5G.. ثورة في عالم تكنولوجيا الاتصالات

حسام عيد – محلل اقتصادي

في عصر التكنولوجيا، تتسابق الدول والشركات ومعامل ومراكز الأبحاث في التطوير والاختراع والابتكار، حتى لا تكاد تظهر تقنية جديدة ينبهر الناس بها إلا وأعلن عن تقنية أخرى أحدث وأفضل من التقنية التي قبلها.

ويعتبر قطاع الاتصالات العصب الحيوي لبقية القطاعات وصلة وصل “لا غنى عنها” بين الشعوب، تتضافر كافة الإمكانات وتكثر التجارب عبر العالم في خدمة الانتقال التقني السريع، فمن خدمة 2G إلى 3G مروراً بالجيل الرابع من أجيال الاتصالات اللاسلكية الخليوية، يستعد العالم لاستقبال خدمة الجيل الخامس التي ستشكل ثورة في عالم تكنولوجيا الاتصالات.

تكنولوجيا الجيل الخامس

تمثل شبكات الجيل الخامس الجيل التالى من الاتصالات المتنقلة، وتبشر بسرعة تبلغ بالمتوسط واحد جيجابت فى الثانية على الأقل.

وتتضارب المعلومات حول الفترة الزمنية المحددة التي ستشهد إطلاق شبكة 5G، ففي حين تتوارد تحليلات بأن دولاً مثل كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية تعمل حالياً على اتصالات فائقة السرعة، وهي تستعد لإطلاق خدمة الجيل الخامس خلال 2018، تشير توقعات مناقضة إلى أن تكنولوجيا 5G لن تبصر النور قبل عام 2020.

وتوقعت شركة الاتصالات الأمريكية العملاقة “إيه.تي.أند تي” أن تصبح أول شركة اتصالات في الولايات المتحدة تتيح خدمة اتصالات الجيل الخامس في نحو 10 مدن أمريكية بنهاية 2018، وبدء تقديم التكنولوجيا الجديدة للشركات من مختلف الأحجام وفي جميع القطاعات.

مميزات 5G:

– السرعة العالية في نقل البيانات التي ستتراوح ما بين 1Gbps و10Gbps ما يعني عشرة أضعاف سرعة الجيل الرابع 4G؛ من خلال هذه السرعة العالية يمكن تنزيل عدة أفلام بجودة عالية في أقل من دقيقة.

– سيقل زمن الاستجابة (استجابة الأجهزة لبعضها) إلى 1ms، وهو أقل بعشر مرات من الوقت المستغرق في 4G والذي يصل إلى 10ms.
– نطاق ترددي واسع بما يسمح بالاتصال بين أكبر عدد ممكن من الأجهزة لأكبر فترة زمنية ممكنة.

– تمكين عدد كبير جداً من الأجهزة المتصلة ببعضها بما يسمح بتحقيق تقنية إنترنت الأشياء IoT التي تتطلب الاتصال بآلاف الأجهزة ببعضها البعض.

– إتاحة الشبكة على الدوام بنسبة 99.999%، بحيث تصبح الشبكة متوافرة بشكل مستمر بدون أي عوائق، ما يعني استمرارية اتصال الأجهزة ببعضها دون أي انقطاع.

– توفر التغطية بنسبة 100% في جميع الأماكن بحيث تمكن الاتصال بالشبكة بأي مكان وفي أي زمان.

وبسبب التغييرات الجذرية والكلية في تصميم وتصنيع الأجهزة الإلكترونية الداعمة لتقنية الجيل الخامس، ستصبح جميع الأجهزة الإلكترونية الحالية غير صالحة للعمل مع التقنية الجديدة للجيل الخامس 5G.

ومن أهم التقنيات التي ستتمكن من العمل تحت مظلة شبكة الجيل الخامس 5G هي:

– D2D communication (اتصال جهاز إلى جهاز)، وتعني اتصال أجهزة الموبايل القريبة من بعضها البعض مباشرةً دون الحاجة إلى وسيط برج شركة الاتصالات.

-M2M communication (اتصال آلة إلى آلة)، وتعني اتصال الأجهزة والآلات الإلكترونية ببعضها البعض مباشرةً وبشكل آلي دون الحاجة إلى تدخل الإنسان؛ ومثال تطبيقي لهذه التقنية هو يمكن قراءة عداد الكهرباء الذكي بشكل آلي وإرسال البيانات إلى الجهة المختصة مباشرةً.

