الاضطرابات والأمراض النفسية تتغذى على فقراء الأردن

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق
 
عمّان – تستقبل عيادات الطب النفسي التابعة لوزارة الصحة الأردنية، أكثر من 50 حالة يوميًا، في وقت تحذر دراسات متخصصة من “فزع” ازدياد أعداد المرضى النفسيين، مع بلوغ نسبتهم نحو ربع سكان المملكة ومعظمهم من الفقراء.
 
وفي إحصائية رسمية أطلقتها وزارة الصحة، بلغ عدد المرضى النفسيين في الأردن حتى العام 2015، نحو 1.75 مليون شخص، غالبيتهم العظمى من فئة الشباب.
 
وبحسب دراسة حديثة كشف عنها مدير المركز الوطني للأمراض النفسية د. نائل العدوان، فإن العدد يزيد باستمرار مع الإشارة إلى تسجيل أكثر من 200 ألف مراجع ومراجعة لعيادات الطب النفسي سنويا.
 
وهذا الاضطرابات النفسية آخذة في الازدياد، في ظل إمكانيات علاج متواضعة وكلف مالية باهظة، بحسب العدوان.
 
لكن معالجون نفسيون يعملون في عيادات خاصة، يؤكدون أن الأرقام الرسمية بشأن عدد المرضى النفسيين في الأردن، ليست هي ذاتها على أرض الواقع، بل أكثر من ذلك بسبب إغفال ملفات المراجعين لديهم إضافة لرغبة الكثيرين عدم الكشف عنهم كمرضى.
 
وترى الأخصائية النفسية الدكتورة ميس السمهوري أن مئات الأشخاص يراجعون عيادات الطب النفسي الخاصة في الأردن يوميًا، معتبرة أن “الوصمة المجتمعية” تمنع الآلاف أيضًا من التوجه لتلقي العلاج في العيادات “الحكومية والخاصة”.
 
ويواجه قطاع العلاج النفسي في الأردن مشاكل كثيرة، أبرزها نقص الكادر المؤهل، حيث يعالج كل طبيب نفسي ما يقارب 50 حالة يوميًا، وفق ما صرح به مدير المركز الوطني للأمراض النفسية نائل العدوان.
 
وقال العدوان لـ”رؤية” هناك عيادات منتشرة في عموم محافظات المملكة، في بعض الأيام تستقبل بعضها أكثر من 140 مراجعًا يتوزعون على طبيبين مناوبين أو ثلاثة”.
 
ويقدر عدد الأطباء النفسيين في الأردن، وفق العدوان ما يقارب 110 أطباء، معظمهم يعمل في عيادات خاصة، وهو رقم متدن للغاية مقارنة مع دول الجوار.
 
وتعتقد الأخصائية سمهوري، أن عدد العيادات النفسية المنتشرة في الأردن والتي لا يتعدى عددها خمسون عيادة تابعة للحكومة غير كاف لتأمين الاحتياجات اللازمة ناهيك عن ضعف الكادر المؤهل فيها والضغط الذي يواجهونه من كثرة المراجعين”.
 
وفي العيادات الخاصة أيضًا، يشكو المراجعون من ارتفاع الكلف الخاصة بها وأثمان العلاجات اللازمة، وهو الأمر الذي يحرم الكثيرين من التقدم للعلاج وفي غالب الأحيان يتوقفون عن مواصلته.

 
الفوارق الطبقية تغذي الاضطرابات النفسية
 
يؤكد الدكتور نائل العدوان في معرض حديثه لـ”رؤية” أن الأمراض النفسية والاضطرابات باتت تتغذى على الفقراء في الأردن، إذ تجد فيهم بيئة خصبة في ظل أوضاعهم المعيشية الصعبة، وعدم رغبتهم بالعلاج لأسباب عدة.
 
وهذه الفئة التي تمثل الشريحة الاوسع في المجتمع الأردني، تعاني من بطالة متزايدة وجهل نتج عنه قلق وتوتر واكتئاب، بدأت أعراضه تظهر للعلن مع ارتفاع عدد الجرائم ومعدلات الانتحار والعنف الأسري.
 
وأكثر الأمراض النفسية شيوعا في الأردن، بحسب العدوان، الخوف الزائد والقلق يليهما الاكتئاب، في حين لا تتعدى نسب الانفصام العقلي 1%،وفق أرقام وزارة الصحة والمركز الوطني للطب النفسي.
 
ويؤكد خبراء في علم النفس، أن الفوارق الطبقية في الأردن، والآخذة بالتوسع على حساب حصر الثروات بيد فئة صغيرة بعينها على حساب فئات أوسع تعاني التهميش والفقر، ستفضي لزيادة أعداد الأمراض النفسية لدى شريحة واسعة من الأردنيين.
 
ناهيك عن الوضع النفسي الخاص بأبناء المجتمع الأردني، عانت من المملكة خلال الأعوام الماضية من تداخل في الجنسيات نتيجة أزمات اللجوء التي سببتها الحروب في دول الجوار، سيما العراق وسوريا.
 
ويؤكد العدوان أن اللاجئين في الأردن، يعانون اضطرابات نفسية مخيفة، تتمثل باضطرابات القلق ( خوف ما بعد الكرب) وهي حالة من الخوف الشديد ناتجة عن التعرض للعنف أو مشاهدة انفجار وأعمال انتقامية.
 
وتتمثل أعراض هذه المتلازمة، بالعصبية وصعوبة التأقلم مع الناس والقلق المستمر والخوف الدائم.
 

ربما يعجبك أيضا