تجدد الصراع بين تركيا وأمريكا على “منبج” السورية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تتجه الأمور مجددا في الشمال السوري نحو التصعيد، وهذه المرة بين القوات الأمريكية في مدينة منبج والقوات التركية المتمركزة في مناطق درع الفرات.

حيث هددت تركيا بأنها ستطرد مليشيات “ب ي د” أو “الوحدات الكردية” من تلك المدينة العربية، في حين ردت أمريكا بمحاولة التهدئة مع تركيا، إلا أنها زجت وفرنسا بتعزيزات كبيرة في المدينة نفسها.

وتبدو مشكلة مدينة “منبج” معقدة بسبب تشعب العلاقات بين “أنقرة”، و“واشنطن” من جهة، وبين الأخيرة و”الوحدات الكردية” من جهة أخرى، وما تمثله هذه المنطقة من مصالح للولايات المتحدة باعتبارها بوابة “شرقي الفرات” الاستراتيجية المليئة بثروات النفط والغاز.

تركيا تهدد

وقد أعلن مجلس “الأمن القومي التركي” أن “تركيا” لن تتردد بالتحرك في حال لم تنسحب “الوحدات الكردية” من مدينة “منبج”.
وأفاد “مجلس الأمن التركي” الذي يرأسه “أردوغان” أنه: في حال لم يتم إبعاد “ب ي د” من “منبج”، فإن “تركيا” لن تتردد في أخذ المبادرة على وجه التحديد في “منبج”، مثلما فعلت في المناطق الأخرى.

وكشف رئيس تحرير صحيفة “يني شفق” اليوم سر زيارة الرئيس التركيّ، رجب طيب أردوغان، المفاجئة إلى ولاية “هاتاي” على الحدود السورية بالبدلة العسكرية.

وقال إبراهيم قراغول، في مقالٍ نشرته الصحيفة: “بينما كانوا يخطّطون لانتزاع (هاتاي)، دخلت تركيا عفرين، وستدخل كذلك منبج، وستتابع السير نحو حدود إيران دون أن تحني رأسها أمام أي عقبة تقابلها، مؤكدًا: “سنبرهن لأولئك الذين يحاولون إعادة رسم ملامح المنطقة مرة ثانية مَن يرسم ملامح هذه المنطقة منذ ألف عام”.

تعزيزات أمريكية

فيما بدأت القوات الأمريكية بتعزيز مواقعها العسكرية وتحصيناتها في مدينة منبج شمالي سوريا، لمواجهة أي عملية تركية محتملة قد تشمل المدينة.

وتدير الولايات المتحدة حاليا، ثلاث نقاط مراقبة على الخط الفاصل بين منطقة “درع الفرات” والمناطق الواقعة تحت سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية، في قرى توخار وحلونجي ودادات.

فيما قالت صحيفة “ديلي صباح” التركية، نقلا عن”مصادر محلية موثوقة”، قولها إن القوات الأمريكية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة منبج الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات. وأضافت أن “التعزيزات شملت إرسال نحو 300 عسكري إضافة إلى عدد كبير من العربات المدرعة والمعدات الثقيلة، إلى المنطقة الفاصلة بين مدينة منبج ومنطقة درع الفرات في ريف حلب الشمالي”.

وأوضحت أن الولايات المتحدة استقدمت تعزيزاتها إلى المنطقة من قاعدتها العسكرية في بلدة (صرين) بريف حلب الشمالي.

وكانت القوات الأمريكية قد بدأت خلال الأيام الأخيرة، بتسيير دوريات في المنطقة الفاصلة بين منطقة “درع الفرات” ومناطق سيطرة “الوحدات الكردية” على نهر (الساجور)، وعلى امتداد الحدود السورية التركية.

في سياق متصل، أفادت وكالة (الشرق السوري) عن دخول أرتال فرنسية وأمريكية إلى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة “الوحدات الكردية”، تزامن ذلك مع ورود أنباء من مدينة رميلان التابعة للقامشلي تفيد بوصول مقاتلين فرنسيين إلى مطار المدينة.

الحل الدبلوماسي

صحيفة خبر ترك ذكرت أنّ القوات التركية التي تسعى إلى  إزالة عناصر “الوحدات الكردية” من غرب الفرات، وأنّها تستعد في الوقت نفسه لعمليات محتملة في منبج.

وذكرت الصحيفة أنّ تركيا تحاول التوصّل إلى حلول دبلوماسية فيما يخص منبج، مما قد يغنيها من استخدام قوّة عسكرية في المدينة.
وأضافت “خبر ترك” أنّ المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا إلى تشكيلها ستمتد من البحر الأبيض المتوسط مرورا بنهر الفرات وصولا إلى حلب الواقعة تحت سيطرة النظام.

وأردفت في السياق ذاته: “مع تحقيق السيطرة على منبج فإنّ امتداد المنطقة الآمنة المتشكلة في غرب الفرات سيصل إلى 30 كم”.

كتّاب ومحللون أتراك من بينهم “مراد يتكين” من صحيفة حرييت، و”كورتولوش تاييز” من صحيفة أكشام، لفتوا في وقت سابق إلى أنّ القوّات الأمريكية المتواجدة في منبج لن ترغب بالبقاء في مواجهة مباشرة مع القوّات التركية، موضحين -الكتّاب- أنّ هذه الرغبة قد تؤدي إلى الوصول لحلول دبلوماسية بين الطرفين تنتهي بإزالة عناصر “الوحدات الكردية” من دون اللجوء لعملية عسكرية محتملة في منبج.

الجيش التركي مصمم على اقتحام “منبج” ، والجيش الأمريكي حتى اللحظة يرفض الخطوة التركية، ويساند “الوحدات الكردية”، بل من قادته في منبج من هدد أنهم لن يسمحوا لأحد بالسيطرة على المدينة حتى لو أدّى الأمر إلى مواجهة عسكرية.

وحتى الآن هناك مفاوضات سياسية بين الطرفين، ولكنها لم تصل إلى حل حتى الآن.
https://www.facebook.com/Orient.Tv.Net/videos/1975864845765455/

ربما يعجبك أيضا