ماسبيرو (4) …رؤية للتطوير

هيثم البشلاوي

هيثم البشلاوي

بعد أن تناولنا أهداف وضوابط ومستويات الطرح المستهدف ومقدمات رؤية التطوير، نستكمل في ختام تلك السلسلة بقية النموذج المستهدف من هيكلة بقية قطاعات ماسبيرو لنقف بذلك على رؤية متكاملة الأركان لهيكل هذا المقترح بستعرض مجمل الطرح المتمثل في ميلاد أربع كيانات مستقلة كالتالي:

1- الأمانة العامة للاتحاد:
وتتكون بدمج كل من قطاع رئاسة الاتحاد وقطاع الأمانة.

2- هيئة الإعلام القومي:
وقد تم تقسيم هيكلها الفرعي إلى شبكتين إحداهما للتلفزيون والأخرى للإذاعة.

أ‌. شبكات التلفزيون.
وتنقسم في هيكلها إلى شبكة التلفزيون المحلية وأخري متخصصة وقد سبق وتم استعراض مقترح شبكات التليفزيون تفصيلا

ب. شبكة الإذاعة العامة:
وهي بمثابة الذراع الإذاعي لهيئة الإعلام القومي المقترحة ويتم من خلالها إدارة وبث الإذاعات السابق وجودها في قطاع الإذاعة، ولكن ستكون هناك إدارة بالمشاركة في بعض إذاعات الشبكة العامة وقنوات الشبكة المحلية، مثل: الإذاعات الإقليمية والتي يقترح دمجها هي الأخرى، بحيث يتم دمج إذاعة شمال وجنوب سيناء والقنال في أثير واحد، ودمج إذاعة شمال وجنوب الدلتا في أثير، ومطروح والإسكندرية في أثير واحد، وشمال وجنوب الصعيد في أثير، مع الإبقاء على إذاعة الوادي الجديد ذات الطابع الخاص، وجميع تلك الإذاعات بعد الدمج ستنسق مع القنوات المحلية التي ستعمل معها ضمن إطارها الجغرافي. وقناة القرآن الكريم التي ستتحول لقناة فضائية تتبع الأزهر الشريف لتوحد البث مع أثير الإذاعة الحالي. ويضاف إلى ذلك انتقال الإذاعات الموجهة للخارج وإذاعة “صوت العرب” و”الشرق الأوسط” من الشبكة العامة إلى وكالة الأخبار التي سيتم تناولها لاحقًا.

3- وكالة الاخبار الدولية:
تتمثل رؤية تطوير قطاع الأخبار في اتحاد الإذاعة والتلفزيون بضرورة انفصاله بالكامل عن هيكل الاتحاد، وتحويله إلى وكالة إخبارية دولية ذات شخصية اعتبارية مستقلة، ويعتبر هذا المقترح هو أحد أهم أهداف رؤية التطوير المطروحة.

ولتفعيل هذا الطرح بشكل عاجل لابد من استغلال البنية التحتية القائمة لقطاع الاخبار بالتلفزيون المصري والبناء عليها، وذلك بعد الفصل وإعادة الهيكلة لتكون كل إمكانيات قطاع الأخبار بمثابة النواة للوكالة المستهدف إنشاؤها، لتكون قنوات قطاع الأخبار (قناة النيل الإخبارية الناطقة بالعربية, قناة النيل الإخبارية الناطقة بالإنجليزية) تابعين لوكالة الأخبار الجديدة، ويقترح قطع الإرسال عبر تلك القنوات وتدشين سلسلة قنوات إخبارية جديدة باستغلال وتطوير البنية التحتية القائمة للقنوات القديمة، وينطلق بث شبكة القنوات الجديدة ويقترح كمرحلة أولى قناتين إحداهما ناطقة بالعربية، والأخرى بالإنجليزية وقناة خاصة بأفريقيا، على أن تكون المرحلة الثانية لقنوات ناطقة بالفارسية والتركية والعبرية كما يقترح ضم إذاعة صوت العرب والشرق الأوسط وراديو مصر إلى الوكالة كمنبر إذاعي موجه للشرق الأوسط، على أن يتم توسيع بثها ليغطي المنطقة العربية بالكامل، كما  يشمل الطرح توظيف الإذاعات الموجهة للخارج بعد التطوير وتحديث آلياتها كموجات.

