قمة “السيسي والبشير”.. هل تعود العلاقات المصرية السودانية إلى مسارها؟

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – ترتبط مصر والسودان بعلاقات ممتدة عبر التاريخ، منذ ضم محمد علي الأراضي السودانية إلى ولايته في 1820، وحتى عقب انفصال السودان عن مصر، لكنه شهدة خلال الفترة الأخيرة مناوشات عدة على خلفية العديد من الأزمات لعل أبرزها: “أزمة سد النهضة الإثيوبي، ومثلث حلايب وشلاتين”.

وشهدت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لمصر خطوة إيجابية لتحريك المياه الراكدة في ظل السعي الدبلوماسي لتجاوز الأزمة، وتذليل العقبات التي أدت إلى تعكير صفو العلاقات بين الجارتين، خصوصا مع إطلاق وسائل الإعلام في البلدين تصريحات أدت إلى تأجيج الأزمة.

“استقبال حار”

حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن يكون في مقدمة مستقبلي نظيره السوداني في مطار القاهرة، وفتحت سلطات المطار، استراحة رئاسة الجمهورية لاستقبال الرئيس السوداني، ثم اصطحابه إلى قصر الاتحادية لعقد جلسة ثنائية، أعقبها مؤتمر صحفي للإعلان عن نتائج المباحثات.

واصطحب السيسي نظيره السوداني لحضور احتفالية الأسرة المصرية، في الصالة المغطاة باستاد القاهرة الدولي، وسط ترحيب كبير من جانب الحضور.

“الملفات الثنائية”

وبحث الرئيسان سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، خاصةً في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني والنقل والبنية التحتية، فضلاً عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الاستراتيجية بينهما.

واتفق الرئيسان على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التي تم تشكيلها بين البلدين، إضافة إلى ضرورة الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائي بين مصر والسودان، علاوة على الربط النهري وخط السكة الحديد بين البلدين.

وأعلن الرئيسان خلال لقائهما عن إعداد لجنة مشتركة حول سد النهضة في الخرطوم، بالإضافة إلى اجتماعات دورية منتظمة لتعزيز مصالح البلدين.

“رباط مقدس”

وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشدداً على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة في إطار من الشفافية والمصداقية.

وقال: إن المتغيرات والظروف التي تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفاً واحداً ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات الدولتين وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومي لدول وادي النيل كل لا يتجزأ.

وأكد السيسي -خلال احتفالية يوم الأسرة المصرية- أن المناسبة تجسد بكل الصدق مشاعر الأخوة بين شعبى وادى النيل، منذ أقدم العصور، فمصر والسودان أسرة واحدة وشعب واحد، متابعا: “لعلي لا أبالغ عندما أقول إن ما يجمع الشعبين المصري والسوداني هو رباط مقدس تمتد جذوره منذ أن خلق الله الأرض وستستمر بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها”.

واستكمل الرئيس: “ولعل نهر النيل العظيم هو الرمز الأكبر لهذه العلاقات، ومن هنا فإننى أؤكد قناعة مصر بأن أمن واستقرار ومصالح السودان كانت وستظل دائما جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار ومصالح مصر”.

“البشير يتحدث”

الرئيس السوداني رحب بتفعيل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية، والتشاور المستمر بين البلدين، مؤكداً ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التي تربط بينهما.

وأشار الرئيس السوداني إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما في ذلك على الصعيد الأمني.

وذكر البشير -خلال احتفالية الأسرة المصرية- أن قوة مصر هي قوة للسودان، وقوة الخرطوم قوة للقاهرة، ونحن نفخر بإنجازتكم في بلدنا السودان، مضيفًا أنه بحث مع الرئيس السيسي كل الوسائل لتعزيز العلاقة، والعمل على إزاحة أي عقبات تعتري العلاقات، واختتم تصريحاته قائلا: “أشكر الرئيس السيسي والأسرة المصرية على هذا التكريم المبهر، الذي هو تكريم للسودان وشعبه، وعلى الحفاوة والكرم الفياض، وأسال الله تعالى أن يكلأ مصر برعايته وحفظه، وأن يحقق تطلعات شعبنا الشقيق نحو الرقي والازدهار”.

ربما يعجبك أيضا