بالصور.. مدن الـ100 مليون نسمة تهدد العالم

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

بشهد العديد من مدن العالم حالة من التمدد السكاني التي لا يمكن السيطرة عليها بحيث سيصل عدد سكانها إلى 100 مليون نسمة مسببة كوارث بيئية لا حدود لها.

لاجوس في نيجيريا

تعيش مدينة لاجوس في أجواء فوضوية بعد أن عجت بالسكان، وستصبح مدينة الـ100 مليون نسمة بحلول عام 2100، فهي مدينة ساحلية شبه ريفية، وهي تعد أكبر مدن نيجيريا وغرب أفريقيا، وإحدى أكثر مدن أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

وتعد لاغوس هي المحور التجاري والصناعي لنيجيريا، واقتصادها يفوق بعدة أضعاف البلدان الأفريقية الغربية مجتمعة.

واستفادت لاجوس من مصادر نيجيريا الطبيعية كثيرا مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم والخشب والوقود والماء، فالصناعة الخفيفة كانت سائدة في نيجيريا بعد الاستقلال والصناعات المتعلقة بالنفط سيطرت عليها في السبعينات، مما أثر على النمو السريع لاقتصاد لاجوس.

ويتوقع الخبراء، أنه إذا استمر نمو السكان بهذه الطريقة في لاجوس فستصبح أكبر مدينة في العالم بعدد سكان يصل إلى 100 مليون نسمة بحلول عام 2100، مما سيكون له آثار بيئية هائلة.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن قارة أفريقيا ستشهد ارتفاعا كبيرا بعدد السكان، وأن ثلث سكان العالم قد يعيشون على أراضيها بحلول عام 2100.

وقال موقع “بزنس إنسايدر”: إن التعداد السكاني في أفريقيا في تزايد كبير، حيث ارتفع عدد السكان من 140 مليون نسمة في 1900، إلى مليار نسمة في 2010.

وسيبلغ عدد السكان في القارة الأفريقية 2.5 مليار نسمة عام 2050، وسيتجاوز الرقم 4 مليارات بحلول 2100، مما ينذر بعواقب بيئية كارثية بسبب المناطق العشوائية المتشعبة والتي تمثل خطرًا على البيئة.

وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية -في تقرير لها أمس الإثنين- إن الأثر البيئي سيكون مدمرا بسبب الهواء الملوث وإن النمو السكاني لابد أن يقابله نمو في شبكات الصرف الصحي والمياه والنقل والطاقة المتجددة، وكلها مشاكل مستعصية في بعض الدول مثل نيجيريا.

بنجلاديش في الهند

تشتهر مدينة بنجلاديش الهندية بالأشجار والبحيرات منذ 25 عامًا، إلا أنها أصبحت مدينة ميتة بسبب النمو السكاني المطرد، فأصبحت تهتم بالنمو الاقتصادي على حساب البيئة التي تم تدميرها.

ومن المتوقع أن يزداد عدد السكان في الهند ليصل إلى أكثر من 1.5 مليار نسمة بحلول عام 2050, لتصبح أكبر بلدان العالم كثافة سكانية، ومن المخاطر التي يحذر منها الخبراء هو التلوث الشديد في الهواء، والمياه ملوثة، ولا يوجد مكان لدفن النفايات، كما أن البحيرات تم تدميرها، وكل ذلك ينذر بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة.

ويقترح الخبراء أن حل هذه الأزمة قد يكون في يد العديد من السكان الأصليين والطبقة المتوسطة التي طالما طالبت في السنوات العشرين الماضية بالتنمية ومحاولة الحد من استخدام الوقود الملوث وإنفاذ قوانين الحفاظ على البيئة.

كينشاسا في الكونغو
هي عاصمة وأكبر مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية وانتقل في التسعينات الآلاف من الشباب الذين يبحثون عن فرصة عمل مع زوجاتهم وأولادهم وتحولت من مدينة تضم 20 ألف نسمة عام 1920، إلى نحو 450 ألف نسمة في عام 1940، واليوم ربما وصلوا إلى 12 مليون شخص، ومن المتوقع أن تصبح ثاني أكبر مدينة في أفريقيا، ويبلغ عدد سكانها 75 مليون شخص خلال 50 عاما.

وتعد كينشاسا من المدن الضخمة التي تحاصرها الأكواخ الشاسعة والمستوطنات غير النظامية, وبنيتها التحتية منعدمة ومنهارة، كما أن النمو الاقتصادي غير مواكب للنمو السكاني.

وبحلول عام 2100 سيصبح 40% من سكان العالم من أفريقيا ونصفهم من الأطفال، حيث إن القارة السمراء ستشهد أكثر التغييرات الديموغرافية تطرفًا في التاريخ.

غوييانغ في الصين

وصل عدد سكان مدينة غوييانغ في الصين  في 2015 إلى 4.3 مليون نسمة ومن المتوقع أن يصبح عدد سكانها 7 ملايين شخص في 2050.

وتعد سرعة التحول نحو المدن الصينية مروعة، وربما أسرع وأكبر نزوح سكاني في التاريخ البشري، بعد 30 سنة، وانتقل ما يقارب من 500 مليون شخص من المناطق الريفية إلى 622 مدينة رئيسية في الصين، والتي تعد بلدا زراعيا في الأساس، وأصبح 60% منها تقريبا من المناطق الحضرية. ففي عام 2025 أكثر من مليار صيني سيعيشون في المدن.

مدينة المكسيك

في 2015 وصل عدد سكان مدينة المكسيك 20 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان بحلول 2050 إلى أكثر من 25 مليون نسمة، وهي إحدى المدن الخمسة الكبرى في العالم.

ولا تزال المدينة مكتظة للغاية, وتعيش في حالة تلوث وفقر غير عادي، يعيش سكانها على مساحات صغيرة، ويتم بناء 50 ألف مسكن جديد سنويا.

وعلى الرغم من ذلك فإن المدينة تشهد تقدما في الكثير من المجالات، ولكنها محفوفة بالمخاطر البيئية المستقبلية، خاصة أزمة المياه، لذا يتوجب على السكان خفض الاستهلاك، ففي غضون 50 عامًا ستكون مياه الصرف مثل الذهب.
 

ربما يعجبك أيضا