المسلمون واليابان.. علاقة عمرها 600 عام

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

باريس – سلط موقع “قباب ومنارات” الفرنسي الضوء على العلاقات بين الإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية واليابان.

وقال في تقرير الذي نشر بعنوان المسلمون واليابان، إنه “إذا كان أول ذكر لـ “اليابان” في المصادر الإسلامية يعود إلى عام 1430م، يمكنا رؤية العلاقات اليابانية الإسلامية في الفود رفيع المستوى الذي أرسله السلطان العثماني عبد الحميد الثاني إلى نظيره الإمبراطور ميجي، في عام 1889م”.

وأضاف: “فعلى متن السفينة “أرطغرل”، كان هناك ما لا يقل عن 600 من البحارة والدبلوماسيين، فضلا عن العديد من الهدايا للحاكم الياباني، وقد قوبلوا بحسن ضيافة من قبل اليابانيين، ولكن للأسف الطاقم وفي طريق عودته إلى الأستانة واجه “إعصار” فغرقت السفينة ومات طاقمها، وعلى الفور، أطلق صحفي شاب، يدعى يامادا توراجيرو، حملة لجمع التبرعات لعائلات المفقودين وجمع ما يعادل 100 مليون دولار اليوم، وذهب إلى إسطنبول شخصيا في عام 1892 لتسليم المبلغ إلى السلطان عبد الحميد، ولكنه هوى في حب المدينة، حيث بقي هنالك لمدة عشرين عاما، ولم يترك أي فرصة لتعزيز الروابط بين الأمة الإسلامية وأرض الشمس الصاعدة إلا وفعلها، وبعدها تحول إلى الإسلام باسم عبد الحليم، وبذلك أصبح أول مسلم من شعبه الياباني”.

وسلط الموقع الضوء على العلاقة الأخلاقية بين الحضارة الإسلامية والحضارة اليابانية والقيم المشتركة، وتابع: “إن اليابان في عصر ميجي كانت أول أمة غير أوروبية في العصر الحديث تصل إلى هذا المستوى من القوة والتنمية” وأنها مثال حي أمام المسلمين في هذا العصر الذي يحاولون “الاستيقاظ” من كبوتهم، بل هي تمثل مثال ساحر لكل من يسعى لـ “التجديد الإسلامي”، وعندما حل عام 1905م، تمكن الجيش الياباني من هزيمة القوات الروسية وهو الأمر الذي استقبله “العالم الإسلامي” بالترحاب، وخصوصا سكان آسيا الوسطى، الذين عانوا من احتلال السلطات القيصرية الروسية، وحينها تتضاعفت القصائد التي تحي “ميجي”، لدرجة أن عالم من مدينة بخارى نشر شائعة أن الإمبراطور الياباني ميجي ينحدر من قبيلة يمنية وتحول سرا إلى الإسلام!.

وأشار إلى أن حرب عام 1905 كانت سببا مباشرا لبناء أول مسجد في اليابان على أيدي أسرى من التتار المسلمين الذين أسروا أثناء قتالهم ضمن صفوف الجيش الروسي مع اليابان، كما أصبحت اليابان بعدها ملاذا للمضطهدين والناشطين المسلمين الذين فروا من اضطهاد القيصر الروسي.

وفي عام 1909، استقر الداعية الرحالة “عبد الرشيد إبراهيم” (إمام تتاري)، في اليابان وطور الدعوة تطويرا كبيرا، وساهم في إدخال  اليابانيين إلى الإسلام بإعداد كبيرة، في حين أن الترجمة الأولى للقرآن لليابانية نشرت في عام 1920 من قبل راهب بوذي، والآن المجتمع الإسلامي، راسخة في طوكيو، ولهم مسجدها كبير هناك، فضلا عن مدرسة إسلامية شيدت في عام 1938.

   

ربما يعجبك أيضا