ولتخفيض تكلفة إنشاء شبكة مكاتب للوكالة حول العالم، نقترح تخصيص مكاتب لها باستغلال مكاتب الهيئة العامة للاستعلامات والتوسع معها في فتح المكاتب التي تم إغلاقها في الفترة الأخيرة بالشراكة بين الوكالة والهيئة مع استقلال عمل كل منهم مع تكليف السفارات المصرية بالسعي للحصول على كل التسهيلات والتصريحات الخاصة بعمل الوكالة بالخارج.

ويمكن أن يتكامل هذا الطرح بالدمج الجزئي مع مؤسسة الأهرام التي تصدر أعرق الصحف المصرية بثلاث لغات (العربية, الفرنسية, الإنجليزية)، لتصدر تلك الصحف بعد تطوير المحتوى بشكل يومي في كل من فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة.

ضرورة هيكلة شكل ومحتوى مجموعة المواقع الإلكترونية الخاصة بالوكالة لتكون صادرة بأكثر من لغة  مع تواجد منصات الوكالة بقوة على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويمكننا أن نضع تصورا أوليا لهيكل ومسمى تلك الوكالة المقترحة بكونها ستصدر تحت اسم الأهرام لما كانت تمتلكه تلك المؤسسة العريقة من ثقل دولي وإقليمي، وحال تطبيق ذلك يكون لدى مصر وكالة إخبارية مالكة لإصدارات صحفية بأكثر من لغة ومركز للدراسات وشبكة قنوات إخبارية ناطقة بأكثر من لغة ومنصات إلكترونية لجميع ما سبق.

إداريا نعتقد أن الدمج ممكن خاصة إذا تم إعداد هيكل مالي مستقل للوكالة يحافظ على الحقوق المادية لطرفي الدمج (مؤسسة الأهرام, وقطاع الأخبار) خاصة في مرحلة التأسيس، حتى يتم الدمج الكامل بينهم.

4- مدينة الإنتاج الإعلامي:
وهي كيان قائم بذاته فعليًا، وسيظل كذلك في سياق الطرح، فالاتحاد يسهم في المدينة بنسبة 42%، ويضيف المقترح عليها دمج قطاع الإنتاج بالاتحاد وشركة “صوت القاهرة” المملوكة للاتحاد بنسبة 100%، وذلك بضم نشاطها الإنتاجي المتمثل في الاستديوهات التي تتبع إدارتها، وبذلك تتحول العلاقة بين الاتحاد والمدينة من الشراكة إلى الفصل الإداري الكامل مع التنسيق الإعلامي المشترك فيما يخص الإنتاج والخدمات اللوجستية، وتكون مسئولية المدينة أوسع من دورها الحالي لتكون هي المسئولة على الإنتاج السينمائي والدرامي الضخم الذي يعبر عن مصر ويعيدها إلى جدارتها، وبهذا التوحد والدمج يمكن الزعم بأن المدينة ستكون أكبر منصة إنتاج في الشرق الأوسط بلا منازع، على أن يتم الحفاظ على الشخصية الاعتبارية للمدينة كما هي مستقلة.

5- وكالة الدعاية والإعلان:
ويدمج فيها القطاع الاقتصادي القائم حاليًا وإدارة التسويق بشركة القاهرة المملوكة للاتحاد، على أن يتم الاحتفاظ باسم “صوت القاهرة” كعلامة للوكالة وللحفاظ على مسمى الشركة السابق في شكل مختلف، على أن يكون مقرها الحالي هو مقر للوكالة المقترحة، كما يدمج بها قطاع المجلة وتصدر عنها، وتتولى الوكالة الترويج للقنوات المختلفة وإنتاج المدينة السينمائي والدرامي من خلال تخصيص إدارات داخل الوكالة تتنافس فيما بينها لتحقيق عوائد أكبر للحصول على مكافآت مالية، كما يستهدف الطرح توسيع دائرة عمل الوكالة حتى تستطيع التسويق ورعاية المهرجانات السينمائية.

أما فيما يتعلق بقطاع الهندسة الإذاعية والأمن كإدارات معاونة فإن الطرح المستهدف يوزع مهام تلك القطاعات على الكيانات الأربعة السالف ذكرها، وتخضع لإدارتها بشكل لا مركزي.

وختاما: نعود لنؤكد أن هذا الطرح في إجمال فكرته يجسد  ضرورة ميلاد كيان إعلامي قوي يليق بتاريخ مصر ومستقبلها. يمكنها من امتلاك أدوات التأثير والانتشار للحفاظ على شخصيتها الوطنية والعربية، بمواجهة محاولات اختراق هويتها وبنيتها الاجتماعية.

ربما يعجبك أيضا