عملية “كمين العلم”.. الاحتلال الإسرائيلي في مصيدة “المقاومة”

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

شنّ سلاح الجو الإسرائيلي 18 غارة على مواقع مختلفة للفصائل الفلسطينية في غزة، في أعقاب تفجير عبوة ناسفة قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة أسفرت عن جرح أربعة جنود إسرائيليين إصابة اثنين منهم بالغة.

الغارات الإسرائيلية استهدفت ثلاث قواعد لحماس شرق مدينة غزة، من دون أن تسفر عن إصابات، في وقت يسري في قطاع غزة وقف إطلاق النار منذ انتهاء حرب عام 2014 بين إسرائيل وحركة حماس. بعد أن شهد القطاع المحاصر ثلاثة حروب مدمرة في أعوام 2008 و2012 و2014 بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

طعم لجنود الاحتلال

بداية التصعيد جاءت عندما ذهبت مجموعة من قوات الاحتلال لفحص علم فلسطيني وضع على السياج الحدودية في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل فانفجر ليكون هو الطعم الذي ابتلعته قوات الاحتلال.

وبحسب التحقيقات الإسرائيلية، فإن العبوة تمت زراعتها الجمعة، وتم وضع علم فلسطين من أجل جذب الجنود إليها لإزالة العلم، وتم تفجيرها عن بعد لحظة اقتراب الجنود من العلم المعلق على السياج الأمني.

وقال الجيش الإسرائيلي: إن طائراته أغارت على 18 موقعا تابعة للفصائل الفلسطينية ومن بينها نفق من حي الزيتون باتجاه الأراضي الاسرائيلية.

كما استهدفت الغارات مجمعا عسكريا في منطقة نتساريم تابعا للتشكيلات الخاصة في حماس، ومن بينها مواقع لتصنيع الوسائل القتالية، حسب البيان الإسرائيلي.


https://www.youtube.com/watch?v=fU1Q49FuP3g

أمر خطير

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ما حصل بأنه “خطير”. وقال، في بيان، “سنرد بالشكل الملائم”.

وعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على التوتر بين إسرائيل وفصائل المقاومة قائلاً: إن “الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت عدة أهداف استراتيجية تابعة لحركة حماس في قطاع غزة”. مضيفا -في تغريدة له على موقع تويتر- “الجيش استهدف 6 مواقع”.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن هذا أكبر عدد لإصابة جنود إسرائيليين في هجوم منفرد منذ حرب غزة عام 2014.

معادلة جديدة

في المقابل، أعلنت فصائل فلسطينية إطلاق المضادات الأرضية تجاه المقاتلات الإسرائيلية التي أغارت على قطاع غزة مساء السبت وفجر اليوم الأحد.

وقالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”، في بيان لها، نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن “المضادات التابعة لها قامت بالتصدي لطيران العدو الحربي أثناء قصفه لعدد من الأهداف في قطاع غزة”.

وأضاف البيان: “يأتي ذلك في إطار التصدي للعدوان الصهيوني المتواصل بحق أهلنا في قطاع غزة”.

وقالت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، إن المقاومة الفلسطينية لن تسمح بفرض أي معادلة جديدة على الأرض أو تصدير أزمات الاحتلال الداخلية وقضايا فساد قادته بالتصعيد ضد شعبنا.

وأوضح القانوع، في بيان، أن تصدير الأزمات الداخلية سياسة فاشلة لن تكسر إرادة شعبنا، قائلاً “إن العدوان الإسرائيلي على شعبنا يأتي وفق الغطاء الأمريكي والقرارات الأخيرة والمقاومة”.

وأكد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن قطاع غزة ليست نزهة لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” أو مزرعة لقادته بل إن حدود القطاع عبارة عن أشواك. وقال شهاب -في تغريدة له مساء السبت- “إن حدود قطاع غزة أشواك وبنادقها مشرعة وسواعد أبنائها تقذف الغضب في وجه الحصار والعدوان”.

شيء مؤلم

الخبراء يرون أن العملية كانت مفاجئة وصادمة ومحرجة لما يسمى بقوة الردع الإسرائيلية التي حاولت إسرائيل تسويقها على قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية، فقد استدرجت قوة من لواء النخبة “جولاني” عبر علم فلسطيني نصب على السياج الحدودي وتفجير العبوة في هؤلاء الجنود هو شيء مؤلم بالنسبة لإسرائيل مما أدى إلى تصاعد حدة التصريحات الإسرائيلية والتهديدات التي خرج بها أعضاء من الكنيست الإسرائيلي لاستهداف أعضاء حركة حماس.

أخيرا… هل يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي للتغطية على ملفات الفساد بتصدير الأزمات لقطاع غزة، خاصة مع إعلان الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأحد، احتجاز مشتبهين، لاستجوابهم في قضية الفساد المعروفة بـ”بيزك (شركة اتصالات)” أو (الملف 4000)، والتي ذُكر فيها اسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهل سيجر التصعيد الأخير القطاع لحرب إسرائيلية شاملة خلال الأسابيع أو الشهور القادمة؟

ربما يعجبك أيضا