“تعز”.. كلمة السر في دحر المشروع الحوثي في اليمن

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

أخيرا بعد سنوات من الحصار، أطلقت قوات الشرعية ممثلة في الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وبدعم من التحالف العربي، حملة لفك الحصار عن مدينة تعز عاصمة اليمن الثقافية والحضارية، ولتحرير ما تبقى من المحافظة اليمنية.

الكثير من قادة اليمن ونخبتها السياسية ينحدرون من تعز الأمر الذي كان يشكل “بحسب مراقبين”، “عقدة ودرعا حصينا ضد أي مشروع انفصال بين شمال اليمن وجنوبه”.

ومنذ ثلاث سنوات يحاصر الحوثيون مدينة تعز، التي تخضع معظم أحيائها لسيطرة قوات الجيش والمقاومة الشعبية. وفي أغسطس/آب 2016 تمكنت قوات الجيش من كسر الحصار جزئيا من الجهة الجنوبية الغربية.

لذا فتأخر فك الحصار عن تعز رغم مالها من ثقل استراتيجي أدى إلى تأخر الحسم العسكري في المعركة ضد الحوثيين، وبالتالي استمرار مليشيات الحوثي الإيرانية في مخططها التخريبي في الأراضي اليمنية.

ولهذا فتحرير محافظة تعز لن يساعد فقط في عملية الحسم العسكري في وسط اليمن وإنما سيساعد على دحر المليشيات الانقلابية الحوثية في العاصمة المحتلة صنعاء، ومحافظات الشمال وصولا إلى صعدة معقل الحوثيين.
التقدم الميداني

وكانت قوات الجيش اليمني، بإسناد من طيران التحالف العربي، حررت مواقع وعدة قرى وتلال جبلية، في الجبهتين الشرقية والغربية.

منها قرية الدار، وتبة ياسين والقرن شمال غربي جبل هان باتجاه الربيعي، غرب المدينة. كما أحكم الجيش قبضته على أبعر وقرية الصرمين، بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين، والطريق الرابط بين صالة والزيلعي، وتحرير منطقة وتبة الكريفات شرق تعز، ومزارع البيضاني في الدبح، وقرية الخور شرق جبل المنعم غرب تعز

وشهدت تعز مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والمتمردين في المحور الشمالي الغربي لمدينة تعز، وتركزت الاشتباكات في محيط معسكر الدفاع الجوي وجبل الوعش.

فيما قال قائد اللواء 35 مدرع العميد ركن عدنان الحمادي إن الجيش حقق تقدما كبيرا في جبهة الصلو بريف تعز، حي تم تحرير تحرير تبة المنيا وقرى الحود والصافح والزنح والضعة والثدل والعقيبة والشرف ولم يتبقى للمليشيا سوى جيوب بسيطة في أطراف الصلو باتجاه مديرية دمنة خدير وجاري التعامل معها .

وفي شرق تعز أيضا، حرر الجيش اليمني، تبة اللوزم.

ونقل الموقع الإخباري للجيش اليمني، أن مواجهات ضارية تدور في جبهة جبل حبشي، غرب تعز، في منطقة شرف العنين ومنطقة الصراهم والتباب المطلة على الرمادة، حيث يسعى الجيش إلى استعادة تلك المناطق وقطع الخط الرابط بين تعز والحديدة في الرمادة.

مؤكدا أنه خلال الساعات القادمة سيعلن بيان تحرير مديرية الصلو بالكامل، وسيكون الهدف القادم تحرير مديرية خدير من قبضة المليشيات الإنقلابية.

وكما تعز، جاء التقدم أيضا في جبهة حيس بعد استكمال تحرير منطقتي النجيبة والهاملي شمالي موزع، بالإضافة إلى تطهير جيوب الميليشيات في قرى ومناطق شمالي مديرية المخا غربي تعز.

أهمية تعز الاستراتيجية

وتعز مدينة يمنية في المرتفعات الجنوبية، وتقع في سفح جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه نحو 3000 متر وهي تبعد عن العاصمة صنعاء 256 كم، وهي مركز محافظة تعز أكبر محافظات اليمن سكاناً، وتعد ثالث مدينة يمنية من حيث عدد السكان حيث بلغ عدد سكان تعز وفقاً لنتائج التعداد السكاني لعام 2004م 458,933 نسمة

تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء المخا الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي والذي يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية

فتحرير محافظة تعز يسهل من عملية السيطرة العسكرية للقوات الموالية للشرعية على كامل الساحل اليمني والمنافذ البحرية المطلة على البحر الأحمر وعلى كل المنافذ الأخرى على خليج عدن وبحر العرب.

وتيسر استعادة تعز أيضا عملية تأمين المناطق المحررة وتعزيز المكاسب التي حققتها القوات الموالية للشرعية بتطهير المحافظات الجنوبية من ميليشيا الحوثي مثل عدن ولحج عبر تأمين الطرق المؤدية إلى الجنوب.

وتكتسي تعز أهمية سياسية وديمغرافية، فبسبب الثقل السكاني في المحافظة والذي يبلغ نحو 5 ملايين نسمة.

فتح جبهات تعز وفك الحصار عنها وتحريرها، يعني أن مشروع اليمن الاتحادي سينتصر، لأن تعز تمثل صمام الأمان ليس فقط لوحدة اليمن ولكن لضمان نجاح المعركة الحضارية والثقافية والمدنية والعقائدية ضد المشروع الكهنوتي الحوثي الإيراني.
 
https://twitter.com/ShbaabYemen/status/958051063747301377
https://www.facebook.com/mcaxtaiz/videos/1597901730297566

ربما يعجبك أيضا