حرب المذكرات تشعل السجال الأمريكي بشأن التدخل الروسي

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يحتدم الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين، وذلك بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي على نشر مذكرة لنواب ديمقراطيين، رداً على مذكرة كتبها نواب جمهوريون في لجنة المخابرات التابعة للمجلس.

حرب المذكرات

 مذكرة الجمهوريين المؤلفة من أربع صفحات اتهمت مكتب التحقيقات الاتحادي “إف بي آي” ووزارة العدل بالتحيّز في المراحل الأولى من التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية واحتمال تواطئها مع حملة ترامب.

لكن الوثيقة، من ناحية أخرى فيها بيانات من شأنها تعقيد الجهود المبذولة لتقويض التحقيق الذي يقوده المحقق الخاص روبرت مولر.

وفي خضم هذه المعمعة السياسية لا يكف الطرفان عن اتهام بعضهما بعضاً باتهامات تصل إلى حد العمالة بل وحتى الخيانة.

فبعد أيام من الشد والجذب بين نواب من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس وتحذيرات لم تفلح من مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي أي” ووزارة العدل قرر الرئيس الأمريكي رفع السرية عن مذكرة أعدها الجمهوريون ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب تتهم مكتب التحقيقات ومسؤولين بوزارة العدل بإساءة استخدام سلطاتهم عندما استصدورا أمرًا بمراقبة عضو في حملة ترامب الرئاسية بناء على معلومات لم تكن مؤكدة فيما يعرف بملف روسيا.

في المقابل يرى الديمقراطيون أن نشر وثيقتهم السرية ستكشف الحقيقة بحسبهم، ولا يخفون قلقهم من استغلال مذكرة الجمهوريين لإقالة مسؤولين كبار في الشرطة الفيدرالية ووزارة العدل .

ويقول الديمقراطيون إن المذكرة تدفع إلى عرقلة التحقيق الذي يقوده المدعي المستقل روبرت مولر.

ترامب ينتقد بشدة

ترامب كدأبه انتقد بشدة الديمقراطيين ورئيس الفريق آدم شيف، كبير الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس النواب.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر “آدم (شيف) يترك جلسات الاستماع المغلقة باللجنة ليسرب معلومات سرية بشكل غير قانوني. يجب إيقافه”.

وفي سياق التحقيق نصح محامون ترامب بعدم لقاء المدعي مولر وهو ما قد يؤدي إلى معركة قانونية أمام المحكمة العليا الأمريكية لإجبار ترامب على الإدلاء بشهادته بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

أين وصل التحقيق ؟

المؤسف في الأمر أنه وبحسب مراقبين وخبراء أنه لم يعد هناك ثقة في المؤسسات الأمريكية لا الكونجرس ولا مكتب التحقيقات، ولم يعد بوسع أي مؤسسة أمريكية التدخل لحسم هذه القضية.

وفي هذا السياق يسعى ترامب إلى تحويل القضية إلى قضية “مصداقية”، إلا أن السؤال لم يعد كيف بدأ التحقيق،وإنما إلى أين انتهى التحقيق ؟ في ظل وجود معلومات موثوقة حول تورط أشخاص صدر بحقهم أوامر قضائية.

بينما ترامب يعود من حيث بدأ التحقيق، وهنا يعيد إلى الأذهان الحقيقة التاريخية التي كانت تقول بأن الديمقراطيون لا يثقون بالـ “إف بي أي”، قبل أن تنعكس الأمور ويصير الجمهوريون اليوم أكثر عداءً ضد القانون وهو ما قد يحدث انقساماً داخل معسكر الجمهوريين.

الجمهوريون.. والمصالح الانتخابية

أوقات عصيبة يعيشها الجمهوريون هذه الأيام داخل أروقة السياسة الأمريكية ولا سيما الكونجرس ووقوف بعض القيادات لحسابات انتخابية.

تاريخياً، الجمهوريين كانوا متحدين أكثر من الديمقراطيين، فالجمهوريون وبحسب خبراء يفضّلون الوحدة حينما تقترب الانتخابات.

لذلك ليس غريباً أن يقف الجمهوريون داخل الكونجرس إلى جانب الرئيس ترامب، رغم أنهم أنفسهم من قالوا قبل عامين أن ترامب لن يكون رئيساً .

المؤسف أن جمهوريون قرروا الخروج من المجلس بسبب “الأوقات العصيبة” التي يعيشها المجلس، قبل أن يعلن بعضهم عدم نيتهم الترشح مرة أخرى هذا الخريف.  

ربما يعجبك أيضا