معارك في عفرين.. وسط خلافات دولية ومخاوف من “حرب إقليمية”

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر المعارك الضارية في عفرين بريف حلب الشمالي بين الجيش السوري الحر والقوات التركية من جهة و بين قوات الوحدات “pyd” والمليشيات الشعبية والشيعية التابعة للنظام السوري من جهة أخرى، وسط مخاوف من اندلاع معارك بين قوات الأسد والجيش التركي خصوصا مع التصريحات النصعيدية بين الطرفين.

الوضع الميداني

استطاعت قوات درع الفرات والجيش التركي من وصل إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة مع منطقة “درع الفرات”، ووصل عدد النقاط التي سيطرت عليها قوات “غصن الزيتون”، إلى 115 نقطة بينها مركز ناحية، و87 قرية، و6 مزارع، و20 جبل وتلة استراتيجية، وقاعدة عسكرية واحدة.

فيما أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام دخول “القوات الشعبية” التابعة له، إلى مدينة عفرين، وذلك على الرغم من تحذيرات تركيا من أن دخول النظام إلى المدينة يعتبر “كارثة”، وأن هناك اتفاقاً مع روسيا وإيران بشأن عفرين.

ونشرت وسائل إعلام موالية صوراً ومقاطع فيديو من داخل مدينة عفرين، بينما أفادت وكالة (سانا) بـ “وصول مجموعات جديدة من القوات الشعبية إلى عفرين لدعم الأهالي في مواجهة إرهابيي داعش وعدوان النظام التركي المتواصل على المنطقة”.

كما نشر شادي حلوة (إعلامي تابع للنظام) مقطع فيديو من داخل مدينة عفرين، وسط خروج مسيرة في عفرين ترفع أعلام النظام وصور بشار الأسد في ساحة الحرية وسط المدينة.

هلال استراتيجي

وهذا يعني أن الجيش الحر والقوات التركية نجحا في تأمين طريقًا بريًا يصل قوات المعارضة شمالي سوريا ببعضها البعض ما يقطع اتصال التنظيمات الإرهابية في عفرين مع الحدود السورية التركية بشكل كامل.

وبفضل الهلال الاستراتيجي الجديد في عفرين بيد قوات “غصن الزيتون”، تكون قد ضمت مجددًا اتصالًا بريًا بين محافظة إدلب ومدينة اعزاز التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.

ثلاث مناطق يستعد “الجيش الحر” لاقتحامها في عفرين

وتستعد فصائل “الجيش الحر” المدعومة تركيًا لاقتحام ثلاثة مناطق على الجبهة الغربية لمنطقة عفرين، كخطوة لتأمين الطريق الذي تم فتحه بين ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب والمحاذي للحدود التركية.

وقالت مصادر عسكرية لعنب بلدي، إن هدف الفصائل ينحصر في ثلاثة مناطق هي ناحية جنديرس وراجو ومنطقة شيخ الحديد، على أن يبدأ التقدم باتجاهها في الساعات المقبلة.

وأضافت أن فتح الطريق بين ريفي حلب وإدلب يستلزم التوسع في العمق، كي لا يتم استهدافه من قبل “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، ليتم الانتقال فيما بعد إلى خطة “المقصات” للسيطرة على المساحات بين هذه المناطق.

وبحسب المصادر سيتولى مهمة التقدم في المناطق المذكورة قوات خاصة يتبع قسم منها لفصيل “فرقة الحمزة” التابعة لـ”الفيلق الثاني”، والقسم الآخر من قوات “كوموندوس” التركية، والتي استقدمت تركيا أعداد كبيرة منهم في الأيام الماضية.

وبحسب ما قالت “الوحدات” عبر معرفاتها الرسمية لا تزال تدور مواجهات عسكرية على محور ناحيتي راجو وجنديرس، ونفت تقدم “الجيش الحر” على المحاور الغربية لعفرين، مشيرةً إلى قصف جوي ومدفعي يستهدف بشكل مركّز ناحية جنديرس.

