إيطاليا “المديونة” تنتخب برلمانًا جديدًا وتبحث عن المخلص

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

بدأ التصويت في الانتخابات الإيطالية التي ستجلب مأزقًا سياسيًا بسبب حملات اتسمت بالغضب نتيجة لحالة الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات الهجرة والبطالة، ومن المتوقع تسجيل نسبة امتناع عن المشاركة غير مسبوقة.

وفتحت مكاتب الاقتراع في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي في إيطاليا، حيث دعي الناخبون للمشاركة في انتخابات تشريعية نتائجها غير محسومة مع تصاعد اليمين واليمين الشعبوي وبعد دعوة سيلفيو برلوسكوني لأداء دور كبير في المشهد السياسي.

ومن المتوقع أن تستمر عملية التصويت حتى الحادية عشرة مساء، يختار فيها الناخب الإيطالي 630 نائباً و315 عضواً في مجلس الشيوخ. ونظراً لتعقيد النظام الانتخابي الجديد، سيتعين الانتظار حتى وقت متأخر لمعرفة تشكيلة البرلمان المقبل.

وكان عدد كبير من الناخبين حتى السبت لا يزالون مترددين في اختيار من سيصوتون له، بعد حملة انتخابية استمرت شهرين وهيمنت عليها مسائل الهجرة والأمن والانتعاش الاقتصادي.

ويبدو أن حركة “خمسة نجوم” هي أكبر حزب متفرد نتيجة السخط على الفساد وتنامي الفقر المتأصل، في حين يأتي اليسار والوسط وحزب الديمقراطيين في المركز الثالث.

إيطاليا المديونة

وأكدت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية أن إيطاليا الأكثر مكان في العالم على حق، حيث يبحث الناس فيها عن بديل آخر وعودة السلطة للشعب مرة أخرى.

وتعد إيطاليا المديونة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو التي تضم 19 عضوًا، وعلى الرغم من أن المستثمرين رسموا صورة وردية قبل الاقتراع والركود السياسي الذي طال أمده، مما أعاد إيقاظ خطر عدم استقرار السوق وضعف نمود الاقتصاد وارتفاع معدلات الهجرة غير الشريعة إلى إيطاليا.

وتحمل الانتخابات المقبلة متغيرات عـدة ومعطيات جديدة في المشهد السياسي، من أبـرزها تـرشح ماثيو رينزي (زعيم الحزب الديمقراطي) لمجلس الشيوخ، والعودة الـقـوية لسيلفيو برلوسكوني (81 سنة) رئيس وزراء إيطاليا السابق إلى الساحة السياسية.

الأحزاب المتنافسة

حزب النجوم الخمسة
الذي أسسه الكوميديان السابق بيبي جريللو الذي كان يدعو لعقد استفتاء على بقاء إيطاليا في الاتحاد الأوروبي، إلا أن القائد الجديد للحزب لويجي دي مايو البالغ من العمر 31 عامًا تراجع عن تلك الخطوة، وسعى القائد الأقل تحفظًا من جريللو إلى التقرب من الكنيسة، ودعا لشن حملة على الفساد والبيروقراطية، وتخفيض الضرائب على الشركات، وتحديد 780 يورو شهريًا حدا أدنى للدخل للإيطاليين.

حزب إيطاليا إلى الأمام
ويقوده رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برليسكوني، ويدعو إلى إبعاد 600 ألف مهاجر من البلاد، ووضع سياسة حدودية صارمة، حيث وصف المهاجرين بـ”القنبلة الاجتماعية”، ويؤيد وجود عملة موازية للاستخدام المحلي بجانب اليورو، كما يدعم تطبيق نظام الضريبة الثابتة، وترجح استطلاعات الرأي ثقل كفة برلسكوني وحزبه.

حزب رابطة الشمال
وزعيمه ماتيو سالفيني ويسعى للتحالف مع الأحزاب المعارضة للهجرة، ومعروف بنزعته العنصرية وكرهه للإسلام ويتطلع لفصل منطقة بادانيا بشمال إيطاليا، وقد يخسر الحزب العديد من مؤيديه، بعد حادث إطلاق النار على عدد من اللاجئين، والذي ارتكبه أحد أعضاء الحزب فبراير الماضي.

وتقوم تلك الانتخابات على قانون جديد يدعى “روزاتيلوم”، تم إقراراه في شهر أكتوبر الماضي، والذي اعترضت عليه حركة الخمس نجوم في حين أيده الأحزاب الأخرى، والذي يشترط حصول أحد المرشحين على 37% من الأصوات ليؤهل للحكم مباشرة وإلا سيتم اختيار رئيس للوزراء بعد عقد اتفاق بين الأحزاب كما حدث عام 2013.

ويرى المراقبون أن الحزب الديمقراطي الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء باولو جينتيلوني ورئيسه ماتيو رينزي سيتعرض لهزيمة منكرة، ويتوقع خبراء الانتخابات أن يمر ثالث أكبر اقتصاد في المنطقة الأوروبية بلعبة أخذ ورد طويلة، حيث يستبعد حصول حزب بعينه أو تحالف بعينه على أغلبية تؤهله لتشكيل الحكومة المقبلة.

ربما يعجبك أيضا