- وخاض بسبب ذلك العشق المجنون عمليات تجميل أزالت 4 أضلاع من جسده، واستعان الأطباء بعظام الأضلاع لترميم أنفه وفكه وتصغير مقاس خصره ليصبح شبيه الدمية “كين” ويتمكن من ارتداء القميص الخاص بالشخصية.

وقال المهووس روديجو ألفيس: “ذهبت لزيارة 3 أطباء لأطمئن على تأثير هذه العملية، وحذروني من خطر هذه العملية على أعضاء جسمي، فقد أزلت 12 ضلعًا من أضلاع الجسم، ولا يمكن إزالة الضلوع القريبة من العمود الفقري تفاديا لخطرها وتأثيرها على الحركة.

وتابع: “بعد إجراء العديد من الفحوصات قررت إزالة 6 أضلاع، لكن الأطباء نصحوني بإزالة 4 فقط، أشعر بالسعادة وبأنني الرجل الوحيد في العالم الذي فعل ذلك، قد ينظر الناس للمسألة بأنها أمر غير مثير للاهتمام، ولكنني أختلف معهم جميعًا وأعشق الاختلاف والتميز”.
ووصل ذات الهوس إلى عارضة الأزياء الأوكرانية فاليريا لوكيانوفا التي أغرمت بمظهر الدمية باربي وسعت إلى أن تكون نسخة طبقة الأصل منها.

وفي سبيل غرامها خضعت لمئات عمليات التجميل لتغير شكلها وتصبح مثل الدمية باربي.

وصرحت لوكايانوفا في إحدى الحوارات:”عندما كنت طفلة كنت أستطيع الخروج من جسدي وأذهب في رحلات كونية إلى الكواكب أخرى، وحاليا أستطيع أن التحكم في رحلاتي الكونية ولا أقوم بها إلا عندما أشعر بالرغبة في ذلك”.

وأضافت العارضة والمغنية ذات الـ28 عاماً “خلال السنوات الأربع الماضية بدأت في إعطاء محاضرات في كيفية “التأمل والخروج من الجسد”.

وفي حوار أجراه معها أحد المواقع الأجنبية قالت الفتاة الأوكرنية: “أنا متزوجة من شخص أعرفه منذ أن كنا في المدرسة حيث كان أبوينا أصدقاء وأنا وزوجي قريبين جداً لبعضنا، ولا أود الحديث في هذا الأمر كي لا أدمر له حياته، ولن أنجب أطفال، فبمجرد خروجي من جسدي أتذكر أنني ليست بشر وروحي ليست روحاً بشرياً، لذا لا يجب أن يكون لي أطفال في عالم البشر”.
أما الشابة “سحر تبر” فأوصلها هوسها بأنجيلينا جولي إلى خضوع العديد من عمليات التجميل التي حولتها إلى هيكل عظمي في قناة منها أنها قاربت شكل معشوقتها الفاتنة، ويبدو أن طبيبها خالفه الحظ وحولها إلى “زومبي” أقرب منها إلى أنجيلينا.

ولاقت سحر العديد من الانتقادات بسبب شكلها الجديد “المخيف”.

وأنفق مؤلف الأغاني الشاب “توبي شيلدون”، أكثر من 100 ألف دولار على 5 عمليات تجميل، كي يشبه المغني “جاستين بيبر”، وهو ما يفسره علماء النفس بأنه تصرف يهدف إلى جذب الانتباه، وإثاره الإعجاب وتحقيق الشهرة عن طريق الاقتراب إلى ملامح المشاهير.

وأقدم “معجب” بالفنانة نانسي عجرم على إجراء عمليات تجميل كثيرة بهدف الحصول على إطلالة مشابهة لنجمته المفضلة، فأجرى عمليات كثيرة لأنفه ثم عملية تجميلية لخدّيه، وبدأ الناس يشبهونه بالفنانة اللبنانية، ما دفعه إلى حقن شفتيه بـ”البوتوكس”، وإجراء عمليات أخرى، وأكّد الشاب أنّه لا يخاف من عمليات التجميل، بل يشعر بالفرح عندما يشبّهه الناس بنانسي.

وبحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية  فإن جوردان جيمس بارك، أحد المتيمين بكيم كارديشيان، أنفق 150 ألف دولار في تغيير وجهه وحاجبيه وشكل عينيه وكذلك “نفخ شفتيه” ليصبح شبه عشيقته كارديشيان.

وقال بارك البالغ من العمر 23 عاما:”أحب أي شيء يتعلق بكيم، هي المرأة الأكثر جمالا على مر التاريخ، فبشرتها مثالية وكذلك شعرها، كل شيء بها”، وأضاف:”أضحك حينما يحاول الناس إهانتي بوصفي أنني بلاستيك ونسخة مزيفة، هل تعتقدون أنني فعلت ذلك لأحصل على المظهر الطبيعي؟ حتى وإن كان ذلك فإنني سأطلب أموالي”.
ولم يقف حد الهوس إلى التشبيه بالمطربين والممثلين، بل تعداه إلى التشبه بالحيوانات المحببة، ومن العجيب أن نجد لذلك الأمر “الشاذ” تبرير نفسي بداخل الشخص المتحول.

جوكلين ويلدنستين، أنفقت مايقارب 4 ملايين دولارًا على عمليات التجميل فى طريقها للتحول إلى شكل أقرب من القطط التى تعشقهم، وتعتقد في قرارة نفسها أنها في الأصل قطة وأن الأطباء وجدوا بداخلها خللا جينيا يشبه القطط، وتمشي على ركبها وتقلد القطط في حركاتهم.
وتطور الأمر من البشر إلى الحيوانات إلى الجن والأشباح، فقد قرر شاب أرجنتيني أن يحول شكله إلى جني مشابه لما يظهر في أفلام الخيال العلمي، وذلك بعدما أنفق آلاف الدولارات.

أكد لويس بادرون، 25 عامًا، أنه أصبح مهووساً بالكائنات الخارقة للطبيعة كالجان والملائكة، بعد تعرضه للتنمر عندما كان طفلاً.

وعانى “بادرون” كثيرا بسبب لون شعره الغريب ونمط ملابسه المختلف عن باقي أقرانه، الأمر الذي اضطره أن يعيش وحيدا، وكان يمضي أوقات فراغه في قراءة القصص الخيالية وتقليد شخصياتها.

وأصبح “بادرون” مهوسا بالشخصيات الخيالية، مع نهاية الدراسة الثانوية وقرر أن يعيش حياتها، وذلك بإجراء التغييرات اللازمة لهذا الهدف.

خضع لعدد من العمليات الجراحية، من بينها جراحة للأنف، وعمليات بالليزر لتبييض الجلد، بالإضافة إلى شفط الدهون من منطقة الفكين، وأكثر من 40 عملية لحقن البوتوكس، ناهيك عن عملية لتغيير لون عينيه من البني إلى الأزرق الكريستالي، بحسب موقع “ديلي ميل” البريطاني.
https://www.youtube.com/watch?v=4e2CL1ceEJg
https://www.youtube.com/watch?v=PF_Hd844HRw

ربما يعجبك أيضا