جون بولتون.. العقل المدبر للحروب يطرق أبواب البيت الأبيض

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتعيين جون بولتون، مستشارًا للأمن القومي الأمريكي، بدلاً من هربرت ماكماستر، جدلًا واسعًا في أمريكا وخارجها، ووصفت الصحف الأجنبية هذا القرار بأنه صادم! وكان ترامب قد نشر تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، في 22 مارس الجاري، عبّر من خلالها عن شكره لكل الخدمات التي قدمها ماكماستر، معتبراً أنه أدى عملاً رائعاً وأنه سيظل صديقاً له، على حد تعبيره، وفي التغريدة نفسها، أعلن أن بولتون سيتولى مهام منصبه رسمياً خلفاً لماكماستر بداية من التاسع من أبريل القادم، فمن هو جون بولتون؟

مؤيد لنقل السفارة إلى القدس

فيما يتعلق بملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سبق أن صرح بولتون بأن حل الدولتين قد مات، وفي انسجام كبير مع توجهات ترامب قال بولتون مرارا إنه لا يرى مانعا في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وذلك حتى قبل القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان نية نقل السفارة الأمريكية إليها.

 ليس معجبا بالأمم المتحدة

في خطاب بعام 1994، قال بولتون إنه “لا وجود لشيء اسمه الأمم المتحدة، بل هناك مجتمع دولي قد تقوده أحيانا القوة الحقيقية الوحيدة المتبقية في العالم وهي الولايات المتحدة، عندما يتوافق ذلك مع مصالحنا”، وجاء إلقاء هذا الخطاب قبل أكثر من عقد من ترشيح بوش الابن له سفيرا لواشنطن في الأمم المتحدة، ولكن ظل تشككه في دور المنظمة الدولية وعدم خضوعها لدولة معينة قائما، ووصفته الإيكونوميست بأنه “أكثر سفير مثير للجدل أرسلته أمريكا للأمم المتحدة”.

لابد من التعامل مع روسيا بقوة

وصف بولتون التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في عام 2016 بأنه “عمل من أعمال الحرب تجاه واشنطن لا يجب أن تتسامح إزاءه”.

وعندما التقى ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -في يوليو/ تموز عام 2017- نفى بوتين ما تردد عن التدخل الروسي، فكتب بولتون حينها: “إنه يكذب بفضل تدريبات (الاستخبارات الروسية) كي جي بي”.

ومؤخرا عندما تم تسميم العميل السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا، وهو الهجوم الذي ألقيت مسؤوليته على روسيا، قال بولتون: إن الغرب لابد أن يرد على روسيا بقوة.

تعيين جون بولتون لهذا المنصب أثار مخاوف عديدة، وكانت الصحيفة الأمريكية واشنطن بوست أشارت إلى أن بولتون غير مناسب لهذا الدور، لأن سجله يتسم بالتطرف الأيديولوجي، وسياسته المتشددة بما في ذلك الحرب الاستباقية ضد كوريا الشمالية وإيران، فإن كل ذلك من شأنه أن يقود ترامب والبلاد إلى كارثة.

اختيار ترامب لم يكن غريبًا خاصة أن جون بولتون -صاحب الشارب الأبيض- يعرف بمواقفه المثيرة للجدل، وأنه مدافع قوي عن النفوذ الأمريكي، ومؤيد لإرساء هذا النفوذ في الخارج، ومحب للحروب، وأيضًا لم ننس دوره الكبير في حرب العراق!

ولد بولتون في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1948، ويبلغ من العمر 69 عامًا، وقد اشتغل بالمحاماة وكذلك بالدبلوماسية، عمل لسنوات طويلة ضمن إدارات الرؤساء، رونالد ريغان، جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن، بينما قام الأخير بتعيينه مبعوثاً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليتميز في تلك الفترة بأسلوبه الحاد حسب وصف وسائل إعلام عالمية عدة.

مهندس الحرب

فكرة الحرب تسيطر على عقل بولتون بشكل عام، ويراها السبيل الوحيد لأن تثبت الولايات المتحدة الأمريكية، تفوقها على العالم بأسره، ورغم توافق بولتون مع ترامب في أمور عدة، لكن كان من اختلافاتهم القليلة، هي حرب العراق، فإن ترامب كان قد أعلن في مرات عديدة، انتقاده للتدخل الأمريكي في العراق، بينما كان بولتون أحد العاملين على الملف الذي زعم امتلاك الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، وهو كان من أشد المؤيدين لغزو العراق ليتبين بعد تدمير البلاد وقتل عشرات الآلاف من أهلها أن الملف الذي عمل عليه بولتون كان غير سليم.

يريد قصف كوريا الشمالية

في ما يتعلق بملف كوريا الشمالية فقد اعتبر بولتون -في تعليق له نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”- أن أي ضربة عسكرية أمريكية لكوريا الشمالية هي أمر “مشروع تماماً” بسبب أسلحتها النووية، على حد تعبيره، ناصحاً بلاده بألا تنتظر حتى اللحظة الأخيرة.

وفي حوار آخر له مع “فوكس نيوز” في العام الماضي، اعتبر بولتون أن “الخيار الدبلوماسي الوحيد المتبقي بخصوص التعامل مع كوريا الشمالية هو إنهاء النظام في كوريا الشمالية”.

سنّستان.. دولة مفترضة في سوريا والعراق

“العمل على خلق دولة سنية جديدة ومستقلة”، هذه هي الفكرة التي اعتبر بولتون أنها أفضل حل لمواجهة “داعش” في سوريا والعراق، مطلقاً على “دولته المفترضة” اسم “سنّستان”.

وكان قد كتب في مقال افتتاحي نشرته “نيويورك تايمز”، في نوفمبر عام 2015، أن و”اشنطن يجب أن تعترف بالجغرافيا السياسية الجديدة على الأرض السورية”، مضيفاً أن “أفضل بديل للدولة الإسلامية سواء في شمال شرق سوريا أو غرب العراق هي دولة سنية جديدة ومستقلة”.

اضربوا إيران بالقنبلة

في مارس من العام 2015، نشر بولتون مقالاً في صحيفة “نيويورك تايمز” بعنوان “لوقف قنبلة إيران اضربوا إيران بقنبلة”، وقال: إن الحل العسكري الوحيد للتعامل مع إيران هو القيام بضربة عسكرية ضدها، ومثل هذا الإجراء يجب أن يواكبه دعم أمريكي قوي للمعارضة الإيرانية بهدف تغيير النظام في طهران.
https://www.youtube.com/watch?v=Mr4b3Wp1Nfw
https://www.youtube.com/watch?v=k4Cf9X9tCSw

ربما يعجبك أيضا