الانتخابات النيابية.. اشتباك سياسي يشعل الشارع اللبناني

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ثلاثة أشهر تفصلنا عن الانتخابات النيابية في لبنان التي ستكون ساحة سجال وجدال بين الأحزاب والقوى اللبنانية على اختلاف تياراتها وتحزباتها.

اشتباك سياسي يشعل الشارع

قبل ثلاثة أشهر من الاستحقاق الانتخابي المزمع عقده في مايو المقبل بلبنان، انطلقت المعارك الانتخابية بين الأحزاب والقوى اللبنانية ترجم بعضها إلى مواقف عالية النبرة والمناوشات في الشارع وعبر الإطارات المحترقة وقطع الطرق.

معركة سياسية بدأت بالفعل إذ سيحاول كل تحالف للقوى بين تقليدي وغيره حشد الجهود واستقطاب الولاءات وكسب الناس بشعارات متباينة من الدينية والطائفية والمذهبية والقومية وغيرها، بل وحتى استحضار خطابات الحرب، كما يقول ناشطون.

ساعاتٌ قليلة كانت كفيلة بوضع لبنانَ على حافةِ أزمةٍ مفتوحة.. مناصرو رئيس البرلمان نقلوا احتجاجاتِهم إلى الشارع ومعها تحولتِ العديدُ من المناطق إلى صفيح ساخن.

 لغة طائفية تم استحضارُها سريعاً إلى الأزمة .. الاشتباكُ ألقى بظلالٍ من الشكِ على الانتخاباتِ النيابية إلى جانبِ الأوضاع الأمنيةِ والاقتصادية، كما أرسل إنذاراً حول مصيرِ الحكومة واضعا خطا أحمرَ لعهدِ عون.

قانون النسبية.. اختبار صعب

لبنان أمام امتحان كبير مع أول تطبيق لقانون الانتخابات الجديد الذي تم إقراره في ظروف سياسية عصيبة بين شد وجذب للقوى والأطراف السياسية في البلاد، وغموض كبير حول آليات تنفيذ القانون.

ففي حيث اعتبرت معظم القوى السياسية المشاركة في الحكومة أن ما أنجز يعتبر أفضل الممكن وأعاد الاستقرار السياسي إلى البلاد بعد أشهر من التوتر، اعترض نواب حزب الكتائب على القانون لجهة التفاصيل التي يتضمنها من التقسيمات الانتخابية.

وتقول قوى معارضة إن القانون الجديد لا يختلف عن القوانين الانتخابية السابقة، التي هدفت إلى ضمان وصول أحزاب كبرى إلى البرلمان، إضافة إلى عدم تضمين القانون النسبي إصلاحات أساسية من الكوتا النسائية وانتخاب العسكريين وتخفيض سن الاقتراع إلى 18 عاما.

غياب الحراك المدني

في ساحة رياض الصلح وسط بيروت خاض المجتمع المدني صولات وجولات من الاعتصامات والاعتراضات على أداء الطبقات السياسية الحاكمة، أما اليوم يحاول عشرات الناشطين والمستقلين وقادة الرأي نقل المواجهة إلى قلب البرلمان اللبناني وخوض الانتخابات النيابية المقبلة على كافة الأراضي اللبنانية.

مع فتح باب الترشح للانتخابات النيابية، المزمع عقدها في مايو المقبل بلبنان، تحاول قوى المجتمع المدني اللبناني، خوض الاستحقاق النيابي، بتحالف عريض ضد الطبقة السياسية والقوى التقليدية.

ناشطون وإعلاميون وأكاديميون قرروا كسر ما سمي في السنوات الماضية ” المحظور السياسي” فأطلقوا تحالفاً انتخابياً خارج نطاق الزعامات السياسية والمناطقية والطائفية آملين في إحداث خرقاً في الاستحقاق الانتخابي المقبل.

ويعتبر البعض أن حصول اختراقات بوصول الشباب إلى البرلمان اللبناني قد يغيّر ولو جزئياً في المنظومة السياسية التقليدية في البلاد.

غياب الحراك المدني عن المنابر الإعلامية والساحة السياسية طرح العديد من الأسئلة حول قدرة هذا الحراك على التأثير في المشهد الحالي.

بينما يرى مراقبون أن الحراك لا يملك مشروعاً حقيقياً لكي يقدمه على الناخبين، يقول آخرون بأن ظهور الحراك خلال الفترة المقبلة مسألة وقت.

ربما يعجبك أيضا