استراتيجية جديدة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن بلاده ستواصل عملية “غصن الزيتون” بـ “استراتيجية جديدة” وذلك بعد محاصرة مركز عفرين في أقرب وقت.

وأكد أنه “تم تحييد ألف و1873 عنصرا من (الوحدات الكردية)، والسيطرة على مساحة تقارب 415 كلم” في إطار العملية التركية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي في عفرين الشهر الفائت.

وتوقع الرئيس التركي “حصول تقدم أسرع في العملية خلال المرحلة المقبلة، بعد أن تم تطهير معظم التلال الاستراتيجية في المنطقة من الإرهابيين” على حد وصفه.

وأردف “سيمر هذا الصيف حاميا على التنظيم الإرهابي (ب ي د / بي كا كا) وداعميه، وسنطهر منبج من الإرهابيين أولا، بعدها سنواصل طريقنا دون توقف إلى حين تأمين أمن شرقي الفرات بالكامل”.

فيما كشف نائب رئيس الوزراء التركي (بكر بوزداغ) عن نية بلاده بدء “معركة جديدة” ضد الوحدات الكردية في منطقة عفرين شمال حلب، مشيراً إلى إرسال قوات خاصة إلى المنطقة لبدء هذه المعركة.

خلافات وانتقادات دولية

انتقدت أنقرة في عبارات شديدة اللهجة مطالب فرنسا والولايات المتحدة بأن تشمل الهدنة المعلنة في سوريا منطقة عفرين الحدودية.

وأصدرت وزارة الخارجية التركية اليوم بيانا غاضبا اتهمت فيه الحكومة الفرنسية بالكذب بخصوص مضمون المكالمة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين.

وشدد البيان التركي على أن الزعيم الفرنسي لم يذكر أثناء المكالمة مسألة عفرين ولم يؤكد ضرورة أن يشملها نظام وقف إطلاق النار، مفيدا بأن أنقرة قد أبلغت السلطات الفرنسية بأن بيانها “يفتقد إلى الصراحة” وارتُكب فيه “خطأ تضليل الرأي العام”.

من جانب آخر، هاجمت أنقرة في بيان منفصل تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت بضرورة تطبيق الهدنة في عفرين، حيث نوهت الدبلوماسية الأمريكية بأن وقف إطلاق النار حسب القرار الأممي لا يشمل إلا تنظيمي “داعش” و”القاعدة”.

وشددت الخارجية التركية على أن تصريحات واشنطن هذه غير مبررة إطلاقا، مصرة على أن عملية “غصن الزيتون” التي تديرها أنقرة وفصائل لـ”الجيش السوري الحر” موالية لها ضد الوحدات الكردية في عفرين هي حرب على الإرهاب وتشكل مسألة دفاع عن النفس بالنسبة للحكومة التركية.

تهديدات للنظام

فيما قال المتحدث باسم الحكومة التركية (بكير بوزداغ) إنّ نظام الأسد سيكون هدفا لتركيا في حال حاول الدخول إلى عفرين مغيّرا زيّه، متسترا بهيئة “الوحدات الكردية.

وتطرّق بوزداغ إلى الادّعاءات التي أُثيرت مؤخرا حول محاولات اتفاق النظام مع “الوحدات الكردية”، والتي لم تتكلّل بالوصول إلى نتيجة فيما بينهما، مؤكدا على أنّ تركيا ستستمر في عملياتها العسكرية إلى حين تطهير المنطقة من التنظيمات الإرهابية وعناصرها.

وأضاف بوزداغ في السياق ذاته: “في حال محاولة النظام دخول عفرين مغيّرا رداءه ومتسترا بهيئة “الوحدات الكردية” فسيكون هدفا لنا، وكذلك الميليشيات إن دخلت عفرين فلن نميّز بينهم، فكل من يقف إلى جنب التنظيمات الإرهابية ضد تركيا سيكون هدفا لنا”.

ربما يعجبك أيضا