بعد رائعة “سلم نفسك”.. خالد جلال “أسطى” المسرح وصانع النجوم في مصر

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
“إس إم إس”، “قهوة سادة”، “مرسي عاوز كرسي”، “لما بابا ينام”، “الإسكافي ملكًا”، كل هذا وأكثر من روائع المخرج المبدع خالد جلال الذي استحق عن جدارة لقب أسطى المسرح الذي تفنن في إبداع مشاهده وصياغة مسرحياته في نسيج متسق لا فيه إسفاف ولا ابتذال ولا تعقيد.

ولم يبخل جلال يومًا في تقديم ما لذ وطاب من مواهب فنية أثرت خشبة المسرح وأصبحت علامة بارزة في مجال التمثيل، وسجل خالد جلال صفحة جديدة في تاريخه الفني المشرف من خلال العرض المسرحي “سلم نفسك” الذي شهد له القريب والبعيد والعدو قبل الصديق.

ويدور العرض حول مدينة متقدمة تكنولوجيا تعلن حالة الطوارئ بسبب ظهور كائن غريب بها محمل بالفيروسات ، وبالبحث عنه يتم اكتشاف أن هذا الكائن ما هو إلا إنسان مصري، فيكون القرار بضرورة إعدام هذا الشخص حتى لا يصيب سكان المدينة بأمراضه وفيروساته ، لكن رئيسة الأطباء تعترض على فكرة قتله وتطالب بفرصة لكي تتعرف على هذا الكائن الغريب وما يحمله في رأسه وأفكاره ، فيتم وضع تحت جهاز يكشف ما برأسه من ملفات فإذا بالملفات تفتح واحدا تلو الآخر لنكتشف سلبيات المجتمع المصري من عقوق الابناء بوالديهم والنميمة و اختفاء صلة الرحم بسبب الفيس بوك ، والفتي وادعاء المعرفة والعنف ضد المرأة ، والتعامل معها وكأنها سلعة ، والتحرش و افتقاد الشهامة ، وسرقة الأعضاء وسلبيات أخرى عديدة تجعل مسئولي المدينة يقررون إعدامه حتى لا يصاب مجتمعهم بهذه السلبيات، لكن كبيرة الأطباء تقول بأن هناك ملفا لا يفتح ولديها يقين بأن به شيئا إيجابيا ، بصورة تجعلها تضحي بنفسها في مقابل كشفه وتموت لنكتشف بالفعل بأن رغم كل السلبيات هناك الخير الكامن بداخله والذي يتمثل في الانتماء لمصر رغم كل السلبيات.

وأكد المخرج المبدع خالد جلال أن زيارة الرئيس المصري وضيفه ولي العهد السعودي وسام، وأضاف: “هل يكفي هذا المكان لكم الشعور بالفخر والتقدير والسعادة لحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وضيفه الكريم ولي عهد المملكة العربية السعودية لعرض سلم نفسك عرض تخرج طلبة مركز الابداع الفني الدفعة الثالثة فخور بأبنائي الذين شرفوا مركز الابداع و شرفوني بإبداعهم و مظهرهم المشرف، شكرا لكم شكرا لفريق العمل علا فهمي مروة عودة احمد طارق يحيي احمد عبد التواب محمد حسن اسامة فوزي و وليد فوزي وأشرف كابونجا ورحاب عز الدين ومحمد الغرباوي ومحمود عبد اللطيف وأحمد فكري وياسر شعلان وجمال عبد الناصر وأحمد استراتيجي”.

وتابع: “شكرا سيادة الرئيس لكلماتك الراقية الرقيقة تجاه شباب مصر المبدعين..تحيا بلدنا تحيا مصر”.

ولم يخلو سجل خالد جلال الفني من الإنجازات والنجاحات الفنية سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، وعلى مستوى الكتابة والإخراج والورش فنية، فهو صانع النجوم ووجهة مصر الفنية أمام العالم أجمع.

وبدأ خالد جلال مسيرته الفنية من جامعة “القاهرة” حينما شاهده الفنان سناء شافع عميد معهد الفنون المسرحية في ذلك الوقت، وطلب منه الالتحاق بالمعهد بعد أن رأي موهبته في الإخراج في مسرحية “نأسف لهذا الخطأ ” التي قدمها مجموعة من الطلبة، وقام شافع حينها بدفع مصاريف ملف الالتحاق الخاص بخالد جلال لحرصه علي دخولة المعهد العالي للفنون المسرحية وبعد التخرج من المعهد كون جلال فرقة مسرحية، ليسافر بعدها إلى روما، والدراسة بالأكاديمية هناك ليعيده حينها إلى مصر الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة فى ذلك الوقت، وقام بتعيينه مديرا لفرقة الشباب ليكون أصغر مدير فى هذا ذلك المنصب، وكون حينها ورشة فنية لتكون بداية مشروع مركز الإبداع الفنى.

ورفض خالد جلال الكثير من المناصب بسبب رغبته فى عدم التخلى عن مركز الإبداع الفنى الذى يعتبره حلم عمره ، ليخرج من تحت يده أبرز النجوم الشباب علي الساحة الفنية منهم : حسام داغر و هشام اسماعيل و نضال الشافعي و محمد ممدوح و بيومي فؤاد و علي ربيع و محمد سلام و محمد فراج و محمود الليثي ومحمد عز وتوني ماهر وعمرو عبدالعزيز ومحمد علي رزق وغيرهم من النجوم.

فبعد أكثر من مائة عرض مسرحي ما زالت المسرحية “سلم نفسك” كاملة العدد بمسرح الإبداع بدار الأوبرا المصرية، ولم يكن مريديها ومعجبيها النخبة ولا الشباب فقط بل الرئيس المصري وضيوفه أيضًا.

واستطاعت المسرحية تحقيق نجاح متواصل مائة ليلة على الرغم من أن العرض مجرد مشروع تخرج ونتاج ورشة الارتجال والتمثيل المسرحي للدفعة الثالثة من طلاب استديو مركز الإبداع الفني، وتكلف إنتاجه لم تتجاوز 80 ألف جنيه.

ويؤدي بطولة العرض 27 ممثلًا وممثلة في بداية مشوارهم الفني، من بينهم أمجد الحجار، عبد العزيز حسين، محمد مدكور، محمد أمين، مختار الجوهري، حمدي التايه، عادل الحسيني، كريم شهدي، شريف عبد المنعم، منصور أمين، أحمد زكريا، أحمد الشاذلي، هدير الشريف، أحمد محارب وسارة مجدي، كل هؤلاء المبدعين تحت قيادة صانع النجوم والفنان المبدع خال جلال.

وعلى مدار ساعتين، مدة العرض، يسلط الضوء على المتغيرات التي طرأت على المجتمع في الفترة الأخيرة، من خلال اسكتشات كوميدية، منها تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، العنف ضد المرأة، كما يتطرق إلى الإرهاب.

ربما يعجبك أيضا