بعد تعديل الدستور.. “شي جين بينج” قائد كل المراحل في الصين

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

شي جين بينج.. قائد المرحلة بل كل المراحل في الصين، فهاهو البرلمان الصيني يطلق يده ويؤهله للرئاسة مدى الحياة وبصلاحيات أكبر بعد  تعديلات دستورية تاريخية لم تكن يومًا مفاجئة.

الصين نحو الإمبراطورية

 تعديلات تاريخية لكنها لم تفاجئ الصينيين فلم يحدث أن عارض مؤتمر الشعب نصاً طرحه الحزب الشيوعي منذ إنشائه قبل نصف قرن.

في قاعة الشعب الكبرى صّوت أعضاء البرلمان على تعديل الدستور الذي يلغي الحد الأقصى للفترات الرئاسية. شهد التصويت اعتراض نائبين فقط من أصل 3000 مندوب .

ليس الحد الأقصي للولايات الرئاسية الذي تم إلغاؤه بموجب التعديل الأول من نوعه منذ 14 عاماً، بل إن الخطوة توشك أن تجعل مبادئ الحكم التي أرساها القائد الصيني السابق “دينج تشاو بينج” جزءاً من الماضي.

التعديل الدستوري منح “شي جين بينج” سلطة شبه مطلقة من أجل تطبيق رؤيته لتحويل الصين إلى قوة اقتصادية عظمى.

ليس هذا فحسب بل إن أفكار “شي جين بينج” عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ستدرج في الدستور الصيني.

بيد أن التعديلات الدستورية الأخيرة من شأنها أن تقود الصين للتحول من الشيوعية إلى الإمبراطورية وسلطة الفرد المطلقة للمرة الأولى منذ حكم المؤسس “ماو تسي تونج”.

بين مؤيد ومعارض

ولى كما يبدو عهد الحاكم التكنوقراط في الصين فماذا سيتغير الآن؟! أصبحت بين يدي الرئيس الأقوى منذ “ماو” سلطة شبه مطلقة، وذلك ما لم يتح منذ المؤسس لقائد صيني وهو في السلطة ولم يزل حيًا.

مؤيدو التعديلات يرون فيها فرصة لـ” شي جين بينج”  لتنفيذ رؤيته بتحويل بلده إلى قوة اقتصادية عظمى.

 يعدّد الأنصار إنجازات الرئيس من إصلاحات اقتصادية وحملة على الفساد اكسبته شعبية كبيرة بعدما طالت نحو مليون شخصية رسمية بالحزب الحاكم.

غير أن تلك الحملة التي استئصلت أبرز منافسيه من الحزب الحاكم، تثير خشية البعض، بعد الزج بمعارضيه وبمدافعين عن قضايا حقوق الإنسان إلى السجون.

ويخشى البعض من هذا المنطلق أن تكون لجنة المراقبة الوطنية التي أقر تعديل أخر تشكيها ” أداة” جديدة للقمع السياسي.

الخوف مما هو آت حركّته مسارعة أجهزة الرقابة إلى اعتراض انتقادات غير اعتيادية على شبكة الإنترنت للتعديلات الدستورية الأحدث.

يخشي صينيون من أن تؤدي تحرير فترات الرئاسة في البلاد إلى تشديد إضافي على الرقابة على مختلف مناحي الحياة، ومحاولة الرئيس فرض رؤيته الأيديولوجية للشيوعية على المناحي كلها.

وثمة ناشطون تمتد هواجسهم لنحو خمسة أعوام عمل خلالها ” شي جين بينج” على تشديد قبضته حزباً ورئاسة،  خاض خلالها انقلاباً ناعماً بعد تجريد المكتب السياسي من أي سلطة.

مراقبون يرون في التعديلات الأخيرة خطوة إلى الوراء من شأنها أن تخلق استياءً داخل الحزب خصوصاً بين النخب ومخاوف من العودة لعصر “ماو”.

لماذا القلق الغربي ؟

يبدو أن  التعديلات الدستورية الأخيرة في الصين لم تقلق فقط الصينيين، وإنما أيضاً الغرب الذي أبدي قلقه إزاء ملف حقوق الإنسان في البلاد.

الغرب ينظر إلى ما حدث على أنه “ردة سياسية” وإطاحة بكل أسس الديمقراطية، في ظل القلق الغربي المتنامي من النفوذ الصيني التوسعي اقتصادياً وعسكرياً.

كان ” شي جين بينج ” قد فاز في تشرين / أكتوبر الماضي بولاية ثانية في منصب الأمين العام للحزب الشيوعي لخمس سنوات كما يتمتع بسلطات شبه مطلقة.
.
 

ربما يعجبك أيضا