-IoT أو إنترنت الأشياء، وهو الجيل الجديد والقادم من الإنترنت، وتهدف هذه التقنية إلى تمكين اتصال أي جهاز بأي جهاز آخر في أي مكان وفي أي وقت. ومن المتوقع أن يصل عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى 35 مليار جهاز في عام 2020.

– V2V communication (اتصال مركبة إلى مركبة)، وهي اتصال جميع المركبات ببعضها البعض وتبادل المعلومات فيما بينها، وتهدف هذه التكنولوجيا إلى تجنب الحوادث والازدحام المروري وذلك من خلال تواصل المركبات مع بعضها وتبادل معلومات المكان والسرعة.

وتعتبر نوكيا وكوالكم وإريكسون وسامسونج من أشهر الشركات المستثمرة والعاملة في تقنية الجيل الخامس.

تطوير البنية التحتية للشبكات اللاسلكية

يشير أحدث تقرير نشره مركز SNS للأبحاث إلى أن الإنفاق على أجهزة الأجيال الثانى، والثالث، والرابع، من الاتصالات المحمولة، قد انخفض عام 2017 بمعدل 4%، ليصل إلى نحو 53.8 مليار دولار.

ويتوقع التقرير، أن تؤدى الاستثمارات فى ترددات، وشبكات الجيل الخامس، إلى إنعاش السوق من جديد، بحيث تعود المؤشرات السوقية إلى النمو الإيجابى، بنسب تقدر بنحو 2% معدل نمو سنوى مركب بين عامى 2017 و 2020.

وبحلول عام 2020، فإنه من المتوقع أن يشكل الإنفاق على شبكات الجيل الخامس، ما يقرب من 5% من إجمالى الإنفاق على البنية التحتية للشبكات اللاسلكية.

وسيزداد هذا الإنفاق إلى 40% بنهاية عام 2025، بسبب الاستثمارات الكثيفة فى الترددات الجديدة، فضلا عن البنية التحتية الأساسية اللازمة للشبكات.

وتشير تقارير متخصصة إلى أن الجيل الخامس سيسهم في تمكين حجم استثماري عالمي يُقدر بـ12.3 تريليون دولار بحلول العام 2035.

ومن جانبها، قامت شركة إريكسون بتصميم نظام موجات راديو دوت لتقنية الجيل الخامس، وهي خلايا راديوية صغيرة مصممة لتلبية متطلبات أداء الاتصالات المتنقلة ذات النطاق العريض المتقدم التي تحتاجه تقنية الجيل الخامس.

وستبدأ التجارب في محطة راديو دوت لتقنية الجيل الخامس في أواخر العام 2018 وستكون متاحة تجاريا في العام 2019.

أول تطبيقات الجيل الخامس في الإمارات

في الإمارات، بدأت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات تطبيق تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة الدولية (IMT2020)، المعروفة بالجيل الخامس (5G)، وسيباشر المشغلون المرخص لهم لشبكات الهاتف المتحرك في تهيئة البنية التحتية للتعامل مع مستلزمات المرحلة المقبلة ابتداء من مطلع عام 2018، بما يتضمن استخدام نطاقات الطيف الترددي المنسقة وتطوير البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على نحو كبير.

ويسمح هذا التطور بتسهيل تطبيق التوجهات الاستراتيجية العليا لدولة الإمارات، بما في ذلك دخول عصر الثورة الصناعية الرابعة وفي القلب منها الذكاء الاصطناعي والمدينة الذكية وإنترنت الأشياء، فضلاً عن التعامل مع التدفقات الهائلة للبيانات فيما بين الآلات (M2M) وإنترنت الأشياء (IoT).

من جانب آخر، يساعد التحول نحو الجيل الخامس في تمكين الإمارات من تحقيق مستهدفاتها على صعيد التنافسية العالمية، لا سيما هدفها المعلن في بلوغ المركز الأول عالمياً في الخدمات الحكومية الذكية، وأحد المراكز العشرة الأولى في جاهزية البنية التحتية لتقنية الاتصالات والمعلومات.

فيما تعتزم شركة “دو” إطلاق أول تطبيقات شبكة الجيل الخامس للجهات الحكومية والإبداعية خلال الربع الأول من 2018.

الخطوة تستهدف الجهات الحكومية والإبداعية التي تتطلع لوجود منصات فائقة السرعة لتطوير تطبيقات جديدة، في ظل غياب أجهزة طرفية (هاتف متحرك، جهاز لوحي، كمبيوتر شخصي) تدعم تقنية الجيل الخامس الجديدة.

ربما يعجبك أيضا