“إيجيبت فيس”.. تداول نسخة مصرية من “فيسبوك” وسط مخاوف رقابية

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بعد أيام قليلة من الضجة التي أثارتها تصريحات وزير الاتصالات المصري ياسر القاضي بشأن إطلاق بلاده “فيسبوك”خاص بها لحماية البيانات والمعلومات، تداول المصريين نسخة محلية من الموقع العالمي تحت مسمى “إيجيبت فيس”، وبيد أنها بنيت على عجل.

وبالرغم من أن الموقع مجهول الهوية، ولم تتبن أي جهة تأسيسه، دعا بعض الأشخاص إلى تجريبه مهنئين بعضهم البعض بإطلاقه، كما تم ترويجه بين الجمهور على أنه “الفيسبوك المصري”.

وفور تداول رابط الموقع الجديد، أقبل عدد كبير من المصريين لتدشين حسابات جديدة عليه، حتى وصل إلى 450 حساب في ساعات.

سريع التحضير

“من النظرة الأولى للموقع سوف تكتشف أن تصميمه غير احترافي، وكأنه طالب ينفذ مشروع تخرج، هذا ليس عملا احترافيا، يمكنك أن ترى المشاكل التقنية في التصميم، من خلال أبعاد الصفحة غير المنضبطة، فما بالك ببرمجة وتطوير الموقع”، هكذا قال محمد علي المتخصص في تصميم وبرمجة مواقع الويب.

يضيف علي: “لقد قمت بالتسجيل للاطلاع عليه أكثر ولكن بمجرد الانتهاء من ملء نموذج التسجيل، وضغط زر التنفيذ، وجهني إلى صفحة مبهمة، لم استطع الخروج منها لاستخدام الموقع، وهي صفحة مكتوب بها عبارة Choose plan (اختر خطة)، هذا عمل لا يليق بنا، ولا يجب الترويج له على أنه (فايسبوك مصري)”، وفقا لصحيفة “النهار”.

 

مخاوف من الرقابة الأمنية

على الرغم من تزامن إطلاق النسخة المحلية مع فضيحة الموقع العالمي في تسريب البيانات الشخصية لـ50 مليون مستخدم “فيسبوك”، إلا أن فكرة إنشاء “فيس بوك مصري” لا تزال تثير مخاوف المواطنين من الرقابة والملاحقات الأمنية، ومع هذه التحفظات حدث إقبال كثير على الموقع الجديد.

من جانب آخر، تعمل السلطات المصرية على تحديث البنية المعلوماتية والتكنولوجية، لاستخدامها في مجال مكافحة الإرهاب، فضلًا عن الانتهاء من مشروع جرائم المعلومات الإلكترونية الذي يستهدف تقنين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعتبر منابر لنشر الفكر المتطرف.

على صعيد آخر، كان لموقع “فيسبوك” دور فاعل في الأحداث السياسية التي تلت ثورة25 يناير 2011، حيث سعت الجماعات الإرهابية المختلفة إلى استقطاب عناصرها من خلاله، فضلاً عن تدشين كل منهم ما عُرف إعلاميًا بـ”كتائب إلكترونية”، وهي مجموعات افتراضية تستهدف الدفاع عن مصالح أطراف ضد أخرى.

ونهاية فبراير الماضي، أصدر النائب العام المصري، نبيل صادق، قرارًا بـ”متابعة وضبط وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تبث الأكاذيب والأخبار غير الحقيقية، في ضوء “ما تلاحظ مؤخرًا من محاولة قوى الشر النيل من أمن وسلامة الوطن”.

 

بالبحث عن تاريخ تسجيل نطاق موقع “إيجيبت فيس”، تبين أنه تم تسجيله يوم 14 مارس الجاري، أي بعد يومين من تصريحات وزير الاتصالات المصري، كما أن بيانات الاتصال الخاصة بمسجل النطاق ومالكه أخفيت.

من جانب آخر، لا يتميز الموقع المحلي عن العالمي في أي خاصية جديدة، بل شكا العديد من مستخدميه من كثرة المشاكل التقنية، مؤكدين أنه يفتقد الاحترافية.

 

ربما يعجبك أيضا