ما وراء استقالة “ابنة ترامب الحقيقية” من البيت الأبيض؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن
تضرب موجة من الاستقالات البيت الأبيض منذ شهور آخرها التي أعلنت عنها الرئاسة الأمريكية، بشأن هوب هيكس، مديرة الاتصالات في البيت الأبيض وأحد أقرب مستشاري الرئيس دونالد ترامب، في خطوة تأتي غداة مثولها أمام الكونجرس في جلسة استماع حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب -في بيان نشره البيت الأبيض- إن “هوب رائعة وقامت بعمل ممتاز”، بينما قالت هيكس: “لا أجد الكلمات للتعبير بالشكل المناسب عن مدى امتناني للرئيس ترامب”، من دون أن توضح أسباب استقالتها المفاجئة.

من جهتها، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن تكون استقالة هيكس مرتبطة بأي شكل من الأشكال بجلسة الاستماع المغلقة التي عقدتها لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الثلاثاء، واستجوبت خلالها مديرة الاتصالات في البيت الأبيض حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، وهي جلسة رفضت خلالها المستشارة الشابة (29 عاماً) الرد على العديد من الأسئلة التي وجهت إليها.

وتقول مصادر مقربة من هيكس -في تصريحات لصحيفة “الجارديان” البريطانية- إن السبب في الاستقالة هو كذبة بيضاء تورطت فيها هوب هيكس أمام ترامب، وليس لها علاقة بقضية التخابر مع روسيا.

يذكر أن وكالات المخابرات الأمريكية كانت خلصت في تحقيقات سابقة إلى أن روسيا استخدمت وسائل إلكترونية في محاولة لمساعدة الرئيس دونالد ترامب للفوز بالسباق نحو البيت الأبيض، وهو زعم نفاه الكرملين.

وتحقق لجان من الكونجرس في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات، بما في ذلك حدوث تواطؤ بين معاوني ترامب وموسكو، في حين نفى ترامب حدوث أي تواطؤ بين حملته ومعاونيه وبين روسيا.

بينما شهدت الدائرة المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب هزات كثيرة ألقت بعدد من أهم مستشاريه خارج أسوار البيت الأبيض، فإن الأمر كان على العكس تماما بالنسبة لمستشارته هوب هيكس، الشابة التي يعتبرها ترامب بمثابة ابنته وأحد أفراد عائلته.

ومع مرور الوقت أصبحت هوب هيكس مدير الاتصالات في البيت الأبيض، واحدة من أقوى الشخصيات في السياسة الأمريكية، حسبما ذكر موقع “إنسايدر” الأمريكي الذي وصفها بـ”ابنة ترامب الحقيقية”، كما أنها لم تتمتع بأي خبرة سياسية تمكنها من الوصول إلى هذا المنصب سوى أنها كانت تعمل في مجموعة ترامب وانضمت للحملة الانتخابية لترامب ثم أصبحت من المقربين إليه.

ودافعت إيفانكا ترامب بنفسها عن هيكس بعدما كثر الحديث عن تأثيرها داخل البيت الأبيض على الرئيس ترامب. وقالت إن الرئيس يكن لها الاحترام العميق و”يهتم بما تقوله وينصت لها.. وهذا ليس لأي شخص.. فقد اكتسبت ذلك عن جدارة”.

وقال موقع بيزنس إنسايدر إن هيكس التي خطت خطواتها الأولى في البيت الأبيض متبعة خط أزياء إيفانكا لتقلدها في طريقة الملبس والظهور، فإنها مع مرور الوقت بدأت تتحول للخط الذي تفضله السيدة الأولى ميلانيا ترامب.

وعملت هوب هيكس لصالح عائلة ترامب منذ 2012، فقد وظفت في إحدى الشركات التابعة لإيفانكا ترامب، حيث عملت في مجال العلاقات العامة هناك، وساعدتها في تقديم أنواع مختلفة من الملابس إلى السوق، ثم انضمت إلى فريق الحملة الانتخابية لدونالد ترامب عام 2015.

ويشير زملاء الفتاة إلى قدرتها الفائقة على العمل، حيث تستطيع التعامل مع 250 مذكرة يوميا، فهي مولعة بعملها لدرجة أن وقتها لا يسمح بإنشاء صفحة شخصية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتتمتع هيكس في فريق ترامب بتقدير رفيع، كما تعتبر من الموظفين الأعلى أجرا في البيت الأبيض، وفقا لمعطيات Newsweek، عن يونيو 2017، حيث يقدر دخلها السنوي بـ 179 ألف دولار. كذلك أدرجتها مجلة “فوربس” الأمريكية على قائمة أفضل 30 شخصية حققت أكبر نجاح قبل بلوغ 30 عاما، إلى جانب أنها تشغل المركز الأول في فئة “السياسة والحقوق”.

من جهة أخرى تُنتقد هيكس لقلة خبرتها العملية في أروقة السلطة العليا، حيث أنها بدأت مسيرتها كعارضة أزياء، إلا أن والديها وجديها شغلوا مناصب عليا في شركات ومؤسسات مختلفة، ما وفر لها حظا لا بأس به لبناء علاقات واتصلات ضرورية.

علاوة على ذلك، تتصف هيكس بتركيزها على أهدافها والتأكد من تحقيقها. انضمت أثناء دراستها في الجامعة إلى فريق محلي لرياضة عنيفة، وقالت مدربتها السابقة في هذه الرياضة إن هيكس تمتلك حقا القدرة على المنافسة والكفاح.

مع هذا يشير زملاؤها إلى أنها تتميز بنعومة ولباقة تسمح لها ببناء علاقات مع الصحفيين متقلبي المزاج، وكذا مع الرئيس الأمريكي الذي يمتلك شخصية فريدة من نوعها.

ربما يعجبك أيضا