البيت الأبيض.. نزيف الاستقالات يتواصل

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبد الله

تتوالى الاستقالات والمغادرات تباعاً في البيت الأبيض.. موجة غير مسبوقة من الرحيل الطوعي تارة أو الإجباري تارة أخرى تدفع كثيرين إلى السؤال: ما الذي يحدث داخل أروقة مكتب ترامب البيضاوي؟

نزيف الاستقالات.. يتواصل

قبل أن تهدأ الضجة حول الاستقالة المفاجئة لمديرة الاتصالات بالبيت الأبيض هوب هيكس، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن قرب مغادرة مستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر منصبه.

رغم أن البيت الأبيض نفى هذه التقارير، إلا أنها جددت الجدل حول حقيقة الصراعات الداخلية في البيت الأبيض بين كبار الموظفين من جهة وأقارب الرئيس دونالد ترامب من جهة أخرى، خاصة بعد تفجر قضية التصريحات الأمنية لكبار المسؤولين والتي شملت بشكل رئيسي صهر الرئيس جاريد كوشنر.

هذا في وقت تتصاعد فيه وتيرة التحقيقات حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

صراعات داخلية

الأنباء التي تتردد في الولايات المتحدة تتحدث عن قرب مغادرة مستشار الأمن القومي منصبه في البيت الأبيض بعد أشهر من التوتر مع ترامب رغم نفي البيت الأبيض الشكوك التي تتعاظم حول هذه “الفوضى” تجعل كل شائعة أو تسريب حقيقة حتى يثبت عكس ذلك بالقطع لا بالتلميح .

ليس سراً حجم الصراع داخل أروقة البيت الأبيض بين ترامب وعد كبير من مساعديه من بينهم كبير الموظفين جون كيلي والجنرال ماكماستر.

المفارقة أن الرجلين جيء بهما إلى البيت البيضاوي بعد أشهر من الفوضى وانعدام الكفاءة، لكنهما غرقا على ما يبدو في مستنقع عميق من الصراعات والمناكفات الداخلية جعلت عملهما الذي يسوده الانضباط انطلاقاً من خلفيتهم العسكرية يتسم بالاستحالة رغم تأكيدات البيت الأبيض عكس ذلك.
“التصاريح الأمنية” تؤجج الغضب

يقول مسؤولون على اطلاع بهذه الأنباء: إن عدداً من الموظفين ينتابهم الغضب من معاملة ترامب معاملة توصف بالمهينة، لكنها تأججت أخيراً بسبب قضية الموافقات الأمنية التي شملت جاريد كوشنر صهر الرئيس والذي كان على اطلاع بأهم التقارير الاستخباراتية رغم عدم حصوله على الاعتمادات الأمنية الضرورية، وهو ما دعا كبير الموظفين بالبيت الأبيض جون كيلي بدعم من ماكماستر للسعي من تجريد كوشنر وآخرين من هذا الامتياز.

خطوة ظاهرها مبدأ التصريح الأمني لكن باطنها كان التداخل بين عمل كوشنر ومصالحه فيما يعدّ من زاوية قانونية تضارباً واضحاً في المصالح.

تضارب تعزز بعد الكشف عن مسؤولين في إسرائيل ناقشوا طرقاً للتحكم في كوشنر واستغلال صعابه المالية وقلة خبرته للحصول على حظوة ونفوذ داخل البيت الأبيض، وهو ما تحقق بإعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال، واعتزامه نقل السفارة الأمريكية للقدس.

ترامب.. وضرب الأعراف الديمقراطية

لقد سعى مهندسو الديمقراطية الأمريكية عبر قرون لمنع أو حتى التقليل من محاباة الأقارب في المناصب الرسمية واعتماد مبدأ الجدارة في اختيار كبار الموظفين الحكوميين.

لكن الخبراء برون أن ترامب ضرب بعرض الحائط كل الأعراف الديمقراطية بالزجّ بأقاربه في كل هذه المناصب وكأنما يريد مشروعاً تجارياً في امبراطوريته المالية.

فهذه إيفانكا ابنة الرئيس تضطلع بمهام ومناصب داخلية وخارجية وهو ما يثير الأسئلة -كما زوجها- بشأن الكفاءة والخبرة ناهيك عن أنباء أوردتها وسائل إعلام أمريكية تشير إلى استفادة الزوجين من صفقات مالية كبرى بحكم منصبيهما بالحكومة.

قد يبدو البيت الأبيض إذن بالنسبة لترامب كبرنامج “ذا أبرنتس” الشهير يطرد من يشاء وقتما يشاء، إلا أن المؤكد أن الفوضى في التعيينات واسناد الأدوار الرسمية وما يعقبها من استقالات متوالية ستثير جدلاً كبيراً حول الديمقراطية الأمريكية وعدم تحويلها إلى سلطة عائلية!

ربما يعجبك أيضا