رؤية مالكوم إكس عن مكافحة الإسلام للعنصرية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

نشر موقع “قباب ومنارات” الفرنسي تقريرًا بعنوان “الإسلام يقتل العنصرية” عن محاربة ومكافحة الدين الإسلامي للعنصرية، حيث أكد أنه لا مجال للعنصرية في الإسلام, حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي و لا أحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فيبلغ الشاهد الغائب”.

ومن أكبر الأمثلة على ذلك، مالكوم إكس ، أو الحاج مالك الشاباز، وهو مفكر مسلم اكتشف الإسلام الحقيقي عندما قام بأداء مناسك الحج في شهر أبريل 1964، حيث كان حينها قياديا سابقا في جماعة “أمة الإسلام”، وهي حركة قومية وروحية خاصة بالسود (حركة باطنية)، ومن معتقداتها أن الرجل الأبيض هو الشيطان وأن الرجل الأسود يتفوق على الأبيض.

وبعدما ترك هذه الحركة في مارس 1964، ذهب إلى الحج، الأمر الذي غير رؤيته جذريا من العنصرية ومن الرجل الأبيض.

وفيما يلي مقتطف من الرسالة التي كتبها مالك الشاباز إلى زملائه السابقين في حي هارلم، وهي رسالة مكتوبة من أعماق قلبه ، تحكي تجربته بالتفصيل.

“لم أشهد مثل هذه الضيافة المخلصة والحيوية العميقة للأخوَّة الصادقة التي يمارسها الأشخاص هنا من كل الألوان والأجناس في الأرض المقدسة، مقام إبراهيم ومحمد، وجميع الرسل الذين تنزلت عليهم الكتب المقدسة، لقد مكثت طوال الأسبوع الماضي صامتًا لا أتحدث إطلاقًا، مبهورًا بالكرم الذي رأيته من حولي لدى جميع الأشخاص من كل الألوان”.

“لقد أكرمني الله بزيارة مكة المكرمة، فقد قمت بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، وكان يقودني مطوف صغير السن يسمى محمدًا، وشربت من بئر زمزم، ثم قمت بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، كما قمت بالصلاة في مِنًى، ثم بالوقوف على جبل عرفات، وهناك كان يوجد عشرات الآلاف من الحجاج من جميع أنحاء العالم، كانوا بمختلف الألوان، فمنهم الأشقر أزرق العينين، ومنهم الإفريقي ذو البشرة السوداء، لكننا جميعًا كنا نؤدي شعيرة واحدة، مظهرين روح الوحدة والأخوة التي لم أكن أظن – حسب واقع تجربتي في أمريكا – أنها من الممكن أن توجد بين الأبيض وغير الأبيض”

“إن أمريكا في حاجة إلى فهم دين الإسلام؛ لأنه هو الدين الذي قضى على مشكلة العنصرية تمامًا في مجتمعه، إنني على مدار سفري في العالم الإسلامي، قابلت وتحدثت، بل وأكلت مع أشخاص يعتبرون من وجهة نظر أمريكا من الأشخاص البيض، ولكن مُحيت من أذهانهم فكرة الرجل الأبيض وذلك بفضل دين الإسلام. إنني لم أشهد طوال حياتي مثل هذه الأخوة الصادقة والمخلصة التي تمارس بين الأشخاص بصرف النظر عن لونهم”.

“ربما تصدمكم هذه الكلمات التي تخرج مني، ولكن هذا ما رأيته في رحلة الحج، وهذه هي التجربة التي دفعتني لأعيد تكوين الكثير من المعتقدات التي كانت لدي، ودفعتني لأن أبعد عني بعض الاستنتاجات السابقة، لم يكن هذا صعبًا عليّ بدرجة كبيرة، فعلى الرغم من إداناتي الصارمة، فإنني دائمًا رجل يحاول أن يواجه الحقائق، وأن يقبل واقعية الحياة كما تكشفها التجارب والمعرفة الحديثة، وأنا دائمًا رجل ذو عقل متفتح، وهو العقل المطلوب من أجل المرونة التي يجب أن تسير جنبًا إلى جنب مع كل شكل من أشكال البحث الفطن عن الحقيقة”.

“إنني خلال الأحد عشر يومًا الماضية هنا في العالم الإسلامي، أكلت من الطبق نفسه الذي يأكل منه إخواني البيض، وشربت من الكأس نفسه الذي يشربون منه، ونمت على الفراش نفسه الذي ينامون عليه، ودعوت الإله نفسه الذي يدعونه، مع أن بشرتهم بيضاء، وأعينهم زرقاء، وشعرهم أشقر، بل إنني شعرت من خلال كلام المسلمين البيض وأفعالهم بالإخلاص نفسه الذي أشعر به وأنا بين المسلمين السود الأفارقة؛ سواء من نيجيريا، أو السودان، أو غانا”.

“كنا جميعًا إخوة بحق؛ وذلك لأن إيمانهم بإله واحد أزال تمامًا فكرة الرجل الأبيض من عقولهم، ومن سلوكهم ومن وضعهم”.

“خلصت من خلال ذلك إلى القول: إنه لو آمن الأمريكيون البيض بوحدانية الله، فإنهم فعلاً سيؤمنون بحقيقة وحدة البشر، وسيتوقفون عن إعاقة وإيذاء الآخرين، أو قياسهم تبعًا لاختلافهم في اللون”.

“إن كل ساعة هنا في الأراضي المقدسة تمدني ببصيرة روحية لما يحدث في أمريكا بين السود والبيض، ولا يمكن بحال من الأحوال لوم الزنجي الأمريكي بسبب أحقاده العنصرية؛ لأنه مجرد رد فعل لأربعمائة سنة من العنصرية التي شعر بها من قبل الأمريكان البيض، ولكن بينما تقود العنصرية أمريكا إلى طريق الانتحار، فإنني أعتقد بواقع تجربتي معهم أن الجيل الصغير من البيض – ممن هم في الكليات والجامعات – سيرون الكتابات في كل مكان، وسيتحول الكثير منهم إلى الطريق الروحي نحو الحقيقة، الطريق الوحيد لأمريكا لدرء الكارثة التي ستوقعها بها العنصرية حتمًا”.

ربما يعجبك أيضا