في الذكرى 171 لمولده.. “منير الكوكب” صنعته أمه

كتب – حسام عيد

“كثرة القراءة والمعرفة وعدم الاهتمام بالمال هي من تخلق العلماء والمفكرين”.. وبالفعل سيظل العالم شاهدًا على المخترع الأمريكي “توماس أديسون” الذي يعود له الفضل بإنارة كوكب الأرض بالأضواء الاصطناعية. ويُصادف اليوم، 11 فبراير، الذكرى 171 لمولد المخترع الأمريكي.

مولده ونشأته

وُلد توماس ألفا إديسون Thomas Alva Edison في مدينة ميلان بولاية أوهايو في 11 فبراير 1847. كان والده سامويل “هولندي الأصل” ناشطًا سياسيًا نفته السلطات إلى كندا. أما والدته، نانسي “كندية”، فقد عملت مُدرّسة في إحدى المدارس، وكان لها تأثير كبير على المراحل الأولى من حياة إديسون.

أُصيب توماس خلال طفولته بالتهابات الأذن على نحو متكرر، وعانى بعض الصعوبة في حاسة السمع في كلا الأذنين، مما أدى في نهاية المطاف إلى إصابته بالصمم الكلي تقريبًا.

في عام 1854، انتقل إديسون مع عائلته إلى مدينة بورت هورون بولاية ميشيغان، وهناك أمضى 12 أسبوعًا في المدرسة العامة، وقد كان في تلك المرحلة طفلًا مفرط النشاط وقليل الانتباه والتركيز، وتم طرده بسبب “غباءه” بحسب رأي معلمه وإدارة المدرسة.

وعندما بلغ عمر إديسون 11 عامًا، أبان عن رغبة جامحة في اكتساب المعرفة، وقراءة الكتب والاطلاع على شتى المواضيع والعلوم. وهكذا، نجح إديسون عبر اتباع هذا المنهج التعليمي في إرساء أسس عملية التعلّم الذاتي لديه، وهو الأمر الذي ساعده طوال مراحل حياته.

ظهرت أولى المؤشرات على قدرة إديسون المبهرة في اغتنام الفرص، عندما أقنع والديه بالسماح له ببيع الصحف للمسافرين على متن القطارت، إذ استغل معرفته بالنشرات الإخبارية التي تَرِد إلى محطة القطار يوميًا، فأصدر صحيفته الخاصة تحت مسمى ” Grand Trunk Herald”، والتي سرعان ما لاقت إقبالًا كبيرًا عند المسافرين. كان هذا الأمر بمثابة نقطة الانطلاق لسلسلة من المشاريع الرائدة التي برهنت عما يتمتع به إديسون من عبقرية تجارية تضاهي تقريبًا عبقريته المعرفية والعلمية.

الأم تصنع مخترع المصباح الكهربائي

بدعم من والدته التي تكفلت بتدريسه، بدأ أديسون بإجراء اختبارات على اختراعات خاصة به، حتى تمكن من ابتكار المصباح الكهربائي، وعمره لم يتجاوز 32 عامًا.

ويقول أديسون عن والدته “أمي هي التي صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق بي، أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريًا من أجلها، وعاهدت نفسي ألّا أخذلها كما لم تخذلني قط”.

وكان أديسون فكر لأول مرة باختراع مصباح كهربائي يمكن استخدامه في أي وقت، بعد تعرض والدته لوعكة صحية، وكانت بحاجة لعمل جراحي، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراءها حتى جاء النهار لعدم توفر ضوء، ما عرض والدته للخطر.

وبعد 900 تجربة فاشلة قام بها أديسون (مصادر أخرى تقول إنها قاربت 10 آلاف تجربة فاشلة)، تمكن أخيرًا من اختراع أول مصباح كهربائي مفيد في الاستخدامات اليومية في 21 أكتوبر 1879.

وشارك أديسون في إنجاز هذا العمل فريق من المخترعين الذين ينتمون إلى معمله العلمي، الذي تعود جذور تأسيسه إلى العام 1859، حين كان عمره 12 عامًا فقط، بتشجيع من والديه.

وبعد أكثر من 20 مخترع حاولوا توليد الضوء من الكهرباء، ظهر أديسون، الذي تجاوز أخطاء سابقيه من حيث متانة المصباح ومدة إنارته ورخص ثمنه، لينتشر اختراعه في العالم.

ربما يعجبك أيضا