هل أشعل “ترامب” فتيل الحرب التجارية مع أوروبا؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

حربٌ تجارية تلوح في الأفق أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سواء بقرارات حمائية أو بتصريحات نارية لقيت ردود أفعال من أكبر الشركاء التجاريين.

فالمفوضية الأوروبية أعلنت أنها سترد بسرعة وبشكل مناسب على أي قيود تجارية قد تخضع لها صادرات من قبل الولايات المتحدة.

ترامب يطالب بتجارة عادلة

منذ ظهور دونالد ترامب على الساحة السياسية، وهو يطالب دائما بوجود تجارة عادلة مع الشركاء التجاريين، لا سيما أن الولايات المتحدة تعاني عجزًا في الميزان التجاري بـ514 مليار دولار في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2017، تستحوذ الصين على ثلثي العجز بينما الاتحاد الأوروبي يستحوذ على 25% من العجز تقريبا.

وهذا ما دفعه إلى إعلان أن لديه الكثير من المشكلات مع أوروبا، مشيرًا إلى وجود صعوبة شديدة لتصدير المنتجات الأمريكية إلى دول الاتحاد مقابل سهولة دخول المنتجات الأوروبية إلى أمريكا، بل ومن غير ضرائب أو تعريفات جمركية منخضفة، واصفا ذلك بأنه أمر غير عادل.

وفي يناير الماضي، وقع ترامب قانونًا يفرض تعريفات جمركية بنسبة 30% على الألواح الشمسية والغسالات الكهربائية التي يتم استيرادها ضمن أول قيود تجارية تفرضها الإدارة الأمريكية من جانب واحد في إطار برنامج أوسع للحماية التجارية، حتى من الأصدقاء والحلفاء.

فرض تعريفات جمركية صارمة على واردات الألواح الشمسية والغسالات خطوة تهدف أساسًا إلى كبح الواردات من آسيا، لكنها الأولى ضمن سلسلة من إجراءات إنفاذ قواعد التجارة خلال الشهور المقبلة.

ومن أجل “أمريكا أولًا”، أوضح ترامب خلال فعاليات منتدى “دافوس” الاقتصادي العالمي “سننفذ قوانينا التجارية ونعيد النزاهة إلى النظام التجاري. فقط بالإصرار على تجارة عادلة ومتبادلة، يمكننا أن نخلق نظاما ناجعا ليس فقط للولايات المتحدة بل لجميع الدول”.

حرب تجارية عبر الأطلنطي

بعد تهديد دونالد ترامب بالتصدي للاتحاد الأوروبي بشأن ما يصفه بسياسته التجارية “غير العادلة تمامًا” و”المضرة” تجاه بلاده، حذر الاتحاد الأوروبي من أي إجراءات تقييدية لصادراته، لافتاً إلى أنه “مستعد للرد بسرعة وبشكل مناسب”.

الاتحاد الأوروبي يتحرك في منظومة التجارة العالمية من منطلق قاعدة “التجارة يمكن ويجب أن تكون مربحة للجميع”، رافضا أن تكون السياسة التجارية لعبة يكون فيها رابحون وخاسرون، لذلك يتمسك بأن تكون التجارة مفتوحة ومنصفة وترتكز على قواعد.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يلتزم الاتحاد الأوروبي بالنظام الاقتصادي المتعدد الأطراف القائم وتدعمه منظمة التجارة العالمية.

ومؤخرًا، وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقيات تجارة حرة مع كل من كندا، واليابان، ويستعد لمحادثات بهذا الشأن مع أستراليا ونيوزيلندا، كما أنه يرغب بتقوية علاقاته التجارية مع أمريكا اللاتينية.

في نهاية المطاف، يحاول ترامب تحقيق وعوده الانتخابية والتي كان قلب شعارها “أمريكا أولًا”، مع المطالبة بتجارة عادلة ونسف الاتفاقيات التجارية المعمول بها منذ عقود.. فهل ينجح في ذلك؟

ربما يعجبك أيضا