نداءات روحاني للحوار.. دعوات تفتقد الثقة

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

في كلمة ألقاها، الأربعاء الماضي، أمام حشد من أنصاره في مدينة بندر عباس في محافظة هرمزكان جنوب إيران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده مستعدة لمحاورة جيرانها الخليجيين في مسائل متصلة بالأمن الإقليمي بدون الحاجة لأي وجود أجنبي.

وأدلى روحاني بهذه التصريحات في مدينة بندر عباس الإيرانية الكبرى على مدخل الخليج الذي يشهد توترا إقليميا بصورة متكررة نتيجة الخلافات بين إيران والسعودية المطلتين على الخليج، واللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية في يناير 2016.

وقال روحاني -في الخطاب الذي نقله التلفزيون الإيراني بالبث الحي- “لا حاجة لدينا إطلاقا إلى الأجانب لضمان أمن منطقتنا. لكن في ما يتعلق بالتدابير المتصلة بالأمن الإقليمي، فنحن مستعدون للتحدث مع جيراننا وأصدقائنا… من دون أي حضور أجنبي”.

“ناقلات النفط التابعة لإيران ودول المنطقة تعبر بسلامة وبمرافقة القوات البحرية الإيرانية في الخليج وبحر عمّان حتى مضيق باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي.. الأمن في الخليج مستتب اليوم بفضل تضحيات القوة البحرية للحرس الثوري”.

وأضاف الرئيس الإيراني، “نقول بصوت مرتفع لدول الضفة الجنوبية للخليج: إن إيران كانت ولا زالت وستبقى جارة جدة لكم”. “نريد أن نعيش بسلام وأمان مع العالم”

ودعا روحاني جميع دول الخليج العربي إلى التفكير في تأسيس اتحاد إقليمي كبير للتجارة والسياحة والصناعة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجمهورية الإسلامية لا تعتزم التفاوض مع أحد بخصوص قدراتها الدفاعية.

دعوة تفتقد الثقة

تأتي دعوة روحاني في ظل الضغوط التي تتعرض لها حكومته في الداخل من جانب المحافظين. وكذلك في ظل الضغوط التي تتعرض لها إيران في الخارج، حيث تهديد العقوبات الدولية يلاحق إيران بسبب انتهاكاتها الخارجية.

دعوة روحاني هي تكرار لدعوات كررها هو من قبل لتأسيس مجمع للحوار بين إيران ودول الخليج. لكن الواضح أن هذه الدعوات حتى الآن ما هي إلا مجرد محاولة لتحسين الصورة أمام العالم، ورمي الكورة في ملعب الآخرين.

تحدث الرئيس الإيراني عن دور الحرس الثوري في تأمين ناقلات النفط في الخليج، وهي رسالة طمأنة منه؛ لكن هل تناسى التصريحات العدوانية المتكررة من جانب الحرس الثوري تجاه الخليج. وهل تصريحاته تغير شيئًا من الدور الذي يلعبه الحرس الثوري في الخارج وفي تهديد جيران إيران. بل هل يستطيع الرئيس الإيراني نفسه التحكم في والسيطرة على قرارات الحرس الثوري، بعدما بات النظام الإيراني كله رهين بمصالح ومكاسب الحرس الثوري.

دعوة روحاني قد تحمل شيئًا من الجدية، لكنها تفتقد الكثير من الجدية، ولذلك هى تكررت كثيرًا، لكنها لم تجد استجابة لأن إيران لم تقدم ما يساعدها على بناء الثقة مع جيرانها حتى الآن.

ربما يعجبك أيضا