الانتخابات العراقية 2018.. لماذا تخشى طهران من الشيوعيين؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

حالة استياء وغضب يعيشها المشهد السياسي العراقي مع استمرار التصريحات لعدد من المسؤولين الإيرانيين التي تبرز دور طهران المتعاظم في التدخل في شؤون العراق الداخلية، وفي السعي للتأثير على الانتخابات العراقية المقبلة.

آخر مباعث هذا الاستياء جاء بعد تصريحات لعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران، حسن رحيم قال فيها إن إيران هي من أعدمت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وليس أمريكا، وأن هناك 5 أو 6 بلدان في المنطقة من بينها العراق تخضع لنظام المرشد على خامنئي وأنه آن الآوان لإعلان الإمبراطورية الفارسية في المنطقة.

تنديد عراقي

تصريحات قوبلت برفض شديد خاصة على المستوى الشعبي لمحاولات إيران زج العراق ضمن محاورها الطائفية في المنطقة.

الخارجية العراقية وتحت الضغط الشعبي الكبير نددت “بخجل” بتصريحات المسؤول الإيراني واعتبرتها تطاولاً على السيادة العراقية.

كما طالب السياسيون العراقيون الحكومة المركزية بالخروج من صمتها والتصدي للتصريحات الايرانية المتكررة بشأن حجم نفوذ طهران في العراق.

نفوذ واجه انتقادات كبيرة حذرت من تنامي سلطة ميليشيات طائفية موالية لإيران والذي من شأنه تكريس التدخل الإيراني في العراق.

المشهد الانتخابي والتدخل الإيراني

يأتي الرفض العراقي للتصريحات الإيرانية في وقت ترتفع فيه المخاوف من التأثير المتزايد لايران على المشهد السياسي العراقي قبل أسابيع من موعد الانتخابات التشريعية.

 وهو تأثير ظهر جلياً في زيارة مستشارخامنئي “على أكبر ولايتي” للعراق قال فيها صراحة إن إيران لن تقبل بدور لليبراليين والشيوعيين في البرلمان القادم .

إلا أنه وبحسب السياسي العراقي، عابد الغانم، فإن ما حدث عام 2010 صعب تحقيقه في 2018، فالشعب العراقي بات يرفض الوصاية الإيرانية وتدخلها في الشأن العراقي.

ليست المرة الأولى

ليست المرة الأولى التي تخرج فيها العلاقات الإيرانية العراقية عن خط التناغم المعتاد على مدار السنوات الماضية.

الخارجية العراقية ردت بحسم على تصريحات “رحيم” التي تحدث فيها عن 5 دول تسيطر عليها إيران من بينها العراق، مؤكدة رفضها لأي تصريحات تشير إلى خضوع بغداد لهيمنة دول خارجية .

المسؤول الإيراني كان قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل لقوله إن إيران هي من أعدمت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كاشفاً عن تطلع إيران لإقامة ما أسماه بالإمبراطورية الفارسية في الدول التي تسيطر عليها.

رسائل للحلفاء

تصريحات ولايتي التي حذّر فيها من وصول الشيوعيين للحكم، بمثابة رسالة لحلفاء إيران في العراق للتصويت لصالح قوى سياسية موالية لطهران، لا سيما بعد إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحالفه مع الشيوعيين في الانتخابات المقبلة وترشيحه شخصية شيوعية لشغل منصب رئيس الوزراء المقبل.

دعوة تأتي في ظل مخاوف إيرانية من برلمان عراقي قد يخلو من كتلة موالية لها جراء انقسامات تعصف بالبيت الشيعي تزامنا مع ظهور شبكة تحالفات سياسية جديدة لا تنسجم مع الأجندة الإيرانية.

ليست رسائل للعراق بحسب وإنما أيضا للأمريكان مفادها أن إيران هي من تخطط للعملية العسكرية وأن الموالين لها هم من سيشكلون الحكومة المقبلة.
 
https://www.youtube.com/watch?v=OQYIKpc1FCk

ربما يعجبك أيضا