على خطى والده.. الزعيم الكوري يتنقل بالقطار المصفح

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

عادة ما يتنقل قادة العالم بالطائرات، ولكن ليس كيم جونغ أون، حيث كانت زيارة الزعيم الكوري الشمالي، إلى الصين، منذ أيام قليلة، محط أنظار العالم، وهي أول زيارة خارجية يقوم بها كيم، منذ توليه الحكم في 2011، قبل سبع سنوات، واستمرت الزيارة ثلاثة أيام، التقى خلالها بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، وناقشا العلاقات بين البلدين، إلى جانب عدد من القضايا الدولية، وكان أكثر ما لفت أنظار وسائل الإعلام العالمية، هو “قطار الحب” أو “القطار المصفح” كما يسمونه، والخاص بتنقلات الزعيم الكوري.

ما هو سر القطار المصفح؟

من الواضح أن كيم، يسير على خطى والده، والذي كان يفضل التنقل بالقطار، بدلًا من الطائرات لخوفه منها وأيضًا بسبب مخاوف أمنية، ويعتبر القطار المصفح الوسيلة المفضلة لدى الزعيم الكوري الشمالي الحالي، والذي ورثه عن أبيه الراحل، في تنقلاتهم خارج البلاد، هو قطار أخضر مصفح أشبه بالدبابة، ومزين بخطوط صفراء، مكون من 21 عربة فاخرة التصميم والأثاث، ومزود بكافة الاحتياجات التكنولوجية والأمنية، فجميع عرباته مضادة للرصاص والمتفجرات، إلى درجة يمكن أن يتحول معها أثناء السفر إلى ثكنة عسكرية ذاتية الدفاع عن نفسها، حتى حين تعرضه إلى هجوم جوي، كما أن جميع نوافذه معتمة للحفاظ على هوية ركابه بسرية.

السفر داخل القطار

كان المسؤول الروسي “Konstantin Pulikovsky” واحدًا ممن ركبوا في عام 2011، القطار مع الأب قبل وفاته بأشهر، تحدث عن القطار قائلًا: “بإمكانك تناول أي طبق روسي أو صيني أو كوري أو ياباني أو فرنسي فيه” وأن الراحل كان يحرص على تواجد “الكركند” الحي وغيره من الأطعمة الشهية الطازجة داخله، بجانب أفخر أنواع النبيذ الفرنسي وأغلاها”، وذلك طبقاً لما قال عن القطار الذي ظهر الأب في إحدى الصور القديمة، وهو داخل عربة فيه “مفروشة بمقاعد فاخرة، وأمامه فنانون يقدمون عروضاً ببزات رسمية وأثواب السهرة” كما قال.

أحداث مأساوية

لا يرتبط ذكر القطار الخاص بالتأمين ووسائل الرفاهية والتكنولوجيا فقط، بل كذلك بأحداث مأساوية، فبالإضافة إلى تعرض الزعيم الراحل على متنه لأزمة قلبية أودت بحياته، قتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في ما يعتقد أنها محاولة لاستهداف القطار في 2004.

وحسب “نيويورك تايمز”، فإن قطارا محملا بمواد قابلة للاشتعال انفجر في مدينة ريونغ تشون قرب الحدود مع الصين، بعد ساعات قليلة من مرور القطار الذي يستخدمه الزعيم الكوري.



وقالت تقارير أجنبية: إن قطار الديكتاتور الكوري، أقوى من الياباني المعروف باسم “الطلقة” لكن سرعته أقل بكثير،  فإن سرعته القصوى هي 60 كيلومتراً، وفيه ما يكفي من الخدمات الفاخرة لراحة كيم جونغ-أون، وأضافت إن فيه 90 عربة محصنة كانت تحت تصرف الأب الراحل، بحيث كان يحرك 3 قطارات حين سفره إلى الخارج، الأمامي يحمل أكثر من 100 ضابط أمني على الأقل، لاستكشاف المحطات بحثاً عن قنابل أو أي تهديدات، واختبار سلامة القضبان،  ويتبعه قطار يحمل الدكتاتور، ثم ثالث فيه المزيد من الحراسة الشخصية والمؤن، وفوق الجميع تحلق مروحيات عسكرية تابعة للجيش وطائرات طول الرحلة، ومنها التي كانت في 2011 إلى موسكو في زيارة رسمية قام بها الأب.

ربما يعجبك أيضا